أوباما لعب على ورقة النساء في كارولينا الجنوبية

ميشال أوباما تدخل الحلبة للدفاع عن زوجها.. وتشيلسي كلينتون تتدخل لجذب أصوات الشباب

TT

بعد أكثر من أسبوع على الحملات الانتخابية المكثفة والمتشنجة، التي قادها المرشحون الديمقراطيون في وجه بعضهم بعضا في ولاية كارولينا الجنوبية، اقترع سكان الولاية أخيرا أمس للمرشح الذي يفضلونه لدى الحزب الديمقراطي.

ووضع المرشحون ثقلهم طوال الاسبوع الماضي في هذه الولاية التي يتكون نصف سكانها من الاميركيين الافارقة، وحاول كل من المتنافسين الثلاثة، هيلاري كلينتون وباراك أوباما وجون ادواردز، جهدهم لاجتذاب الناخبين اليهم.

وبالنسبة الى اوباما فان الفوز في هذه الولاية ضروري، وهو أمر يحتاج اليه اذا ما اراد البقاء في ساحة المنافسة مع كلينتون. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي طوال الاسبوع الماضي أعطته تقدما كبيرا على منافسته كلينتون، وصل الى أكثر من عشر نقاط، الا ان اوباما لم يخفف من قوة الحملة التي يقودها في كارولينا الجنوبية كي لا يقع في فخ خطأ الاستطلاعات مجددا، كما حصل في ولاية نيوهامبشير، حيث خسر بفارق أربع نقاط بعد ان كانت الاستطلاعات تشير الى تقدمه بعشر نقاط. وستكون المنافسة في كارولينا الجنوبية أسهل من المنافسة في الولايات السابقة بالنسبة الى اوباما، الذي من المتوقع ان يصوت له أغلبية الاميركيين الافارقة. وقد حاول اوباما أن يتفادى الاخطاء في الولايات السابقة، وتحديدا لجهة خسارته أصوات النساء اللواتي صوتن له بكثافة في أول ولاية جرت فيها الانتخابات وهي أيوا، ثم بدا أنهن يتوجهن لدعم هيلاري، وبدا أنهن يفضلنها عليه. وقد حاول اجتذاب أصوات النساء في كارولينا الجنوبية، فعقد منذ يومين اجتماعا مع عدد من النساء وتحدث اليهن عن مشاكلهن الاجتماعية وحاول ان يبرهن لهن أنه يفهم معاناتهن ووضعهن. تجدر الاشارة الى ان ولاية جنوب كارولينا فيها عدد كبير من الامهات العازبات ومعدل الفقر فيها مرتفع.

كما حاول اوباما الاستعانة أيضا بزوجته ميشال، وهي متحدثة لبقة كونها محامية خريجة جامعة يال، لاجتذاب أصوات النساء. ودخلت معركة الدفاع عن زوجها في وجه الهجوم الشرس الذي تعرض له من الثنائي كلينتون، هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل. وكتبت في رسالة الكترونية الى مناصري زوجها: «كنا نعلم ان على باراك ان يواجه السناتور كلينتون والرئيس كلينتون معا، لكن ما لم نتوقعه، على الاقل من جانب زملائنا الديمقراطيين، هو هذه التكتيكات من نوع الفوز بأي ثمن». أما كلينتون التي خاض زوجها جزءا كبيرا من المعركة عنها في هذه الولاية، فان خسارتها في كارولينا الجنوبية لن تؤثر عليها كثيرا، وهو أمر تتحضر له بأي حال. فقد قضت معظم الاسبوع الماضي تنظم حملات انتخابية في ولايات أخرى خارج كارولينا الجنوبية، تاركة الساحة هناك لزوجها بيل الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الاميركيين الافارقة. وعوضا عن التركيز على انجازات زوجته ومشاريعها، فقد ركز بيل كلينتون أكثر على انجازاته عندما كان رئيسا للجمهورية، مستندا الى طيبة سمعته والانجازات الاقتصادية التي حققها في عهده. كما ركز أيضا على مهاجمة أوباما ومحاولة ابرازه على أنه قليل الخبرة ومتناقض في مواقفه.

وكما دخلت ميشال أوباما على خط المعركة لاجتذاب أصوات النساء اللواتي يبدو انهن يفضلن هيلاري، دخلت أيضا أخيرا تشيلسي كلينتون، ابنة هيلاري وبيل، الى خط المعركة لاجتذاب أصوات الناخبين الشباب الذين يبدو أنهم يفضلون أوباما.

وتشيلسي الخجولة، التي لا تحب الاعلام، كانت تبتعد عن الاعلام طوال فترة الحملة الانتخابية، علما بانها لا تفادق أمها وترافقها في كل جولاتها وتصفق لها في ندواتها. اما جون ادواردز، ابن هذه الولاية، الذي يحل ثالثا منذ بدء الانتخابات التمهيدية في كل الولايات، كان يراهن على الفوز في كارولينا الجنوبية، كما فعل في عام 2004. الا انه يبدو أنه بعيد جدا عن منــافسيه ويحل فــي المرتبة الثالثة أيضا بفارق كبير. وعلى الرغم من ان ادواردز حاول اللعب على خلافات اوباما وكلينتون، واظهار نفسه على أنه «الراشد» بين المرشحين الديمقراطيين، كما قال بعد المناظرة بين الديمقراطيين الاسبوع الماضي، الا انه يبدو أن «الراشد الوحيد» في الحزب الديمقراطي لا يؤثر كثيرا على الناخبين الذين يفضلون كلينتون واوباما. كما حاول ادواردز التركيز على تاريخه في الكفاح ضد الفقر والرأسمالية ومطالبته الدائمة بالمساواة لأبناء ولايته، الا ان منافسيه أيضا يتحدثان عن ذلك ويعدان بتحسين الاوضاع الاقتصادية للاميركيين الافارقة في هذه الولاية.