السوق تقف في مواجهة صعبة مع «أزمة ثقة» واختتام تعاملات يناير

في ظل خسارة المؤشر العام 16.2% عن ديسمبر

TT

تقف سوق الأسهم السعودية في مواجهة صعبة مع انطلاقة تعاملاتها لأسبوع جديد، مع أزمة ثقة تولدت من التراجعات الحادة واختتام تعاملات يناير (كانون الثاني) الجاري، حيث يعد هذا الأسبوع الأخير من تداولات الشهر الأول من العام الجاري 2008، والتي ينظر لها بعين المترقب، لما لهذا الإغلاق من انعكاسات فنية على التصور المستقبلي للاتجاه العام.

حيث لايزال المؤشر العام يتمركز في الجانب الخاسر بالنسبة لتعاملات الشهر الجاري، بعد أن حقق انخفاضا بنسبة 16.2 في المائة قياسا بإغلاق الشهر الماضي، والذي كان عند مستوى 11175 نقطة، بفارق قوي بمسافة 1815 نقطة، بعهد أن عانت السوق خلال الأسبوع الماضي خسارة حادة، حركة ذكريات الانهيارات الكبيرة في 2006. إذ تقف السوق حاليا في مواجهة مدى قدرتها على استيعاب الأحداث الأخيرة، والتي تمثلت بالتراجعات القوية، وساهمت بنفس الوقت في نزع نسبة كبيرة من مستوى الثقة المكتسبة خلال فترة الارتفاعات الماضية، والتي طال انتظارها، خصوصا أن مثل هذه الثقة هي العمود الفقري للأسواق المالية وأمانها. كما يتزامن مع هذه الظروف التي تمثل تحديا لقدرة السوق على تجاوز الأزمة، مع استقبالها غدا تداول أسهم شركة بترورابغ، والتي تعد مطمع لكثير من السيولة التي تفضل الاستحواذ على كمية من أسهمها، كهدف استثماري يغري الكثيرين على اقتنائه، بالإضافة إلى أنها ملاذ آمن في ظل ضبابية اتجاه السوق. ومع اجتماع هذه العوامل، يكون المتعامل الذي لايزال يملك سيولة حرة لم تأسرها تراجعات الأسهم الأخيرة، في خيار صعب في توجيه هذه الأموال داخل السوق، والتي يفضل البعض أن تكون في أحضان المولود الجديد للسوق، لتكون أسهم «بترو رابغ» الهدف الاستثماري والخيار الاستراتيجي في الفترة الحالية. بينما يتحفز المحترفون في التعامل مع السوق، لاستغلال المسار الهابط ، والذي يمنح المضارب فرصة كبيرة في الربح السريع، والناتج عن التذبذبات الحادة، والتي تعتبر مصيدة مؤلمة لمن لا يجيد هذا الفن، فيبدأ المضاربون في اختيار أسهم الشركات ذات الارتداد السريع والتي يتعاملون معها بنطاقات سعرية ضيقة.

حيث يتميز الاتجاه المتراجع في المؤشر العام، بضرورة حدوث الارتفاعات الجانبية، والتي يتحينها المضاربون بالدخول التدريجي لأسهم شركات منتقاة، فيكون الصعود السريع فرصة لجني الربح، ومواصلة الهبوط، تجديد فرصة لزيادة كمية الأسهم المملوكة حتى يتضح المسار الحقيقي للسوق.

أمام ذلك، أكد لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير المحلل المالي، أن سوق الأسهم السعودية أعطت دروسا عدة في كيفية التعامل معها، كسوق تتميز باستقلالية في سلوكها وتتميز عن الأسواق الأخرى سواء في العالمية والناضجة منها أو على صعيد الأسواق الناشئة، وأصبحت جديرة بأن تحتل المرتبة الأولى في التذبذبات الحادة. ويرى أن السوق غالبا ما تكون أضرارها على ذوي الثقافة المضاربية، والذين يتمسكون بهذه الصفة بعد أن تغريهم المكاسب القوية التي تحققها بعض الأسهم المضاربية من خلال الارتفاعات القوية، إلا أن هذه النوعية من المتعاملين غالبا ما تكون الفريسة الأسهل لأي هبوط مفاجئ.

وأوضح الكوير، أنه على المتداول أن ينطلق في تعامله مع السوق، من عقلية استثمارية، يكون فيها النصيب الأكبر من محفظته لهذا الجانب، مستغلا التدني القوي للأسعار، وارتفاع معدل التشاؤم ين المتعاملين والذي يعني أنه بداية فترة الدخول إلى سوق الأسهم السعودية.

من ناحيته أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، محلل فني، أن المؤشر العام يروي قصة تراجع مؤلم على صعيد الأسهم القيادية، والذي يعني ترقب استقرار أسهم هذه الشركات، لفترة ربما تصل إلى نهاية الربع الأول من العام الجاري، ويكون الدور على أسهم الشركات التي لم تساير السوق في ارتفاعها خلال الفترة الماضية، بل بالعكس أصابها مثل ما أصاب أقرانها من الشركات التي غردت في سما الارتفاعات، لتعاني هي أيضا من التراجعات الحادة.