دراسة: الفتيات من أسر مطلقة أقل تفاؤلا وأقل ثقة بأنفسهن

أكثر من 221 ألف مطلقة خلال 10 سنوات

TT

كشفت دراسة سعودية أن الفتيات من أسر مطلقة أقل تفاؤلا وأقل ثقة بأنفسهن من فتيات من أسر غير مطلقة، وكانت الدراسة تشير الى وجود فروق بين الفتيات من أسر مطلقة، والفتيات من أسر غير مطلقة في سمتي التفاؤل والثقة بالنفس.

وبينت الدراسة التي أعدها عضو هيئة التدريس وأستاذ علم النفس المساعد في كلية الملك فهد الأمنية في الرياض، الدكتور محمد المطوع، وجاءت تحت عنوان «بعض سمات الشخصية لدى الفتيات السعوديات من أسر مطلقة وأسر غير مطلقة»، عن وجود فروق دالة بين الفتيات اللاتي يعشن مع أمهاتهن المطلقات والفتيات اللاتي يعشن مع آبائهن المطلقين في سمتي الثقة بالنفس والخجل، بينما لم يكن هناك فروق بين المجموعتين في سمة التفاؤل. وتوصلت الدراسة إلى أن الطلاق أقوى أثراً في سمتي التفاؤل والثقة بالنفس لدى الفتيات من أسر مطلقة خلال السنوات الأولى من الطلاق (أقل من 4 سنوات)، بينما لم يكن للمدة التي مضت على الطلاق أثر في سمة الخجل، كما لم تكشف الدراسة عن فروق دالة بين المجموعتين في سمة الخجل. وقد أوصت الدراسة بإجراء دراسات مماثلة على عينات من مراحل عمرية مختلفة وعلى مدى سنوات طويلة مع ضبط للمتغيرات الديموغرافية. وقال المطوع، ان الدراسة اقتصرت على عينة من طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض، وهي تهدف إلى الكشف عما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في بعض سمات الشخصية وهي التفاؤل، الثقة بالنفس، الخجل لدى الفتيات السعوديات من أسر مطلقة وأسر غير مطلقة. كذلك ما إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة ممن يعشن مع أمهاتهن والفتيات ممن يعشن مع آبائهن المطلقين. أيضا إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة تبعاً للفترة التي مضت على طلاق الوالدين. وقد طبقت أدوات الدراسة وهي: مقياس التفاؤل ومقياس الثقة بالنفس ومقياس الخجل المعدل على عينة قوامها (431) طالبة من طالبات المرحلة الثانوية من جميع المستويات، منهن (75) طالبة من أسر مطلقة والباقي وعددهن (356) طالبة من أسر غير مطلقة.

وذكر المطوع في مقدمة دراسته، أن المجتمعات الخليجية مرت بتغيرات سريعة أثرت في عملية التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة، كمؤسسة اجتماعية مهمة، مما جعل معدلات الطلاق تتضاعف بشكل ملحوظ وخطير في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العشر سنوات الماضية، ففي المجتمع السعودي، أشارت إحصاءات وزارة العدل إلى ارتفاع نسب الطلاق بصورة لافتة للنظر، حيث تراوحت نسبة الطلاق بين 21% و24% ما بين عامي 1996 و 2007، أي أن مجموع المطلقات خلال هذه الفترة بلغ 221294 مطلقة، أي أن قرابة ربع المتزوجين قد طلقوا زوجاتهم مخلفين وراءهم آلاف الأطفال يعانون من نتيجة انفصال الأبوين. وتهدف الدراسة إلى التعرف على الفروق في سمات الشخصية ـ (وهي: التفاؤل ـ الثقة بالنفس ـ الخجل، بين الفتيات السعوديات من أسر مطلقة والفتيات من أسر غير مطلقة من طالبات المرحلة الثانوية. والتعرف على الفروق في سمات الشخصية ـ موضع الدراسة ـ بين الفتيات اللآتي يعشن مع أمهاتهن المطلقات والآتي يعشن مع آبائهن المطلقين. والتعرف على ما إذا كانت هناك فروق بين الفتيات من أسر مطلقة في سمات الشخصية ـ موضع الدراسة ـ تبعاً لاختلاف الفترة الزمنية للطلاق. وأضاف المطوع، ان نتائج هذه الدراسة سوف تكون مفيدة للآباء في توضيح آثار الطلاق في سمات الشخصية لأبنائهم ـ إن وجدت ـ وهو ما سيؤثر في توافقهم المستقبلي وتكيفهم، مما سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل اتخاذ قرار الطلاق ومن طلق منهم سيحرص على اختيار أفضل الطرق للتعامل مع أبنائه للتقليل من آثار الطلاق قدر المستطاع في ظل غياب أحد الأبوين. كما ان نتائج هذه الدراسة في حالة ثبوت أثر للطلاق في سمات شخصية الفتيات يمكن أن تكون مفيدة للقضاة في محاكم الأحوال الشخصية تتمثل في توظيف نتائجها لحث الأزواج على عدم الطلاق لما قد يسببه من آثار سيئة في شخصيات الأبناء ومستقبلهم.