شارك المرشحون الديمقراطيون للانتخابات الرئاسية الاميركية امس في كولومبيا عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية في مسيرة في ذكرى وفاة بطل النضال من اجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ. وسار باراك اوباما وهيلاري كلينتون وجون ادواردز مع آلاف الاشخاص حتى الكابيتول المبنى الذي يضم الهيئات التشريعية لهذه الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة ورفع عليه علم ولايات الاتحاد الجنوبي الذي يرى فيه البعض مصدر «فخر للجنوب» بينما يعتبره آخرون رمزا للتمييز العنصري وفظائعه. ونقل هذا العلم الى موقع قريب من الكابيتول قرب نصب لجنود الاتحاد الجنوبي في احد اهم شوارع المدينة، والى جانب العلم، اقيم تمثال لبن تيلمان الحاكم السابق للولاية الذي عرف بعنصريته، رغم احتجاجات منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية.
وكان امس يوم عطلة في الولايات المتحدة في ذكرى وفاة مارتن لوثر كينغ حائز جائزة نوبل للسلام الذي اغتيل في 1968. وتنظم المسيرة اكبر حركة للدفاع عن الجالية السوداء (ان ايه ايه سي بي).
وقرر المرشحون الديمقراطيون الاجتماع في كولومبيا لان كارولاينا الجنوبية هي الولاية الجنوبية الاولى التي شهدت انتخابات تمهيدية. وكان باراك اوباما الذي يطمح لان يكون اول رئيس اسود للولايات المتحدة، قد القى اول من امس خطابا في كنيسة ايبينيزير في اتلانتا في ولاية جورجيا (جنوب شرق)، التي اطلق منها مارتن لوثر كينغ حركة المطالبة بالحقوق المدنية.
وسعى المرشحان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وباراك اوباما الى استقطاب الاميركيين الافارقة قبل اربعة ايام من مواجهة صعبة بينهما في ولاية كارولاينا الجنوبية، حيث ستجرى انتخابات تمهيدية السبت المقبل ليختار الديمقراطيون في هذه الولاية الجنوبية مرشحهم لسباق الرئاسة الاميركية. وفي غضون ذلك اتجهت انظار الجمهوريين الى ولاية فلوريدا التي ستجرى فيها انتخابات تمهيدية في 29 يناير (كانون الثاني)، حيث تبادلوا الاتهامات. وقالت هيلاري إنها كانت تسافر مسافات طويلة من اجل الاستماع لخطب مارتن لوثر كينغ وهي ما تزال صبية، واضافت تقول «اعلن (مارتن لوثر) بوضوح ان الحقوق المدنية كانت حول العدالة الاقتصادية».
وتعد ولاية جنوب كارولينا هي المحك بالنسبة لباراك اوباما للبقاء في مقدمة السباق، خاصة ان نصف الناخبين في هذه الولاية من السود، بعد ان خسر امام هيلاري في نيوهامشير ونيفادا. وطبقاً للنتائج النهائية للمجمعات الانتخابية (كوكس) فإن اوباما حصل على نسبة 83 في المائة من اصوات السود، وحصلت هيلاري على 15 في المائة فقط.
ولأول مرة يتطرق اوباما الى تمزق مشاعره خلال سنوات الطفولة والصبا، وقال في اول خطاب له في جنوب كارولينا «تخلى عني أبي (كيني) وانا طفل عمري سنتان...عشت مراهقة مضطربة ، ومارست اشياء (تعاطي الحشيش) يريد بعض الناس الآن ان يتحدثوا عنها ، وكنت احتاج الى بعض الامل لاكون معكم هنا اليوم». وقال إن السود أنفسهم ساهموا في تمزيق المجتمع بسلوكهم مع المهاجرين، وزاد موضحاً «إذا كنا نزهاء مع انفسنا علينا الاقرار إن مجتمعنا لم يكن صادقاً مع رؤى مارتن لوثر كينغ لمجتمع قائم على الحب».
وعلى صعيد الجمهوريين يتركز الاهتمام على الانتخابات التي ستجرى في ولاية فلوريدا في اقصى الجنوب، ويتوقع ان ينحصر التنافس في هذه الولاية بين اربعة مرشحين هم رودي جولياني وميت روني وجون ماكين ومايك هاكوبي، ويدخل رومني وماكين السباق في هذه الولاية وفي رصيدهما أكثر من فوز ، حيث فاز رومني في ميشغان ونيفاد ومويمنغ، وفاز ماكين في نيوهامشير وجنوب كارولاينا، وتشير التكهنات إلى ان خسارة فريد تومسون في فلوريدا قد تجبره على الانسحاب. وتبادل المرشحون الاتهامات حيث ركز رومني وجولياني انتقادهما على ماكين، حيث قالا إنه صوت ضد برنامج الرئيس جورج بوش لخفض الضرائب بحيث وضع نفسه في صف واحد الى جانب الديمقراطيين. وقال رومني في معرض انتقاد ماكين «ظل في واشنطن طوال اشتغاله في السياسة، ولا اعتقد اننا سنحصل على اي تغيير في واشنطن من شخص ظل جزءا منها كل هذه السنوات» ورد ماكين باتهام جولياني بقلة الخبرة ورومني ببيع الاوهام . وترسل فلوريدا 57 مندوباً لمؤتمر الحزب الجمهوري، ومن هنا تكمن اهميتها لجميع المرشحين الجمهوريين.