وثائق في محكمة أتلانتا تكشف جاذبية واشنطن كهدف مفترض للإرهابيين

شريطا فيديو عن الكونغرس أرسلا إلى الذراع الإعلامي لـ«القاعدة» في لندن

TT

انتشرت قوات الشرطة في ابريل (نيسان) 2005 في مبنى الكونغرس لمواجهة رجل استرالي يحمل حقيبتين، وكان يخشى من أن يكون انتحاريا. وبعد ان فجّرت الشرطة واحدة من الحقيبتين اتضح للضباط ان الرجل لم يكن يشكل خطرا. لم تلاحظ الشرطة وجود شابين في ممر جانبي قريب، كانا يصوران في ذلك الوقت مبنى الكونغرس، خلال عمليات التفتيش والإجراءات الأمنية. وجاء في وثائق نشرت في الآونة الأخيرة ان الرجلين المذكورين هما الخطر الحقيقي. الرجلان، وهما مسلمان محافظان يقيمان في جورجيا، كانا يلتقطان صورا بالفيديو للمراقبة، من الممكن ان تساعد متطرفين على التخطيط لـ«هجوم إرهابي»، حسبما اعترف احدهما في وقت لاحق، طبقا لوثائق محكمة كشف النقاب عنها الأسبوع الماضي. وقالت السلطات ان واحدا من شريطي الفيديو، اللذين صورهما الرجلان أرسل إلى واحد من عناصر «القاعدة» في مجال الإعلام يقيم في لندن. ظهرت تفاصيل جديدة حول شريطي الفيديو في جلسات تحقيق قبل بدء المحكمة، ووجهت للرجلين تهمة دعم إرهابيين أجانب، ومن المحتمل ان يحكم عليهما بالسجن 60 عاما في حال إدانتهما من قبل المحكمة. وكان الرجلان قد اعتقالا في 2006 قبل ان يصلا إلى «المرحلة التي يمكن ان يشكلا فيها خطرا وشيكا على الولايات المتحدة»، حسبما جاء في بيان ديفيد نحمياس، النائب العام في أتلانتا. إلا ان هذه القضية تسلط الضوء على جاذبية واشنطن كهدف للإرهابيين.

ويقول محللون ان القضية تعكس الخطر المتزايد الذي تشكله شبكات المتطرفين التي انتشرت في مختلف الجهات نتيجة لشبكة الانترنت. وقال واحد من المتهمين، ويدعى سيد حارث أحمد، انهما تعرفا على متطرفين عبر منتديات على الشبكة وغرف الدردشة، وكشف أيضا انهما حمّلا مشاهد الفيديو التي التقطاها لـ«جهاديين» عبر شبكة الانترنت. وتقول ريتا كاتز، مديرة مجموعة «سايت» للمعلومات التي تبحث في قضايا المتطرفين ونشاطاتهم على شبكة الانترنت، ان المكان الذي يعيش فيه الشخص لم يعد مشكلة، كما ان متطلبات الحصول على تأشيرة دخول لم تعد مشكلة أيضا، وأضافت ان للإرهابيين عناصر في كل مكان. جدير بالذكر ان أحمد، 23 سنة، هاجر إلى الولايات المتحدة من باكستان مع والديه قبل 10 سنوات، وكان يدرس الهندسة في معهد بجورجيا خلال رحلته إلى واشنطن. والتقى أحمد شريكه إحسان الإسلام صدّيقي، 21 سنة، في مسجد مجاور للمدرسة. وكان صديقي قد ولد في فيرفاكس لأم وأب هاجرا من بنغلاديش، إلا ان الأسرة تركت فرجينيا عندما كان طفلا صغيرا. واعترف احمد بأنه وصدّيقي كان على اتصال مع متطرفين أجانب وناقشوا مهاجمة أهداف في منطقة واشنطن وأماكن أخرى، حسبما جاء في نص التحقيق. وجاء في إفادات أحمد انه أرسل الفيديو إلى شخص يدعى يونس سولي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، ويعتبر من العناصر التي تعمل في التجنيد لتنظيم «القاعدة في العراق». ويقضي سولي حاليا حكما بالسجن لمدة 10 سنوات، اثر إدانته بتهمة التحريض على القتل مستخدما شبكة الانترنت. ووصل شريط الفيديو أيضا إلى شخص آخر كان على اتصال بأحمد وصديقي عبر الشبكة يدعى عابد حسين خان، يقيم في انجلترا ويواجه تهما بالتورط في الإرهاب.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»