السعودية تتسلم 72 مقاتلة تايفون العام المقبل.. ولا نقاشات حول صفقة عسكرية أميركية

تجمّع عسكري وبيئي في الرياض لمناقشة خطر «الأسبستوس» على الإنسان والبيئة

TT

أعلنت السعودية أمس، على لسان الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، أنها ستتسلم 72 مقاتلة من طراز تايفون العام المقبل، في إطار الصفقة التي وقِّعت بين حكومتي الرياض ولندن العام المنصرم. وأوضح الأمير خالد بن سلطان، حينما سئل عن وقت تسلّم المقاتلات الأوروبية التي تم الاتفاق بشأنها أخيرا، انها «ستصل إلينا العام المقبل».

وتبلغ قيمة صفقة مقاتلات التايفون التي أعلن عن توقيعها في سبتمبر (أيلول) العام المنصرم، 4.43 مليار جنيه استرليني (8 مليارات دولار أميركي). وتأتي هذه الصفقة ضمن وثيقة التفاهم التي وقعت بين الرياض ولندن في الأول من أغسطس (آب) 2006، لتطوير القوات المسلحة السعودية، ضمن العلاقات الدفاعية التي تربط البلدين، والرامية إلى نقل وتوطين التقنية، والاستثمار في مجال الصناعات الدفاعية داخل السعودية، وتدريب وتأهيل سعوديين في مجال الطيران.

وردا على سؤال لـ «الشرق الأوسط» حول الصفقة العسكرية الأميركية التي أثيرت معلومات بشأنها خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للسعودية، قال الأمير خالد بن سلطان انه «لم تكن هناك مناقشات مع الجانب الأميركي في شأن أي صفقة».

وجاءت تصريحات الأمير خالد بن سلطان تلك، على هامش حضوره لندوة عن «أضرار مادة الأسبستوس والتخلص الآمن منها»، والتي تعقد برعاية ولي العهد السعودي في العاصمة الرياض.

والأسبستوس معدن ليفي الشكل، يوجد بكميات وافرة في الأرض، وهو «مادة موجودة في الطبيعة»، وتشمل الاستخدامات الصناعية له في السابق «عزل الأنظمة الحرارية للأنابيب والمراجل ومواد الخرسانة وبلاط الأرضيات».

ولهذه المادة علاقة بمرض «الأسبستية»، حيث يسبب فتاق أنسجة الرئة وخفض مقدرتها على أخذ الأوكسجين، كذلك سرطان الرئة، وورم بطانة الرئة.

وتحاول السعودية جاهدة، التخلص من مادة الأسبستوس، التي أثبتت الدراسات العلمية ضررها على الإنسان والبيئة، حيث أصدر مجلس الوزراء السعودي قرارين يقضيان «بإيقاف استخدام الأسبستوس ومنع وضعه في المواصفات ومنع استيراده وتصديره وتصنيعه وكذلك باستبدال مادة الاسبستوس الموجودة بالمباني وشبكات المياه والتخلص منها واستمرار الدراسات اللازمة حول هذه المادة لخطورتها صحياً وبيئياً». وكانت الإدارة العامة للأشغال العسكرية بوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، في مقدمة الجهات التي بدأت في تفعيل قراري مجلس الوزراء، حيث نفذت عدداً من مشاريع التخلص من مادة الأسبستوس ويجري تنفيذ عدد آخر منها حالياً.

وأكد الأمير خالد بن سلطان أن وزارة الدفاع والطيران بتوجيهات من ولي العهد «عملت منذ أكثر من 6 أو 7 سنوات على التخلص من هذه المادة في كل المنشآت العسكرية التابعة للوزارة». وقال: «لقد أنهينا إزالة مادة الأسبستوس في كل المنشآت العسكرية الواقعة في شرورة والمنطقة الجنوبية»، فيما لفت إلى ان العمل لا يزال جارياً لتخليص كافة المعسكرات من هذه المادة، التي وصفها في كلمة له بـ «الخطر الذي يهدد البيئة والإنسان معا».

وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الرياض تجمعا عسكريا وبيئيا وعلميا، لمناقشة خطر مادة الأسبستوس، حيث تعقد الندوة بتنظيم من الإدارة العامة للأشغال العسكرية بوزارة الدفاع والطيران بالتعاون مع جامعة الملك سعود والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمشاركة جميع القطاعات ذات العلاقة.

وأكد خالد بن سلطان أن موضوع هذا الخطر يلزم التعامل معه بـ «حرص واع، وتخطيط سليم، وتشريع حازم». وقال إن القيادة السياسية السعودية انبرت لخطر مادة الأسبستوس بإصدار قرارات بحظر استيراده والتخلص من الموجود منه.

وفيما ينتظر أن تخرج الندوة الأولى من نوعها بتوصيات اليوم، دعا مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية إلى أن «تنتهي الندوة بتوصيات محددة، وخطة عمل محكمة واضحة المعالم، تسهل على أجهزة الدولة كافة ما ينبغي لها الاضطلاع به» في شأن إجراءات مكافحة مادة الأسبستوس.