السعودية: معرض للتنقيب عن المعادن يختتم أعماله باستعراض الشركات لـ«عضلاتها» في مجال التعدين

خبراء يرون أن الاستثمار في المعادن الثمينة ما يزال أقل من الواقع

TT

توقع مسؤول في شركة ألكان الكندية، التي ستتولى التنقيب عن المعادن في السعودية، أن تبدأ عمليات التعدين بحلول عام 2011، وذلك بعد استخراج التراخيص اللازمة وتدريب الكوادر البشرية، حيث أشار جيل بوشارد، مدير قسم المبيعات التقنية في الشركة إلى أنهم سيستثمرون الوقت حتى ذلك الحين في إجراء المزيد من البحوث والتعرف على البيئة التعدينية في السعودية، إضافة إلى أنه في ذلك الوقت ستكون الشركة السعودية للخطوط الحديدية قد انتهت من بناء خط السكة الحديدي الخاص بنقل الفوسفات من المناجم إلى المصانع.

وقال بوشارد، خلال فعاليات معرض التنقيب وتطوير الموارد المعدنية الدولي في جدة، أن صفقة تتجاوز قيمتها 7 مليارات دولار، كانت قد وقعتها ألكان مع شركة معادن، ستجعل منها واحدة من كبريات شركات التعدين في السعودية، وشريكا رئيسيا في مشروع مصنع الفوسفات التابع لشركة معادن، إذ تملك شركته 49% من المشروع.

وأشار الى أن هذا التحالف سيفتح أمامهم منجما من الخبرات التي تتمتع بها معادن في السوق السعودي، سواء على صعيد صناعة استخراج الفوسفات أو أنشطة التعدين الأخرى الجاري تنفيذها، مثل التنقيب عن الذهب.

في الوقت الذي ستعمل فيه الشركة الكندية على تزويد شريكها السعودي بخبراتها في مجال تكنولوجيا التعدين وإنتاج الاسمنت وبناء مصانع الطاقة، التي جمعتها من خلال عملها في العديد من الأسواق العربية، وأهمها البحرين وعمان، بالإضافة إلى الأسواق العالمية مثل أميركا وأستراليا.

ويقول بوشارد هنا «شراكة ألكان ومعادن متكاملة وستوفر لنا عقلية المستثمر وعملية الإنتاج، وهكذا يمكننا الدخول إلى السوق السعودي ونحن مطمئنون، حيث أن لكل سوق خصوصيته».

وعن الجديد الذي ستضيفه ألكان إلى سوق التعدين السعودية أفصح بوشارد عن خطة برامجية تهدف «لتدريب الكوادر العاملة في مجال التعدين في السعودية، من خريجي الجامعات، وتوفير جميع وسائل المعرفة المتعلقة بهذا المجال لهم، ليتكون لديهم مخزون كاف من الخبرة المعرفية والعملية في مجال التعدين، ويتمكنوا من مباشرة العمل في هذا القطاع الواعد في أقرب وقت ممكن».

وأظهرت الشركة الكندية عضلاتها في تجمع لكبريات الشركات المشاركة في المعرض الدولي للتنقيب وتطوير المعادن في نسخته الاولى، الذي اختتم أعماله أمس، بالحديث عن خبرتها التي تزيد عن قرن كامل في مجال المعادن، والتي بدأتها بإنتاج الألومنيوم. فيما هي اليوم المزود الأول على مستوى العالم لمنتجات البيوكسيايت والألومينا والألومنيوم.

وقال محمد أحمد كاشف، وهو رئيس شركة مناجم للاستشارات الجيولوجية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتجاه السوقي في مجال الاستثمار الجيولوجي يتجه لمجالات المعادن الصناعية كحجر الجير والرخام، نتيجة العائد القصير على رأس المال، ومتطلبات المعرفة المحدودة لدى المستثمر قبل الدخول في هذا الاستثمار قياسا بالدخول في استثمارات المعادن الثمينة، كالذهب والفضة والبلاتينوم، وقال إن عملية استثمارها معقدة ومكلفة ولها ارتباطات دولية وسياسية تتدخل في حسابات الجدوى.

وأضاف كاشف، أن دخول شركات متخصصة في الاستثمارات الجيولوجية، جاء لتبسيط المسألة أمام المستثمرين وتشجيعهم على الدخول، وتقديم برامج متكاملة لانشاء المصانع التي تعتمد على المعادن ومساعدتها على البحث عن أفضل الفرص من حيث المكان والجودة للمعادن التي ستعتمد عليها تلك المصانع في إنتاجها.

وبدت لغة المليارات واضحة في تصريحات مسؤولي الشركات المشاركة في المعرض الدولي للتنقيب عن المعادن، إذ كشف المهندس رشاد محمد نور الدين صبلوح، مدير التعدين والاستكشاف والحفارات بشركة (أطلس كابكو – العليان) أن مبيعاتهم في السعودية بلغت عام 2007 أكثر من 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار)، كما أن الشركة لديها مصانع في عدد من الدول منها أميركا، فرنسا، ألمانيا، جنوب أفريقيا، بلجيكا، اليابان، الصين والهند.

وأضاف أن شركته تقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على مشروعين جار تنفيذهما في مكة المكرمة، وهما مشروع جبل عمر وجبل خندمة، حيث تقوم الشركة باستخدام أجهزة ضخمة لتخريم الجبال ووضع (سيخ) على عمق 50 مترا في الجبل، مع ضخ اسمنت، وذلك للحفاظ وضمان القاعدة التي تبنى عليها المشروعات الإنشائية، وخوفا من أن يكون هناك فراغ صخري داخل الجبال قد يحدث انهيارا في أي وقت لهذه المشروعات السكنية. من جهتها وقعت جامعة الملك عبد العزيز في جدة وهيئة المساحة مذكرة تفاهم مع هيئة المساحة الجيولوجية بين كلية علوم الأرض بالجامعة والهيئة في مجالات البحث العلمي والتدريب، حيث أكد الدكتور محمد رشاد بن حسن مفتي، عميد كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزيز، على دور الكلية في توفير الكوادر المطلوبة في مجال الصناعات التعدينية. ويعرض جناح الكلية التخصصات الدراسية بالكلية إلى جانب بعض الأقسام الخاصة بالأبحاث والدراسات إلى جانب عرض لبعض محتويات متحف الجيولوجيا التعليمي، والذي يعتمد بشكل كبير على مجهودات الطلبة أثناء عملهم الحقلي وجمع العينات المطلوبة. وتضم الكلية بين 250 إلى 300 طالب.