غزة: هدم جزء جديد من الجدار على الحدود وشاحنات فلسطينية تدخل مصر لأول مرة منذ عام 1979

رجال الأمن يستخدمون الهراوات وخراطيم المياه لمنع التدفق البشري والفلسطينيون يردون بالحجارة والزجاجات الفارغة

كلب بوليسي يمنع فلسطينية من العبور الى الجانب المصري من رفح امس (رويترز)
TT

تواترت الأحداث بشكل سريع على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، فبعد أن حاول الأمن المصري اغلاق الحدود، قام ناشطون من حماس عصر امس بخطوة غير مسبوقة اذ دمروا الجدار الاسمنتي الذي يقع على الطرف الشمالي من مدينة رفح المصرية، علما أنه جرى تدمير مساحات واسعة من الشريط الحديدي الحدودي الذي يقع على الطرف الجنوبي من رفح الفلسطينية.

وقال شهود عيان إن الخطوة الأخيرة مكنت الفلسطينيين من دخول مصر بسياراتهم وشاحناتهم وذلك لأول مرة منذ عام 1979، حيث كانت تقتصر عملية الدخول على الاشخاص فقط. واكد شهود عيان أن عشرات الشاحنات والسيارات قد اندفعت جنوبا مخترقة رفح المصرية باتجاه العريش، وذلك لجلب البضائع ومواد البناء وغيرها من مستلزمات. وجاء هذا التطور بعد ان اشتبك الامن المصري منذ ساعات الصباح وحتى ساعات ما بعد الظهر مع المئات من الفلسطينيين الذين تصدوا لرجال الامن الذين كانوا يحاولون اعادة بناء الشريط الحدودي. واستخدم الامن المصري الهراوات وخراطيم المياه والكلاب واطلاق النار في الهواء في محاولة لمنع تدفق الفلسطينيين، بينمــا قذف فلسطينيون غاضبون عناصر الامن بالحجارة والزجاجات الفارغة.

يذكر ان مصر دفعت بتعزيزات أمنية ضخمة حيث وصلت إلى مدينتي رفح والعريش المئات من قوات التدخل السريع والأمن المركزي والعربات المصفحة قادمة من قطاع الأمن بمنطقة قناة السويس وسيناء.

وكانت السلطات المصرية قد أعلنت صباح أمس إغلاق بوابة صلاح الدين بعد أن ظلت مفتوحة على مدار يومين كاملين اذ اصطف رجال الشرطة أمام البوابة وشكلوا حاجزا بشريا من أربعة صفوف لمنع الاختراق الفلسطيني والوصول إلى الأراضي المصرية، وأعلنت مصر قصر العبور على نقطتي مرور فقط في منطقة حي البرازيل، مع السماح بعودة المصريين الذين دخلوا غزة عبر البوابة بعد أن يرفعوا بطاقات الهوية المصرية في أيديهم.

وتابعت المصادر أن قوات الأمن المصرية انتشرت بكثافة عند أربع نقاط حدودية كان يستخدمها الفلسطينيون للوصول إلى الأراضي المصرية حيث تم منع مرورهم منها نهائيا إلى الأراضي المصرية. ودعت أجهزة الأمن المصرية من خلال مكبرات للصوت الفلسطينيين في مدن رفح المصرية والشيخ زويد والعريش إلى ضرورة مغادرة الأراضي المصرية والعودة مرة أخرى إلى رفح الفلسطينية تمهيدا لإغلاق الحدود.

وقالت مصادر أمنية مصرية أن عودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة قد تستغرق يومين أو ثلاثة على الأقل بسبب انتشارهم الكثيف في مدن شمال سيناء وتواجد أعداد كبيرة منهم لدى أقارب لهم، مشيرة إلى أنه بعد إغلاق الحدود سيتم إعطاء فرصة للفلسطينيين بالعودة بعدها وسيتم نقلهم بواسطة حافلات مصرية إلى خط الحدود.

من ناحية ثانية اعربت اسرائيل عن خشيتها ان تؤدي الاحداث الاخيرة على معبر رفح الى تعزيز قوة حركة حماس في القطاع. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية عن مصدر عسكري القول ان هناك مؤشرات على أن استراتيجية الحصار الاسرائيلي ضد حماس فشلت في تحقيق اهدافها.

واكدت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس ان الاحداث في غزة اصابت الحكومة الاسرائيلية بالذهول، مؤكدة ان ما جرى يستدعي تشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في تقصير المستوى السياسي والعسكري الاسرائيلي. واضافت الصحيفة «هناك تخوف من أن يؤدي هذا الفشل الى مواجهة مع مصر، ويتطلب ذلك من الحكومة أن تصحو وان تثبت بانها تملك القدرة على حل الازمات وعلى القيادة، وليس فقط التبرير دون انقطاع لسلوكها في أزمات سابقة».