مستشار أحمدي نجاد لـ «الشرق الأوسط»: زيارة بوش كان هدفها بث الفرقة

الكلمة الأولى في دافوس لرايس.. والأخيرة لمتقي

TT

وجه سيد مجتبى ثمر هاشمي، المستشار الاول للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، انتقادات للادارة الاميركية وخاصة زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى المنطقة الاخيرة. وقال هاشمي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على هامش «منتدى الاقتصاد العالمي» في منتجع دافوس ان زيارة بوش كان هدفها «بث الفرقة في المنطقة»، مضيفاً: «علينا المشي في الاتجاه المعاكس». وكانت مشاركة ايران في «منتدى الاقتصاد العالمي» مكثفة أمس، اذ كانت هناك لقاءات مع صحافيين وعقد جلسات نقاش لتوضيح سياسة ايران في المنطقة. وعن المشاركة الايرانية، قال هاشمي: «وجهت لنا دعوة وجئنا على اساسها، وتواجدنا في الاوساط والاجتماعات فرصة لتوضيح مواقفنا وان نتصل باصدقائنا». ورداً على سؤال حول اذا كانت ايران قلقة من سلسلة العقوبات الجديدة التي تناقشها الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا لاصدارها في الامم المتحدة، قال هاشمي: «من المفروض ان يقلق الطرف الآخر اكثر لأنه من خلال هذه المواقف يقفون ضد العدالة». وأضاف: «لقد تعودنا على مثل هذه القرارات وشعبنا كشعب عظيم يقف وحده ضد كل هذه المشاكل، ولكن بالطبع لا نرحب بمثل هذه القرارات». وتحدث هاشمي مطولاً عن مواقف الايرانيين خلال الحرب مع العراق، قائلاً على الرغم من استخدام النظام العراقي السابق صدام حسين اسلحة كيماوية ضد ايران، «لم يصدر مجلس الامن قرارا ضد صدام، فاين العدالة؟». وأضاف: «اليوم نرى ان قرارا ضد ايران هو لعملية سلمية، فكيف ستصدر الشعوب حكمها على ذلك» في اشارة الى ان العقوبات ضد ايران بسبب نشاطها النووي التي تقول ايران انه سلمي.

ورفض هاشمي الاتهامات لتمويل بلاده مسلحين وميليشيات في العراق، مشدداً على ان «العراقيين ليسوا الذين يدلون بهذه التصريحات، البعض فقط يقولون ذلك (من الحكومة العراقية)، كما ان الاميركيين ليس كلهم يقولون ذلك، الادارة هي التي تقول ذلك». واضاف: «العلاقات الايرانية – العراقية تاريخية وشعبنا والشعب العراقي تربطه علاقات دم وتزاوج»، وتابع: «الامن العراقي مهم بالنسبة لنا في هذه المناسبة ونحن نحب السلام والاستقرار في العراق ولهذا السبب دعمنا الحكومة العراقية والدستور ومجلس النواب العراقي». واعتبر ان «الامن والاستقرار ووحدة العراق ووجود حكومة قوية تدعم الوحدة والتلاحم بين جميع مكونات العراق»، مشدداً على ان «هذه هي سياسة ايران» في العراق. وعن علاقة ايران بين الاحزاب المختلفة في العراق ونشوب خلافات مع بعض الاطراف التي تطالب بعدم تدخل ايران في الشؤون العراقية، قال: «لنا علاقات مع جميع المكونات في الحكومة العراقية». واكد هاشمي على حرص بلاده على «تطوير العلاقات مع دول الخليج»، مضيفاً: «نحن منذ البداية حريصون على تعزيز علاقات التعاون مع دول الخليج لأن ذلك يحترم مصالح الجميع». وأضاف: «ولكن الذين ليسوا اصدقاء شعوب المنطقة يستفيدون من الفرقة ويريدون بث الفرقة بين دول المنطقة وعلينا المشي بالاتجاه المعاكس». وعند الالحاح على هاشمي اذا كان المقصود هو الولايات المتحدة، قال: «ردي واضح، بامكانكم معرفة الحقيقة من زيارة بوش، فقد جاءت لبث الفرقة». وتحدث هاشمي لـ«الشرق الأوسط» قبل مشاركته في جلسة نقاش مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي والسفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد حيث حاول الطرفان عدم التصعيد المباشر ولكنهما اكدا موقفهما وهو رفض ايران وقف نشاطها النووي والدفاع عنه وتشديد الممثل الاميركي على «خطورة» ذلك النشاط.

وبينما كانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد افتتحت المنتدى يوم الثلاثاء الماضي بخطاب عن السياسة الخارجية الاميركية وتأكيدها على استعداد بلادها التحدث مع ايران في حال تخليها عن نشاطها النووي، كانت كلمة الختام لآخر جلسة رسمية أمس لمتقي. وبعد الحديث بالفارسية في جلسة مطولة كرر متقي «حق ايران في الطاقة النووية»، قرر فجأة التحدث مباشرة بالانجليزية قائلاً: «لقد اظهرت استخباراتهم نفسها ان ايران لا تسعى للحصول على اسلحة» نووية. وأضاف: «على بوش ان يكون صريحاً مع شعبه، يمكنهم القول اننا خلال السنوات الخمس كانت لدينا شكوك ولكن وكالاتنا الاستخباراتية تقولة انه لا يوجد خوف من قدرات ايران النووية». وتحدث بلهجة منفعلة عن العقوبات المرتقبة ضد ايران «انهم يحاولون التغطية على خطاهم الخاطئة الماضية ودفع العقوبات قبل تقرير (رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية) محمد البرادعي في مارس (اذار) المقبل.