أنان: انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في كينيا لا يمكن أن تمر من دون عقاب

رجال مسلحون بسواطير يقيمون حواجز في بلدة ناكورو.. والشرطة توقف مائة شخص منهم

TT

دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات «الجسيمة والمنهجية» في كينيا، وذلك بعد أن زار أمس مناطق شهدت اعمال عنف بعد الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس مواي كيباكي بولاية جديدة.

وقال أنان للصحافيين في نيروبي، في ختام جولة استمرت بضع ساعات في غرب البلاد والعاصمة، حيث دارت خلال الاسابيع الفائتة اكثر اعمال العنف دموية: «شاهدنا انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الانسان.. من الضروري ان تعرف الحقائق، وأن يحاسب أولئك المسؤولون عن هذه الأعمال». وأضاف: «يتعين على الحكومة ان تفعل كل ما في وسعها لزيادة الأمن.. لا يمكننا السماح بأن تمر هذه الانتهاكات من دون عقاب».

وفي بلدة ناكورو قال شهود عيان، ان أصوات الرصاص دوت في البلدة أمس، وان مجموعات مسلحة تحرس حواجز طرق في البلدة التي تقع في الوادي المتصدع، حيث قتلت الاشتباكات العرقية 20 شخصا على الاقل في الساعات الاربع والعشرين الماضية، بحسب الشرطة. لكن أطباء قالوا في وقت لاحق إن اعمال العنف العرقية في ناكورو، أدت الى مقتل 45 شخصا على الأقل منذ اندلاع الاشتباكات مساء الخميس الماضي.

وقال مراسل وكالة رويترز في البلدة، انه شاهد 16 جثة متفحمة، يجري انزالها من شاحنة شرطة خارج مشرحة امس، بينما قال طبيب في المستشفى الرئيسي بالبلدة، انه سجل وصول تسع جثث اخرى. وأضاف مراسل الوكالة ان شاحنات قوات الأمن، قامت بدوريات حراسة في عاصمة الاقليم التي كانت في السابق بمنأى عن اعمال العنف الدامية التي تفجرت بعد الانتخابات، وقتل فيها أكثر من 700 شخص منذ الانتخابات التي جرت يوم 27 ديسمبر (كانون الأول).

وفرضت السلطات حظر التجول من الغروب وحتى الفجر في ناكورو، في محاولة لاحتواء المعارك الدامية بين مئات المجموعات القبلية المسلحة بالمناجل والهراوات والأقواس والأسهم. واقيمت في صباح امس حواجز يسيطر عليها رجال مسلحون بسواطير. ومع رفع التجول الذي فرضته الشرطة ليلا في المدينة، اقام متظاهرون هذه الحواجز في عدد من المواقع ومحاور الطرق في ناكورو. وعلى الطريق المؤدية الى نيروبي، فككت قوات الامن، حاجزا من هذا النوع كان يمنع السير. وأوقف حوالي مائة شخص بعضهم يحملون سواطير، حركة السير على الطريق المؤدية الى غرب البلاد باغلاقها بشاحنة وحجارة. وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، انه رأى في الطريق جثة رجل قرب احد هذه الحواجز، التي اقيمت خصوصا قرب مدينة الصفيح كابتيمبوا، حيث احرقت عشرات المنازل العائدة لأفراد من اتنية الكيكويو أول أمس.