أبو الغيط: الحدود المصرية لها حرمة واستفزازات بعض الفلسطينيين لقواتنا يجب أن تتوقف

كشف عن دعوة بعض قادة حماس للحضور إلى القاهرة بشكل عاجل لبحث الموقف

TT

في اجتماع وزاري مصغر حضره رئيس الحكومة ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيس جهاز المخابرات ناقش الرئيس المصري حسني مبارك مع وزرائه التطورات على الحدود المصرية مع قطاع غزة، في ضوء المستجدات على الأرض، وفي ضوء التداعيات المحلية والإقليمية والدولية، لفتح حدود مصر مع قطاع غزة لمدة ثلاثة أيام، ومحاولة فتحها مرة أخرى، وجهود الشرطة المصرية لسد الثغرات في الجدار الحدودي. وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للصحافيين عقب الاجتماع «أنه تم مناقشة الوضع على الحدود المصرية الفلسطينية وكذلك الوضع في غزة، والموقف بين غزة وإسرائيل»، مؤكداً «أن الاجتماع أسفر عن عدة نتائج مفادها أساسا مسؤولية إسرائيل عن تدهور الأوضاع في قطاع غزة وكذلك مسؤوليتها عن استمرار إرسال كافة المواد الغذائية المكلفة بها من قبل المجتمع الدولي وإمدادات الكهرباء والكيروسين واستمرار التجارة بين البلدين ».

وكشف أبو الغيط عن توجيه القاهرة دعوات لبعض قيادات حماس للحضور إلى القاهرة بشكل عاجل لبحث هذه المسائل كلها، وستكون هناك أيضاً دعوة للقيادة الفلسطينية كل على حدة وذلك بغرض بحث تنفيذ الإجراءات الخاصة بالمعبر حسب الاتفاق الدولي السابق توقيعه بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والجانب الأوروبي، مشيرا إلى أن مصر ستجري كذلك اتصالات مع الأطراف الأخرى غير الجانب الفلسطيني لتنفيذ هذا الاتفاق مثل الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وذلك للتركيز حاليا على إعادة تشغيل المعبر حسب القواعد التي كانت حاكمة له يوم 15 يونيو (حزيران) عام 2007 أي في الموعد السابق لانفجار الوضع في غزة وسيطرة حماس على الأراضي .

وأكد أبو الغيط وجود رغبة مصرية لضبط الحدود بحيث تنظم العلاقة من دخول وخروج أبناء الشعب الفلسطيني وكذلك هناك سعي مصري نشط من أجل التوصل إلى إعادة الترتيبات التي كانت موضوعة وموجودة بين مصر وقطاع غزة حتى 15 يونيو من عام 2007، أي تشغيل المنفذ حسب الاتفاق السابق وجوده وهذا يستدعي عملا مصريا مع الاتحاد الأوروبي ومع الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني ممثلا سواء في السلطة الفلسطينية الشرعية التي عليها التواجد على المعبر أو حماس التي تسيطر قواتها حاليا على خط الحدود .

وقال أبو الغيط: «إن القرار المصري كان دائما هو استيعاب أبناء غزة وتسهيل الحياة عليهم ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا هو القرار المصري الذي تم اتخاذه منذ عدة أيام وما زالت مصر تتمسك به، لكن مصر لاحظت في اليومين الأخيرين بعض التصرفات من جانب عناصر وجماعات فلسطينية من الذين عبروا الحدود تمثلت في استفزازات لأفراد الأمن المصري، مؤكدا أن هناك خسائر في القوات المصرية الموجودة على الحدود نتيجة هذه التصرفات للعناصر الفلسطينية، مشيراً إلى «إصابة من 10 إلى 12 فردا من قوات الأمن المركزي، وحوالي 26 فردا من قوات حرس الحدود بالإضافة إلى ضابطين بدرجة عالية»، وقال «إن بعض الجرحى الذين يعالجون حاليا بالمستشفيات حالتهم حرجة قد تصل إلى فقدان الحياة».

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن هذا الموضوع والاستفزازات يثير القلق ويجب أن ينتبه الإخوة الفلسطينيون إلى أن الرغبة المصرية في الاستضافة والإعاشة وتسهيل الحياة لا يجب أن يتطرق أو يصل إلى تهديد الحياة لأبناء القوات المصرية.

وحول الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر التئامه اليوم، قال أبو الغيط إن هذا الاجتماع يعقد في ظل ظروف هامة وحساسة سواء فيما يتعلق بالوضع اللبناني أو الوضع الفلسطيني أخذا في الاعتبار «أن هذا الاجتماع ينصب أساسا على الوضع اللبناني حيث نعلم جميعا أن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى تم تكليفه من الاجتماع الوزاري الطارئ منذ عدة أسابيع بالذهاب بمبادرة عربية خاصة بلبنان وسوف يقدم تقريرا للوزراء ليقرروا النهج الممكن المضي فيه».

وأضاف أبو الغيط قائلاً «إنني أتصور أن المجموعة العربية أو الوزراء العرب سيصدرون قراراً جديداً لتوضيح بعض الجوانب التي ربما تكون قد خفت عن المبادرة العربية، وأكد أنه سيتم بحث الوضع الفلسطيني خلال الاجتماع وسوف نتحدث عن الرؤية المصرية وفى هذا الإطار.

وحول التحرك العربي الحالي في مجلس الأمن بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية قال أبو الغيط أن اجتماع وزراء الخارجية العرب سيناقش الوضع بين غزة وإسرائيل والوضع على الحدود معربا عن ثقته في أن الاجتماع سيعاود تحميل إسرائيل مسؤولية ما حدث فهي التي صعدت هذا العقاب الجماعي الذي دفع بعشرات بل مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني للعبور إلى مصر وتحطيم الحواجز.

من ناحية أخرى أكد أبو الغيط ثقته أن الجميع سيتفهم حاجة مصر لوضع خط الحدود مرة أخرى قائلاً «إن الحدود المصرية لها حرمة». وعما إذا كانت اعتداءات بعض الملثمين الفلسطينيين على أفراد الأمن المصري هو محاولة للزج بمصر في الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية لم يستبعد أبو الغيط ذلك وقال «إن القوات المصرية سواء حرس الحدود أو الأمن المركزي تتمسك بضبط النفس تجاه هذه الاستفزازات التي يجب التوقف عنها لأن استمرارها يحمل الكثير من الأخطار».

وحول جهود مصر لاستئناف الحوار بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس قال أبو الغيط «اننا ندعو الطرفين إلى الجلوس وبحث المشاكل بعد الترتيب المناسب الذي يقع في تقديري على حماس».