فالنتينو يودع عالم الموضة في باريس

ارتدت أزياءه جاكلين كينيدي وصوفيا لورين وأودري هيبورن

فالنتينو يحيي الجماهير التي حضرت عرضه الاخير في باريس (أ.ف.ب)
TT

يوم 23 من هذا الشهر، سيدخل تاريخ الموضة بلا شك. فهو اليوم الذي قدم فيه الروماني فالنتينو، ملك مناسبات السجاد الأحمر، رقصته الأخيرة فوق منصات عروض الأزياء. اكتظت الخيمة التي نصبها في متحف «رودين» بمحبيه ونجمات هوليوود من صديقاته اللواتي أتين لتوديعه، وحاول قدر الإمكان ان تكون المناسبة سعيدة، أو هذا ما صرح به لجريدة «الانترناشيونال تريبيون» في مناسبة سابقة: «لا أريد ان أكون مضحكا، ولا أريد ان أكون عاطفيا.. يجب ان اكون سعيدا، فقد استمتعت بمشوار رائع، ولم أندم على اي لحظة».

ولعل فالنتينو من اكثر المصممين الذين فهموا احتياجات المرأة المخملية وقدموا لها كل طلباتها، معتمدا على ماركته المسجلة، وهي اللونان؛ الابيض والأحمر. فالنتينو حرص على ان يكون عرضه هذا مسكَ الختامِ، وقدم 75 تصميما غلب عليها اللون الابيض من باب الذكرى للتشكيلة الايقونية التي قدمها في فلورنسا عام 1968 وكان لها الفضل في انطلاق شهرته. أما كلمته الاخيرة فقد عبر عنها بالورد الذي طبع معظم تصميماته والاكسسورات، بما فيها تلك التي ابدعها له مصمم القبعات البريطاني، فيليب ترايسي.

وأمس تسلم المصمم الايطالي ميدالية من رئيس بلدية باريس برتران دولانوي شكرا لعطائه لعاصمة الموضة.

وأهم ما يحسب لفالنتينو قناعته بأن الموضة الراقية هي التي لا تعترف بالزمن، وهذا ما جعل النساء من مختلف بلاد العالم يتفاعلن ويتجاوبن مع فلسفته الكلاسيكية البسيطة، التي على أساسها كون لائحة زبونات مخلصات منذ أن افتتح محله وسط روما عام 1962، أي مباشرة بعد عودته من باريس حيث تلقى تدريبه الفني. وكان ذكاؤه حينها واضحا في قدرته على ربط الأزياء مع التطور الاقتصادي والرخاء الذي عاشته ايطاليا في سنوات ما يسمونه «الحياة الحلوة» (دولتشي فيتا) ليكون من المصممين القلائل الذين فهموا لعبة الجمع بين الإبداع والتسويق التجاري منذ البداية، فضلا عن فهمه أهمية النجوم والنجمات، فهو، مثلا، لم يكتف بإرضاء المرأة المخملية أو الذواقة فحسب، بل عمد وتعمد التقرب من الشهيرات ونجمات السينما أيضا لإدراكه أهميتهن في زمن أصبحت فيه ثقافة النجوم والمشاهير وسيلة ترويجية سهلة ومربحة. فقد ضمت لائحة زبوناته من الشهيرات، مثلا، صوفيا لورين، وجاكلين كنيدي، واودري هيبورن، واليزابيث تايلور، وجوليا روبرتس، وغوينيث بالترو، وسارة جيسيكا باركر وغيرهن. وتجاوزه السبعين لم يخفف من همته أو ينسه انه يجب أن يواكب العصر ومتغيراته.