الولايات المتحدة ترحل آلاف المهاجرين الفيتناميين غير الشرعيين إلى بلادهم

واشنطن وهانوي تتوصلان إلى اتفاقية حول الهجرة بعد عقد من المفاوضات

TT

يساور القلق آلاف الفيتناميين، الذين يعيشون في الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، من مستقبل غامض ينتظرهم في بلادهم الاصلية، بعد ان بات مؤكداً ترحيلهم الى هناك. وتوصلت الولايات المتحدة وفيتنام الى عقد اتفاقية استغرق التوصل اليها قرابة عقد كامل من المفاوضات الشاقة. وسيشمل قرار الترحيل الفيتناميين الذين دخلوا الولايات المتحدة بعد العام 1995 عندما تم التطبيع الدبلوماسي بين البلدين عقب حرب مريرة جرت بينهما خلال سنوات الستينات ومطلع السبعينات. ونسب الى جوليا مايرز مديرة الهجرة والجمارك التابعة لوزارة الامن الوطني الاميركية قولها، إن «الفيتناميين الذين يقيمون بطريقة غير شرعية منذ العام 1995 سيجبرون على العودة الى البلد الذي ولدوا فيه».

وقالت مايرز التي تزور حالياً العاصمة الفيتنامية هانوي، إن 6200 فيتنامياً يقيمون الآن في اميركا تسلموا بالفعل قراراً من إدارة الهجرة الاميركية بضرورة مغادرتهم البلاد حتى قبل التوصل الى اتفاق بين البلدين، في حين ان حوالي 1500 يخضعون حالياً لاجراءات ستقود الى اعادتهم الى بلدهم الاصلي. واوضحت مايرز ان فيتنام ظلت بلداً يخلق اشكالات لفترة طويلة «لكن الاتفاقية تعد بمثابة خطوة مهمة وجديدة من اجل ان تمر الامور في هدوء وسلاسة»، على حد قولها. ولم تعط السلطات الاميركية توضيحات حول عدد الفيتناميين الذين دخلوا الاراضي الاميركية بطرق غير شرعية منذ عام 1995 او الطريقة التي دخلوا بها. وتقتضي الاتفاقية التي وقعت بين واشنطن وهانوي على اتخاذ خطوات تقضي بابعاد السلطات الاميركية لجميع مواطني جنوب شرق آسيا الذين لا يتوفرون على وثائق قانونية تتيح لهم الاقامة في اميركا، على ان تستقبل فيتنام جميع الذين يتم ابعادهم، بحيث يعاد ترحيلهم من هناك الى بلدانهم الأصلية اذا لم يكونوا من اصول فيتنامية. واستمرت مفاوضات شاقة وعسيرة بين الجانبين للتوصل الى هذه الاتفاقية حيث كانت فيتنام تعارض استقبال الفيتناميين الذين يوجدون في الولايات المتحدة .

ويعيش حوالي مليون ونصف المليون فيتنامي في أميركا، معظمهم من الذين هربوا عبر البحر الى اميركا بعد سقوط سايغون في جنوب فيتنام في ايدي الثوار الشيوعيين، وكذلك في اعقاب توقيع اتفاقية سلام بين الولايات المتحدة وفيتنام عام 1975 .

وظلت علاقات البلدين جامدة حتى منتصف التسعينات عندما بدأت عملية تطبيع بطئية باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما. وكانت أسر المفقودين من الجنود الاميركيين تضغط من أجل التطبيع حتى تمنح السلطات الفيتنامية لخبراء عسكريين دخول البلاد والبحث عن جثث قتلى سقطوا في حرب أدت الى مقتل ما يربو على ثلاثة ملايين فيتنامي ومئات الالاف من الاميركيين. وما يزال البنتاغون يعلن باستمرار العثور على رفاة جنود اميركيين قتلى، حيث يقوم خبراء بالبحث في أحراش وغابات فيتنام عن جثث القتلى الذين سقطوا اثناء الحرب.

وكان الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون زار هانوي عام 2000 بعد خمس سنوات على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكان اول رئيس اميركي يزور فيتنام بعد الحرب في حين زار الرئيس الحالي جورج بوش فيتنام في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وجاءت زيارة بوش تلك ردا على زيارة رئيس الوزراء الفيتنامي السابق بان فان كاي الى الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2005، وكان آنذاك اول رئيس حكومة فيتنامي يتوجه الى واشنطن منذ 1975. وزار بوش هانوي بعد ان شطبت وزارة الخارجية الاميركية فيتنام من لائحة الدول المتهمة بانتهاك الحرية الدينية، وهو ما كان النظام الشيوعي يطالب به منذ عام 2004. وفتح قرار الخارجية الاميركية الباب امام توقيع اتفاقية الهجرة بين البلدين.