«بي بي سي» مستمرة في جهود استيعاب جيل «الإعلام الجديد»

وقعت اتفاقية مع موقع «ماي سبيس» توفر من خلاله المحتوى وتشاركه الدخل الإعلاني

TT

مجددا تثبت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عدم صحة النظرة المعممة عنها عند الكثيرين، بأنها كلاسيكية في توجهاتها، فأي جهة تضع يدها في يد موقع التعارف الاجتماعي الشهير «ماي سبيس»، وهو ما أعلن أمس، لا يمكن أن تكون «متحجرة»، لاسيما مع الانجازات التي باتت تحققها حركة «الإعلام الاجتماعي» Social Media. فقد وقعت الـ«بي بي سي» اتفاقية مع موقع «ماي سبيس»، التابع لامبراطورية قطب الإعلام العالمي روبرت مردوخ، بعد ان اشتراه عام 2005 بـ580 مليون دولار أميركي، توفر بموجبها «بي بي سي» بعضا من محتواها للمشتركين في موقع «ماي سبيس دوت كوم»، الذين يفوق عددهم 200 مليون، عبر خدمة التلفزيون وملفات الفيديو في الموقع الشهير الذي يعرف باسم «ماي سبيس تي في». وتعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها مع هيئة بث دولية بالنسبة لـ«ماي سبيس»، وستتشارك بموجبه الشركتان الدخل الإعلاني. وكانت هيئة الاذاعة البريطانية سباقة في مجال التكامل مع ما يمكن أن يقدمه الإعلام الجديد من ميزات، عندما أعلنت في إبريل (نيسان) الماضي في خروج لافت عن «سرب» مؤسسات البث التلفزيوني التي كانت تسعى لمقاضاة مواقع الفيديو على الانترنت، عن توقيع اتفاقية مع موقع «يو تيوب» لملفات الفيديو (المملوك بدوره لعملاقة الانترنت – شركة غوغل)، تفتح بموجبه الأولى قناة تبث محتواها الخاص على «يو تيوب». وتقول استر براون، مسؤولة التواصل المؤسساتي في «بي بي سي»، في ما يخص الإعلام الجديد والاستراتيجية الرقمية لـ«الشرق الأوسط»، بأن التوقيع مع «ماي سبيس» يأتي ضمن خطة الهيئة البريطانية في العمل بشكل بناء مع تنامي شعبية مواقع تبادل ملفات الفيديو والتعارف الاجتماعي. وتضيف في تصريحاتها عبر الهاتف: «خطتنا هي توفير محتوانا عبر منصة خاصة بنا، وعبر منصات الآخرين مثل ماي سبيس». وكانت «بي بي سي» قد اطلقت في 25 ديسمبر (كانون الاول) الماضي خدمتها الرقمية المعروفة بـ«آي.

بلاير»، المتوفرة حصريا داخل المملكة المتحدة، لذلك فإن استر توضح ان هذا العام سيشهد ولادة نموذج مشابه للأسواق الخارجية، سيعتمد على خليط من المجانية والدفع بحسب المشاهدة والتمويل الاعلاني. وتعد الاتفاقية مثيرة للاهتمام، لأن جميع الصفقات المشابهة السابقة (تشمل شبكتي فوكس وان بي سي الأميركيتين) كانت حكرا على اسواق محلية فقط، وبموجب اتفاق «ماي سبيس» و«بي بي سي» سيتم توفير المحتوى لجميع نسخ خدمة «ماي سبيس تي في» بلغاتها العالمية الـ13. وكان موقع «ماي سبيس» قد اعاد اطلاق خدمة الفيديو مسميا اياها «ماي سبيس تي في» في يوليو (تموز) الماضي، ونقلت وسائل الإعلام عن جيف بيرمان، المدير العام لقسم الفيديو في «ماي سبيس» في ذلك الوقت قوله، إن «ظاهرة تحميل ومشاركة ملفات الفيديو قد نمت بشكل كبير». ويضيف بيرمان «لقد اصبحت (الظاهرة) جزءا أكبر وأكبر من طريقة استهلاك المستخدمين للثقافة، وما نفعله نحن هو جعل المسألة أسهل وأكثر جذبا». ويفترض ان يحتوي موقع خدمة الفيديو المستقل محتوى معدا بشكل اكثر احترافية، ويعلق بيرمان بالقول «ملفات الفيديو التي يعدها المستخدمون هي ذات شعبية كبيرة، كذلك الملفات التي يعدها المحترفون». ويضيف «نريد خلق وجهة للمستهلك العادي الذي يريد مشاهدة كليب او اثنين، وكذلك وجهة لصانعي الافلام الذين يريدون ان يصبحوا مثل ستيفن سبيلبيرغ».