اعتبر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ان «الشعارات الفارغة التي تطلقها بعض القوى المنضوية تحت لواء المحور السوري ـ الايراني مثل الشراكة ووقف التفرد والاستئثار لم تعد تنطلي على احد، فلقد انكشفت سياسات هذه القوى المسماة معارضة والتي تتوسل كل السبل لاطاحة مرتكزات النظام الديمقراطي في لبنان والصيغة السياسية والميثاقية التي حددها اتفاق الطائف». وأكد تصميم قوى 14 آذار على المضي قدما في خطوات انشاء المحكمة الدولية، متهما المعارضة بالسعي الى تغيير معطيات هذه المحكمة أو تطييرها.
وقال جنبلاط، في موقفه الاسبوعي الذي تنشره اليوم جريدة «الانباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي «ان ما تقوم به المعارضة واضح الأهداف والمرامي. والتعطيل المتتالي لكل المبادرات السياسية المحلية والعربية والدولية هو الاثبات الحسي لتوجهاتها الخطيرة. وهي تقوم بالتدمير المنهجي لكل المرتكزات السياسية والاقتصادية اللبنانية. فها هو احتلال وسط بيروت وإقفال المئات من المؤسسات التجارية والسياحية وتسريح الآلاف من الموظفين والعمال يساهم في سياسة إفقار الشعب اللبناني بما يتيح لبعض القوى لتدخل وتنفق الأموال النظيفة لبسط وتعزيز نفوذها. وهذه الخطوة تأتي استكمالا للحرب الاستباقية في تموز 2006 التي أدت أيضا إلى تدمير البنى التحتية بالكامل والتراجع الاقتصادي الكبير. كما أن سياسة التهديد والتخويف من شأنها أن تهرب التوظيفات الخارجية التي تخلق بدورها فرص العمل. هذا ما يدفعنا للقول إن سياسة التدمير الاقتصادي تنفذ عن سابق تصور وتصميم». وأضاف «ليست الناحية الاقتصادية هي الوحيدة التي تؤشر الى المسار التخريبي المنهجي. فماذا يفسر كلام بعضهم اخيرا عن الأشلاء وعن التهديد بمعارك تغير وجه المنطقة (اشارة الى كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله) ودائما من لبنان؟ فهل هذا يعني أننا قادمون على حرب جديدة لاعادة تحرير الجنوب مرة أخرى مع كل ما عناه ذلك من تدمير وخراب وخسائر بشرية واقتصادية؟ أليس هذا هو التطبيق العملي لنظرية لبنان الساحة؟».
وتساءل: «ماذا عن الافراغ التدريجي للمؤسسات الدستورية من دورها والاقفال المهين للمجلس النيابي والتأجيل المتتالي للمرة الثالثة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية وهو مرشح التوافق العماد ميشال سليمان؟ وماذا عن حملة التحريض المبرمجة ضد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والمحاولات المتتالية لاسقاط الحكومة بالقوة والتي يبدو أننا سنشهد تكرارا جديدا لها؟ ألم يحاولوا بكل قوتهم إفشال كل الجهود السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للحكومة؟».