منتدى «دافوس» يبحث ظاهرة التطرف المسلح وعدم الاستقرار في دول إسلامية

TT

شهد منتدى «دافوس» أمس نقاشات مطولة عن اسباب انتشار مظاهر عدم الاستقرار وخاصة في ما يخص التطرف المسلح. وكان العراق وافغانستان وبنغلاديش وباكستان نماذج لنقاش حول «السعي وراء الاستقرار والسلام» في جلسة بهذا العنوان. وبينما حرص مشاركون على التأكيد على ابتعاد الدين الاسلامي كل البعد عن مظاهر الارهاب، لفت آخرون الى ان عدم الاستقرار ليس منحصراً فقط بالارهاب، بل يشمل الاضطراب الاقتصادي والافتقاد لمستويات تعليم مناسبة في الدول النامية وبشكل أخص الدول الاسلامية . وعدد كل من الرئيس الافغاني حميد كرزاي ونظيره الباكستاني برويز مشرف ونائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح والمستشار الرئيسي (رئيس الوزراء) البنغلاديشي فخر الدين احمد اسباب عدم استقرار دولهم، لافتين في الوقت نفسه الى الظواهر الاوسع التي تؤثر ايضاً على المسرح الدولي. وقال كرزاي إن ابرز التحديات امام بلاده تشمل انتشار المخدرات والجريمة المنظمة وافتقاد بلاده للموظفين الحكوميين الكفوئين. وأضاف ان «استقرار افغانستان يعتمد على قدرة الحكومة تزويد الخدمات الى الشعب بنفسها من دون تدخل خارجي». أما صالح، فعدد التحديات امام العراق، مؤكداً ان عام 2008 يجب ان يكون «العمل السياسي» الهدف الرئيسي، موضحاً: «علينا اجراء المحادثات السياسية من اجل المشاركة السياسية الاوسع». ولكنه في الوقت نفسه اكد اهمية «التركيز على الاقتصاد وخلق فرص العمل وتوزيع الثروات بطريقة اكثر عدالة». ورداً على سؤال عما اذا كان نادماً على ما حصل في العراق، بعد حرب 2003، قال صالح: «كان علينا تحديد توقعاتنا بطريقة افضل، كنا نتصور انه بعد نظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين، كنا سنعيش سعداء ولكن التحديات التي خلفها ذلك النظام كانت كبيرة» وأضاف ان درس عام 2007 كان ان «القوة العسكرية وحدها غير كافية، علينا إعطاء الشعب شعورا بمصلحته في البلاد»، مؤكداً ان عام 2008 سيكون لـ«تحسين السياسة لتكون اكثر شمولية للجميع». ومن جهته، اعتبر مشرف ان الاقتصاد القوي وتمكين المرأة من أبرز مقومات الاستقرار، وأضاف «الاضطرابات حول العالم تؤثر علينا»، مطالباً بحل القضية الفلسطينية ومحاربة الارهاب بشكل اوسع. وسرعان ما اتسع النقاش للعوامل المشتركة لزعزعة الاستقرار في هذه الدول، وظهور التطرف المسلح. واتفق المشاركون على اهمية دمج العمل الأمني مع جهود الإصلاح وخلق فرص العمل، مع دعم رجال الدين والمجتمع، لمواجهة عدم استقرار المنطقة الممتدة من باكستان الى العراق. واكد صالح ضرورة لعب رجال الدين دوراً في مواجهة الارهاب، قائلاً: «يجب اصلاح المؤسسة الدينية لمواجهة توسع قرعة الارهاب». وعبر عن رفضه لـ«محاولات المتطرفين لاختطاف الدين»، مضيفاً ان «العراق يعاني من عاصفة من الارهاب، وقلة من رجال الدين خارج العراق يدينونه.. عليهم رفع صوتهم لادانة الارهاب اكثر». وتابع: «نعاني في العالم الاسلامي من تراجع مستويات التعليم، فالتخلص من القتل والعنف ليس فقط من خلال الحلول العسكرية»، موضحاً ان «عدم الاستقرار يظهر بسبب الحكومات السيئة والقمع والتعليم السيئ». ومن جهته، حذر كرزاي من «تشجيع التطرف لاسباب سياسية» كما كان الحال عليه وقت الحرب الباردة. واضاف أنه «من الخطأ الاشارة الى التطرف المسلح والارهاب بأنهما ناتجان عن عقيدة او رأي، بل هما اجرام حقيقي يهدد البشرية كلها».