مصر ترفض التعليق على طلب مسؤولين إسرائيليين تحمل القاهرة مسؤولية غزة

أبو الغيط بعد لقائه نظيره الأردني: الحدود مع غزة لن تظل مفتوحة للأبد

رجال شرطة مصريون يشتبكون مع فلسطينيين يحاولون العبور الى الاراضي المصرية, امس (رويترز)
TT

رفضت مصر أمس التعليق على تصريحات لمسؤولين إسرائيليين قالوا إن على القاهرة أن تتحمل مسؤولية قطاع غزة، وإنها تريد الانفصال عن القطاع الذي تهيمن عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس، ما يعني وقف إمدادات الطاقة والمياه والمواد الغذائية وغيرها من المؤن التي كانت تدخل لغزة من معابر بين القطاع وإسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «يرفض التعليق» إلى حين دراسة تصريحات نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي. وكان فيلناي قد صرح امس لراديو إسرائيل بان «علينا أن ندرك أنه عندما تكون غزة مفتوحة على الجانب الآخر فإننا نفقد المسؤولية عنها. لذا نريد الانفصال عنها». وأضاف نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، أن «جهود إسرائيل لفك الارتباط مع غزة مستمرة، بمعنى أننا نريد وقف مدهم بالكهرباء ووقف مدهم بالمياه والدواء حتى يجيء من جهة أخرى».. كما صرح مصدر أمني إسرائيلي بان إسرائيل «تريد من مصر أن تمد منشآت غزة باحتياجاتها من الخدمات وأن تقوم بدور القاعدة لمنظمات الإغاثة التي تخدم القطاع»، وأن «الحكومة (الإسرائيلية) تعكف على وضع اقتراحات لنقل مسؤولية القطاع إلى القاهرة».

وعقد أبو الغيط اجتماعا أمس مع نظيره الأردني الدكتور صلاح البشير شارك فيه رئيسا جهازي المخابرات في البلدين. وأكد وزير الخارجية المصري لـ«الشرق الأوسط» أن لقاءه البشير جاء في سياق الاهتمام الأردني بالأوضاع الفلسطينية بشكل عام، بما فيها دخول فلسطينيين من معبر رفح للأراضي المصرية، إضافة للتشاور قبيل الاجتماع المقرر عقده يوم بعد غد لوزراء الخارجية العرب حول الحصار المفروض على قطاع غزة. وقال أبو الغيط إن الحدود بين قطاع غزة ومصر لن تظل مفتوحة إلى الأبد، اذ ان «الدول لها حدودها ولها حرمة حدودها. ما نتحدث عنه حالياً هو تأمين حصول الفلسطينيين على حاجاتهم الضرورية، لكن الأمر لن يترك من دون ضوابط». وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن اللقاء جاء في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين مصر والأردن حول كافة الأوضاع والقضايا الإقليمية المهمة، موضحاً أنه «تم خلال اللقاء بحث الأوضاع الفلسطينية، وبالذات في ضوء الأحداث الأخيرة». وأضاف زكي أن اللقاء «أظهر توافقا في الرأي بين الجانبين في قطاع غزة، وفى نفس الوقت الحفاظ على فرص تحقيق السلام ودعم السلطة الفلسطينية ودورها المهم في هذا الإطار»، مضيفا أن «اللقاء تطرق كذلك إلى تقييم للوضع العربي بشكل عام وعدد من المسائل الإقليمية المهمة (منها) الأزمة اللبنانية واحتمالاتها المستقبلية، بالإضافة إلى الأوضاع في العراق».

يشار إلى أن الوفد الأردني وصل على متن طائرة أردنية خاصة إلى مطار القاهرة الدولي، في زيارة قصيرة استغرقت قرابة ثلاث ساعات، ولم يعلن عنها مسبقا.

وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن الدافع الرئيسي للزيارة جاء على خلفية «مخاوف أردنية شديدة من أنه كلما ازداد الوضع سوءاً في غزة ازداد التوتر في الشارع الأردني، الذي يضم 13 مخيماً للاجئين الفلسطينيين»، خاصة أنه من المقرر أن تنظم أحزاب ونقابات وجماعات إسلامية في الأردن اليوم مسيرات احتجاجية على الحصار الإسرائيلي لغزة، لمطالبة الحكومة بـ«إلغاء اتفاق وادي عربة بين الأردن وإسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي من الأردن، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عَمَّان». وأن الأردن «لجأ للقاهرة من أجل أن تفتح مصر خط مساعدات إلى غزة لتأمين حاجات الشعب الفلسطيني».

وأضافت المصادر أن زيارة الوفد الأردني للقاهرة أمس جاءت أيضاً وسط توجه عام أردني تراجعت من خلاله الضغوط نسبياً على التيار الإسلامي بالأردن، الذي يعتبره العاهل الأردني جزءا مهما من النسيج الوطني الأردني، كما أمر العاهل الأردني الذي اعتبر انه لا مفاوضات فلسطينية – اسرائيلية طالما استمر حصار غزة، بمعالجة الجرحى الفلسطينيين في الأردن، ووجه انتقادات لإسرائيل، واصفاً حصارها لغزة بأنه «لا أخلاقي».