إسلام أباد ترفع حالة التأهب حول منشآتها النووية

مقتل أحد أهم المطلوبين الـ 12 من قبل أميركا في باكستان

TT

رفعت باكستان من حالة التأهب الأمني حول منشآتها النووية وذلك في الوقت الذي تشهد فيه البلاد ارتفاعا في عدد الاعتداءات التي يقوم بها متطرفون. وقال المسؤول عن الأسلحة الاستراتيجية الباكستانية للصحافيين إنه لا يوجد تهديد معين للمواقع النووية الباكستانية. وقال الجنرال السابق خالد كيدواي مدير ادارة البرامج الاستراتيجية في باكستان «لقد رفعنا حالة التأهب». لكنه اضاف «ليس هناك اي تهديد ارهابي» للمنشآت حاليا.

وقال كيدواي الذي تقاعد من الجيش في أكتوبر (تشرين الأول) ولكن بقي في منصبه كمدير عام قسم التخطيط الاستراتيجي: «نحن قادرون على كبح كل أنواع التهديدات سواء كانت من الداخل أم من الخارج أم من الاثنين معا». مضيفا أنه جرى نشر عشرة آلاف جندي حول المنشآت النووية الباكستانية. وقال كيدواي انه جرى تشديد الإجراءات الأمنية بعد أن بدأ متطرفون يستهدفون بشكل أكبر الجيش في موجة من التفجيرات الانتحارية خلال العام الماضي. ويخشى الغرب على سلامة حوالى خمسين رأسا نوويا باكستانيا ومن مخاطر حصول اضطرابات في هذا البلد المسلم الوحيد في العالم الذي يملك رسميا قنبلة نووية.

ومطلع يناير (كانون الثاني)، اعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن قلقه حيال امن الترسانة النووية في باكستان التي تواجه ازمة سياسية وهي ضحية اعتداءات غير مسبوقة ينفذها اسلاميون مقربون من تنظيم «القاعدة». وأمام مخاوف الغربيين عموما وحليفهم الاميركي خصوصا، اكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف في مقابلة مع اذاعة اميركية في ديسمبر (كانون الاول) ان الاسلحة النووية الباكستانية «تحت السيطرة تامة». وخلال زيارة لفرنسا اول من امس، كرر مشرف الذي يقوم حاليا بجولة اوروبية، أن الترسانة الذرية الباكستانية في امان. وقال امام المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية «انها (الاسلحة النووية) لا يمكن ان تسقط في أياد سيئة». وقال في مقابلة مع قناة «فرانس 24» الاخبارية الفرنسية بعد ذلك بقليل «اتحداكم ان تحددوا لي (مكامن) الضعف» في أنظمة مراقبة القنبلة النووية. وتابع «نملك سلاحا منضبطا جدا. نحن بلاد منظمة و(الامور تسير في) بلدي بشكل جيد». ويسعى الرئيس الباكستاني الى طمأنة المجتمع الدولي حول الوضع في بلاده بعد اغتيال رئيسة الوزراء السابقة المعارضة بي نظير بوتو في 27 ديسمبر والذي ادى الى ارجاء الانتخابات الى 18 فبراير شباط. واسفرت موجة الاعتداءات التي تهز البلاد ونفذها انتحاريون، وتنسب في غالبيتها الى اسلاميين مقربين من «القاعدة»، عن مقتل اكثر من 800 شخص في 2007. من جهة اخرى اعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في افغانستان في بيان نشر في كابل امس مقتل دريم سدغاي، احد اهم المطلوبين الاثني عشر الذين تبحث عنهم السلطات الاميركية في باكستان. واضاف التحالف الذي يركز جهوده على مكافحة تنظيم القاعدة وحركة طالبان ان «مسلحين مجهولين قتلوا دريم سدغاي في باكستان في 16 يناير»، موضحا «انه سقط في كمين وتوفي لاحقا متاثرا بجروحه». وسدغاي من الاثني عشر الاوائل في لائحة طويلة من المطلوبين الذين خصصت الولايات المتحدة مكافأة لاعتقالهم. وكشفت واشنطن اللائحة في ملصقات خلال اكتوبر (تشرين الاول). وخصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسين الف دولار للقبض عليه. واكد التحالف ان سدغاي من القادة الكبار في خلية طالبان التي يقودها سراج حقاني وتنشط في المناطق القبلية الباكستانية بوزيرستان الحدودية مع افغانستان.

ويعتبر حقاني قائد القطاع الشرقي من افغانستان. واوضح التحالف ان سدغاي كان يعتبر مسؤولا على توفير معدات صنع القنابل والسترات الناسفة التي تستخدم في الهجمات الانتحارية. واضاف انه المسؤول الثالث الكبير في شبكة قتل منها خلال الاشهر القليلة الماضية الملا سنغجين على يد القوات الافغانية والتحالف في ديسمبر وعبد المنان الذي قتله الجيش الافغاني في اكتوبر. واكد التحالف ان «مقتل سدغاي مؤخرا ستكون له انعكاسات على الشبكة التي يشرف عليها سراج حقاني» معتبرا ان هذا الاخير سيضطر الى المشاركة شخصيا في العمليات وان باستقراره في باكستان «لن يتمكن من الاختباء في حين سيشن عليه الاخرون الهجمات». واطاح تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة نظام طالبان الذي حكم افغانستان بين 1996 و2001 لانه دعم تنظيم القاعدة ومن حينها وحركة طالبان تحاول قلب نظام حميد كرزاي المدعوم بستين الف جندي اجنبي.