فياض لـ «الشرق الأوسط» الحل فتح المعابر بشكل منظم

دعا أوروبا والولايات المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما

رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ينزلون من المنصة بعد جلسة عمل في منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا أمس (أ.ب)
TT

كان التأثر واضحاً على رئيس وزراء فلسطين سلام فياض وهو يتحدث عن الاوضاع المأساوية في قطاع غزة، قائلاً «لا يمكن لاستمرار الحال على ما هو عليه». وشدد فياض في حديث خاص لـ«الشرق الاوسط» على انه يجب فتح المعابر وخاصة معبر رفح وتنظيمها «ليس بالطريقة التي شهدناها في الفترة الاخيرة». ورداً على سؤال قال فياض: «لا يوجد عندي شك ان هذا اغلاق اسرائيلي ولكن هناك اطرافا عدة مسؤولة عن الاغلاق، بما فيها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة». واضاف: «يجب ان تتولى هذه الاطراف مسؤوليتها في معبر رفح». وشدد على ان «هناك حالة احتقان لا يمكن ان تستمر»، مضيفاً: «لا يوجد حتى الحد الادنى من مستوى المعيشة والحصار» وتابع قائلا : «الحصار لم يجلب شيئا في السابق»، معتبراً ان «الحل هو في فتح المعابر بشكل نظامي». وكان فياض في منتدى الاقتصاد العالمي حيث اخذت القضية الفلسطينية حيزاً مهماً من مجريات المنتدى السنوي، خاصة ان مبعوث الرباعية للشرق الاوسط توني بلير كان ابرز رؤساء المنتدى هذا العام. وكان التركيز على الجانب الاقتصادي واضحاً، مع دعوات لإنجاح مؤتمر بيت لحم في ابريل (نيسان) الماضي. وبينما اكد فياض اهمية انعاش الاقتصاد الفلسطيني، لم يحاول التقليل من حجم التحديات امام الفلسطينيين. كما انه شدد على ان الحديث عن اهمية الاقتصاد لا يتناسب مع الوقائع على الارض وخاصة «معوقات الحركة، إن كانت الحركة البشرية او حركة البضائع».

ويحاول بلير اثناء المؤتمر حشد تأييد الشركات الخاصة والعالمية للاستثمار بفلسطين. ورداً على سؤال حول المؤتمر في بيت لحم، قال فياض: «ليس من الواقعي التفكير بحصول انطلاقة اقتصادية فورية بعد مؤتمري انابوليس وباريس». وأضاف: «المشكلة الرئيسية عائق التحرك وخاصة في غزة حيث الاعاقة تامة او شبه تامة»، موضحاً ان الوضع في الضفة ليس افضل بكثير «فهناك المئات من الحواجز التي تعيق الحركة ولا تسمح بالانطلاقة الاقتصادية» وتابع: «هناك 250 مشروعاً قيد التنفيذ». وشدد على ان فلسطين بحاجة الى «نقلة اقتصادية حقيقية ولكن يجب ان يكون النمو مستداماً»، مضيفاً انه يريد التركيز على البنية التحتية. وشارك فياض في جلسة خاصة حول مستقبل عملية السلام بعد اجتماع «انابوليس» في الولايات المتحدة، حيث كان الممثل الفلسطيني الوحيد مع الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع ايهود باراك. وتحدث بيريس مطولاً عن «التغييرات في القضية الفلسطينية خلال الـ15 عاماً الماضية، فلم يكن هناك اعتراف من العالم بالشعب الفلسطيني مثلما نرى الآن، وبعد اتفاقية اوسلو صار لدينا شريك والشعب الفلسطيني لديه اعتراف بشرعيته كشعب» وأضاف: «اتفقنا على الحدود المستقبلية وكنا نأمل ان نحصل على المزيد خلال السنوات الماضية».

واكد فياض من جهته «اهمية تطبيق التعهدات التي اتخذناها في ابريل 2003 في خارطة الطريق»، وعلى رأسها «فتح المعابر ومنح حرية الحركة». واستغلت وزيرة الخارجية الاسرائيلية فرصة حديثها عن فرص السلام للمطالبة بمواجهة ايران. وتحدثت ليفني عن التطرف الديني من طرف واحد، اي الطرف الفلسطيني من دون الاشارة الى المشاكل الاسرائيلية. واضافت ان «حماس الارهابية تمثل ذلك ولكنها لا تقف وحدها، فهناك تهديد اكبر في المنطقة وهو التهديد الايراني». واعتبرت ان ايران «تؤثر على قابليتنا لانهاء النزاع مع الفلسطينيين، فالتهديد الايراني يضعف الانظمة المعتدلة ويطالب بمحو اسرائيل عن الخريطة». وشددت ليفني في خطاب مطول على ان «ايران تهديد عالمي، يمكنكم اتخاذ القرار ووقف ايران، او تحمل التهديد النووي الذي يهدد العالم كله». وخلصت ليفني في حديثها على التأكيد على ان «انهاء الخلاف بين البلدين يعتمد على إعطاء الشعب الفلسطيني دولته». وأضافت: «لا نستطيع السماح لإنشاء دولة ارهاب، او دولة اسلامية متطرفة، نحتاج الى حكومة تحارب الارهاب».