إسبانيا: مؤامرة إرهابية وعمليات انتحارية استهدفت مواصلات برشلونة

معلومات من الاستخبارات الباكستانية كانت أساسية في اتخاذ قرار المداهمة

TT

أفادت مساء اول من أمس مصادر موثوقة من شعبة مكافحة الإرهاب التابعة لقوات الأمن الإسبانية، بأن الخلية الاصولية الباكستانية التي اعتقلت يوم السبت الماضي في مدينة برشلونة، كانت قد خططت لسلسلة من التفجيرات في هذه المدينة في نهاية الاسبوع الماضي. وتضيف المصادر، بناء على شهادة أحد المخبرين، الذي وضعته الشرطة الإسبانية تحت الحماية، أن ثلاثة من الموقوفين، وهم محمد. ش، ومحمود. ك، وعمران. ش، كانوا على استعداد للقيام بعمليات انتحارية في شبكة مواصلات العاصمة الكاتالونية. وكان الثلاثة قد وصلوا إلى إسبانيا قادمين من باكستان، الاول في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والثاني في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما وصل الأخير بين نهاية العام الماضي وأوائل يناير (كانون الثاني). وأضافت مصادر مكافحة الإرهاب، أن المعلومات التي تلقتها من أجهزة الاستخبارات الباكستانية كانت أساسية في اتخاذ قرار المداهمة والاعتقال.

وبعد الاستجواب، الذي قام به قاضي المحكمة الوطنية إسماييل مورينو، والذي استمر طيلة اول من أمس الأربعاء، صدرت عن القضاء الإسباني مذكرات توقيف بحق 10 من الموقوفين بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، بينما أطلق سراح اثنين آخرين. ويشير مورينو في تقريره الى أن الجماعة التي تنتمي إليها هذه الخلية اعتادت على إرسال الانتحاريين إلى الأماكن المختارة للاعتداءات قبل تنفيذها بفترة قصيرة.

وعثرت قوات الأمن الاسبانية على مواد كيميائية، قالت إن بالإمكان استخدامها لتصنيع المتفجرات، خلال عمليات التفتيش التي قامت بها أثناء المداهمات التي شملت عدداً من المنازل، ومسجد طارق بن زياد الموجود في حي رابال، كما عثرت على أجهزة توقيت تستخدم في صنع وتركيب العبوات الناسفة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن معظم الموقوفين يعملون «تحت مظلة تنظيم القاعدة» وبالتحديد الجماعة الإرهابية الباكستانية «الشكر والتوبة»، والجماعة الأخرى «التكفير والهجرة»، وتعتبر هذه الأخيرة من أعنف التيارات الاصولية. وأكدت هذه المصادر أن أحد أهداف الخلية المعتقلة هو مسجد في حي رابال في مدينة برشلونة، يتردد عليه محبذو بي نظير بوتو التي اغتيلت في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والرئيس الباكستاني مشرّف. وتضيف المصادر أن هذه الخلية كانت «نائمة»، ولكنها «استيقظت» مع وصول أحد المعتقلين من باكستان رصدته أجهزة الاستخبارات الباكستانية في برشلونة، وأعلمت بشأنه السلطات الفرنسية والإسبانية. وكانت المخابرات الباكستانية قد رصدته نتيجة لنشر عدد من عناصرها في البلدان الأوروبية بمناسبة الجولة التي بدأها الرئيس الباكستاني في أوروبا الاسبوع الماضي، التي تشمل بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا.

وذكر رئيس المحكمة في أوامر الاتهام، التي تضمنت ست صفحات لكل متهم: «لقد حصلوا على الدعم البشري اللازم لتنفيذ عملياتهم، واقتربوا كثيراً من تحقيق أهدافهم بالحصول على الدعم الفني والمتفجرات، التي كانوا يعتزمون استخدامها لشن هجمات إرهابية»، خلال الفترة من 18 إلى 20 يناير الجاري.

وتشير صحيفة «أيل بيريوديكو» الكاتالانية، نقلا عن مصادر التحقيق، الى أن قرار تنفيذ اعتداءات إرهابية في برشلونة اتخذه تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أسامة بن لادن منذ عدة أشهر في باكستان، خلال اجتماع عقده زعماء من التنظيم المذكور في منطقة وزيرستان الحدودية. وتضيف الصحيفة أن الباكستاني الذي وصل أخيرا من اسلام اباد لتنفيذ العملية الانتحارية كان قد تلقى تدريبات عسكرية في مراكز التدريب التابعة لتنظيم «القاعدة» الموجودة في الإقليم الباكستاني المذكور. وتعتبر مصادر التحقيق أن الباكستانيين ماتيور رحمن، الذي اعتقلته الشرطة الباكستانية في شهر أغسطس (آب) 2006، وفقير محمد، هما من أبرز قياديي الشعبة الباكستانية لتنظيم «القاعدة» التي أعطت الأولوية لتجنيد المتطوعين في أوروبا.