إقبال ومضاربة هاتفية على نفرتيتي وقطع مستوحاة من الطراز الفرعوني

في قاعة مزادات بونهامز بلندن

TT

لوحات وتماثيل وحلي ومقعد مصنوع على الطراز الفرعوني القديم وتابوت، مزايدون جالسون، وسماسرة يتلقون اتصالات هاتفية من مزايدين في الشرق الأوسط وعبر الاطلنطي ومن دول اوروبية، واقبال منقطع النظير من جمهور المقتنيات الفنية والباحثين عن التفرد في عالم الجمال والتاريخ القديم، شهدته الاربعاء الماضي قاعة مزادات بونهامز، واحدة من أقدم قاعات المزادات في العاصمة البريطانية بشارع بوند ستريت في وسط لندن.

أما الاقبال الحقيقي والمضاربة في الاسعار فكانا على نموذجين لتمثال نفرتيتي، وقد بيع احدهما بنحو 42 الف جنيه استرليني، والآخر بأكثر من 13 الف جنيه استرليني. ونفرتيتي هي زوجة أمنحوتب الرابع (الذي أصبح لاحقاً أخناتون) فرعون الأسرة الثامنة عشرة الشهير، وحماة توت عنخ أمون. واسمها يعني «الجميلة أتت». ذاعت شهرة جمالها وحسن مفاتنها بعد أن اصبحت ملكة لمصر، لا يزال جمالها الفاتن نابضاً بالحياة في الصورة الخالدة لتمثالها النصفى المستقر في المتحف المصري في برلين بألمانيا. وتعتبر هيا وكليوباترا السابعة وحتشبسوت وايزيس واوزوريس من اللواتي عرفن بجمالهن في عهودهن. وتقول مادلين بيريدج المسؤولة عن المزاد قبل بدء البيع والتضارب المنظم لسوق المقتنيات الفنية «استحوذت مصر على خيال الجميع من يوليوس قيصر.. حتى نابليون وهوارد كارتر والى اليوم. المزاد يركز على الجزء الاخير ابتداء من نحو 1820».

وتضيف «أعتقد أن هذا هو الامر الرائع بخصوص القطع المصرية، الكل تعلموا اشياء عن المصريين وتاريخهم الفرعوني في المدرسة. انه شيء يعجب الناس حقا لغرابته. الالهة الرائعة برؤوس الحيوانات. انه أمر رائع، وهناك المعابد والتماثيل والحفر الغائر والمنقوش». وتركز الكاميرات وعدسات المصورين على نموذج لتمثال نصفي لنفرتيتي بيع مقابل 13020 جنيها استرلينيا. اما اعلى سعر حققه المزاد فقد كان لصورة من القرن الـ19، وهو المزاد رقم 46 وبيعت بأقل قليلا من 70 الف جنيه استرليني. فيما كان من المتوقع ان تحقق الخزانة رقما خياليا، فقد وصل السعر المعروض من المزايدين الى 38 ألف جنيه استرليني، وكان السعر أقل من المستهدف، وبالتالي لم تبع الخزانة، فيما بيع التابوت الفرعوني بـ26400 جنيه استرليني. وضمت المجموعة التي بيعت في قاعة بونهامز للمزادات قطعا مختلفة التصميمات والاستخدامات، لكنها تشترك في أنها جميعا تستلهم التاريخ والفن المصري القديم.

واستوحي العديد من القطع المعروضة، التي بلغ عددها 165 قطعة، من أشكال وتصميمات الكنوز النادرة التي اكتشفها البريطاني هوارد كارتر عام 1922 في مقبرة الفرعون المصري توت عنخ امون، بوادي الملوك في مدينة الاقصر، التي لم تتعرض لنهب اللصوص مثل العديد من المقابر الملكية الفرعونية الاخرى.

وشمل المزاد صورا التقطت خلال رحلة كارتر بوادي الملوك ولوحات مرسومة لمناظر مصرية ونسخا حديثة للقطع التي اكتشفت داخل مقبرة توت عنخ امون وحليا وتماثيل صغيرة وساعات وخزفيات كلها مستوحاة من التاريخ المصري.

ومن القطع الفريدة في المزاد اللندني تابوت من الحجر خاص بطفل يعتقد أنه قديم لكن عليه نقوش حديثة. وبيع التابوت لمقتني اثار أميركي مقابل 26400 جنيه استرليني. كما بيع تمثالان من الرخام الاسود يرجعان الى أواخر القرن التاسع عشر مقابل 24 ألف جنيه استرليني. وعلى الرغم من ان المزايدة على العديد من القطع المعروضة للبيع لم تصل الى السعر المستهدف، وبالتالي لم تبع تلك القطع، ذكرت قاعة بونهامز يوم الاربعاء أنها راضية عن الحصيلة الاجمالية للمزاد التي بلغت 153 ألف جنيه استرليني.

والمزاد في حد ذاته يعد استثمارا لحالة الإعجاب الشديدة بالحضارة الفرعونية والانبهار بالفن المصري القديم‏،‏ التي أثارها معرض توت عنخ آمون‏.. العصر الذهبي في لندن‏. وكانت السيدة سوزان مبارك والأمير تشارلز ولي العهد البريطاني قد افتتحاه في ‏15 ‏ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي‏،‏ في قبة (O2) التي كانت تعرف بقبة «الالفية». ويقدم المعرض لمحة عن الحياة اليومية والطقوس المصرية في زمن الاسرة الثامنة عشرة من خلال 130 قطعة تأتي من قبور وادي الملوك في مصر، ويكشف الإقبال على المزاد الفني عن مدى اهتمام الاوروبيين بالاثار المصرية القديمة. اما أهم القطع فهو التاج الذهبي للفرعون الذي اعتلى عرش مصر وهو في التاسعة من عمره وحكمها من 1333 إلى 1324 قبل الميلاد في عصر الأسرة الثامنة عشرة. كما تعرض قطع لاثنين من أسلاف الملك هما جداه تويا ويويا. ويستمر المعرض حتى 30 أغسطس (آب) المقبل، والمتوقع أن يحقق رقما قياسيا من حيث إقبال الجماهير. وتضمن المزاد الفني ايضا كلمة من حفيد اللورد كارنافون، المكتشف البريطاني لمقبرة توت عنخ امون عام 1922، والمعرض ضم قطعا فنية‏ تشمل حليا ومجوهرات فرعونية الطراز مرصعة بالأحجار الكريمة والماس‏، إلى جانب قطع أثاث‏، من بينها كرسي خشبي يحمل نقوشا هيروغليفية ملونة بالأحمر والأزرق‏.