هولندا: زعيم اليمين المتشدد يقرر عرض فيلمه المسيء للإسلام مارس المقبل

الاتحاد الأوروبي قلق من التعرض للقرآن

TT

قال زعيم حزب الحرية الهولندي اليمين المتشدد خيرت ويلدرز انه سيعرض في مارس (اذار) المقبل فيلمه الذي يسيء فيه للاسلام. ونقلت صحيفة «ديتلغراف الهولندية» اليومية عن ويلدرز تصريحات حول هذا الصدد أمس وقالت انها تلقت من اليمين المتشدد افتتاحية الفليم والتي تظهر صورة للقرآن الكريم ثم الفهرس وتحذيرا من وجود مشاهد او أمثلة مرعبة، والمشهد التالي هو عبارة عن فتح صفحات القرآن الكريم لترى فيها مشاهد لعمليات اعدام في دول اسلامية». ويقول اليميني المتطرف «من يشاهد تلك الصور لا يغضب مني بل من الناس الذين قاموا بهذه الاعمال». ويأتي ذلك بعد أن وجه المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الارهاب جوسترا تايبيه تحذيرا لزعيم اليمين المتطرف في البلاد خيرت ويلدرز بانه ربما يواجه احتمالية ضرورة الاختفاء عن الانظار لفترة من الوقت او مغادرة البلاد في اعقاب عرض الفيلم المستفز الذي يتناول القرآن الكريم، ونشرت وسائل الاعلام الهولندية مقتطفات من الحوار الذي دار بين المسؤول الامني وزعيم اليمين المتشدد. وكان المخرج الهولندي ثيو فان جوخ قد لقي مصرعه على يد شاب هولندي مسلم من اصل مغربي يقضي الان عقوبة السجن مدى الحياة وذلك بعد عرض فيلم اعتبرته الفعاليات الاسلامية يتضمن اساءة للاسلام وبه مشاهد لسيدات عاريات مكتوب على اجسادهن آيات قرآنية ويحمل اسم «الخضوع». وكانت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق المغاربة في هولندا، عقدت اجتماعا في مدينة لايدن الهولندية، لدراسة الاستراتيجية الممكن اتباعها في مواجهة الخطر الذي يتهدد المغاربة والمسلمين». ودعا رئيس الوزراء الهولندي، بيتر بالكينيند في مؤتمر صحافي في «لاهاي» إلى ضبط النفس، بشأن هذا الفيلم، وقال: «هولندا لديها تقليد حرية التعبير والدين والمعتقدات، لكن لديها أيضا تقليد الاحترام والتسامح والمسؤولية».  وأكد أن النقاش الحر المفتوح والاحترام المتبادل يستندان إلى هذين التقليدين، وستلتزم الحكومة بهما وتدعو الجميع لذلك. وأمام توقع محطة «تروس» التلفزيونية الحكومية قرب موعد عرض الفيلم، تظاهر بعض المعارضين في أمستردام، وأعرب بعض العمد عن استيائهم، وأعرب رجال أعمال هولنديون عن قلقهم، وأفادت وسائل الإعلام بأن الحكومة أعدت خطة لإخلاء سفاراتها وإجلاء مواطنيها عن الشرق الأوسط، خوفا من تكرار قضية الرسومات المسيئة للنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي نشرتها صحيفة دنماركية نهاية 2005 وأدت الاحتجاجات إلى مقتل 100 شخص في العالم.

من جهة اخرى اعلن وزراء العدل الاوروبيون امس ان الاتحاد الاوروبي يخشى تجدد التوتر مع العالم الاسلامي اذا نفذ النائب الهولندي اليميني المتطرف ويلدرز مشروعه، بث فيلم قال انه سيحرق او يمزق فيه القرآن.

واعلن وزير العدل في لوكسمبورغ لوك فرايدن لوكالة الصحافة الفرنسية ان «حرية التعبير لا يمكن ان تكون مطلقة. واذا حدث ذلك فاننا سنواجه انعكاسات ذلك العمل». وابلغ وزير العدل الهولندي ارنتس هيرش بالين زملاءه في الاتحاد الاوروبي المجتمعين في اطار رئاسة سلوفينيا في بردو بري كرانيو قرب ليوبيانا، بالوضع في بلاده.

واكد فرايدن ان «واجبنا الاخلاقي يفرض علينا تنبيه الرأي العام ان على الناس الا يبالغوا في حقوقهم الاساسية وعلينا ايضا ان نحمي الاشخاص الذين قد يصدمون من عمل كهذا يفتقر الى المسؤولية». من جانبها، قالت نظيرته الالمانية بريغيت زبرياز «اتفقنا على البقاء على اتصال». وقال مسؤول اوروبي رفض كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «علينا ان نتفادى تكرار ما جرى خلال ازمة الرسوم الكاريكاتورية». ويعيش ويلدرز تحت حماية الشرطة منذ اغتيال المخرج المثير للجدل ثيو فان غوغ في امستردام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 طعنا بسكين اسلامي متطرف بسبب اخراجه فيلما يندد بقمع النساء في الدول الاسلامية.