دبلوماسي سلوفيني يكشف عن وثيقة أميركية سرية تتضمن خطة إعلان استقلال كوسوفو

صربيا تصفها بـ«اللعبة القذرة» وتتهم الاتحاد الأوروبي بأنه يخدم المصالح الأميركية

TT

فجر دبلوماسي سلوفيني، جدلا حادا بعد اعلانه عن وجود وثيقة سرية أميركية، تحدد مطالبها من الاتحاد الاوروبي فيما يتعلق باستقلال كوسوفو. ولم يتردد الدبلوماسي السلوفيني، الذي لا تزال هويته طي الكتمان، عن تقديم الوثيقة التي تحمل الرقم VWA070767 ومؤشر عليها «سري للغاية»، إلى وسائل الاعلام المحلية. ومن بين المطالب المعروضة في الوثيقة، الاتفاق على اعلان استقلال كوسوفو يوم أحد، حتى لا تتمكن روسيا من دعوة مجلس الأمن للانعقاد. وقد استنكر وزير شؤون كوسوفو في الحكومة الصربية سلوبودان سمارجيتش ما ورد في الوثيقة، واعتبرها «لعبة قذرة»، واتهم الاتحاد الاوروبي بأنه «يخدم المصالح الأميركية». ووفقا للوثيقة التي تحدثت عنها وسائل الاعلام الصربية بإسهاب، فإن الولايات المتحدة عبرت عن رغبتها في أن تكون سلوفينيا من أول الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو بحكم ثقلها كرئيس للاتحاد الاوروبي، ولما لذلك من بعد معنوي على الصعيد الدولي. ويعود تاريخ الوثيقة إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي حين قام مدير إدارة الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية السلوفينية ميتي دوبرنيتشا بزيارة إلى واشنطن.

ونفى رئيس وزراء سلوفينيا يانيز يانتشا الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي، أن يكون قد اطلع على الوثيقة في نسختها الأصلية. وقال لصحيفة دنيفنيك الصادرة في لوبليانا أمس: «نحن لا نتلقى التعليمات من أحد، في كيفية تسيير شؤون الاتحاد الاوروبي. الاتحاد الاوروبي لديه آليات معروفة في كيفية تسيير شؤونه الداخلية ولديه شركاء في العالم من حق أي منهم التعبير عن وجهة نظره حول القضايا الدولية».

ولكنه أشار إلى أنه «لا يوجد مؤشر على أن سلوفينيا قبلت بالمطالب الاميركية، لتكون أساسا لتوجهاتها في رئاسة الاتحاد الأوروبي». الا أنه لم يستبعد أن يكون ذلك قد حدث مع مستويات سياسية أدنى مرتبة في سلوفينيا.

ويقول البعض إن ما ورد في الوثيقة، تأكدت صحته بعد دعوة مدير إدارة الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية السلوفينية ميتي دوبرنيتشا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، إلى لقاء الأمين العام للامم لمتحدة بان كي مون لوضع ترتيبات تولي البعثة الاوروبية، مسؤولية الاشراف على كوسوفو خلفا للادارة الدولية التابعة للامم المتحدة في الاقليم. كما طلب من حكومة كوسوفو «دعوة البعثة الاوروبية لتولي مهامها في بريشتينا، بعد اعلان الاستقلال مباشرة من قبل البرلمان في كوسوفو»، وهو ما أشارت إليه الوثيقة التي قيل إنها أعدت داخل السفارة السلوفينية في واشنطن بحضور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وعضو مجلس الأمن القومي الاميركي دانيال فريد. وذكرت صحيفة ديفنيف السلوفينية نقلا عن الدبلوماسي السلوفيني، الذي كشف عن الوثيقة، أن «الأمين العام للأمم المتحدة يتعرض لضغوط كبيرة جدا من قبل روسيا، ولكن الولايات المتحدة ستساعده على حل هذه المشلكة»، وأن «بان كي مون لن يعترض على ارسال بعثة أوروبية إلى كوسوفو»، وقلل من المعارضة الروسية والصربية لذلك. كما نقلت عن فريد دعوته إلى «توقيع معاهدة الاستقرار والتقارب بين صربيا والاتحاد الاوروبي، لتكون تلك جائزة تعوض خسارتها لكوسوفو». وفي هذا الاطار، أعلنت ألبانيا أنها ستعترف باستقلال كوسوفو لحظة اعلانه، وقال الرئيس بامير توبي «كوسوفو ستكون دولة مستقلة وفق المعايير الاوروبية بحدودها الحالية». وجدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته معارضته لاستقلال كوسوفو، وحذر من تداعيات هذا الامر «في البلقان وعدد آخر من المناطق في العالم».