توفي في العاصمة الأردنية عمان مساء أمس الدكتور جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأحد أعمدة المقاومة الفلسطينية في ستينات وسبعينات القرن الماضي. وكان حبش البالغ من العمر ثلاثة وثمانين عاما، قد أدخل في الأسبوع الماضي إلى المستشفى في الأردن حيث يقيم منذ سنوات، بعد تدهور صحته. ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) الفقيد في بيان رسمي نقلته وكالة الانباء الفلسطينية «وفا»، التي ذكرت أن عباس أعلن الحداد في مناطق السلطة الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام. كما أصدر اوامره بتنكيس الاعلام في جميع المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمدة ثلاثة أيام حدادا على رحيل القائد الفلسطيني الكبير. وسوف «يتقبّل الرئيس التعازي في وفاة حبش اليوم، في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، ما بين الساعة السادسة مساء حتى الثامنة».
ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جورج حبش في بيان اصدرته في رام الله. وأشادت بمناقب «الشهيد الكبير الذي أفنى عمره وفكره في خدمة الشعب والثورة، وواكب أصعب المراحل في حياة الشعب (الفلسطيني) مشاركا في كافة معارك الدفاع عن فلسطين وقضيتها وشعبها، وكان له دور بارز في اضطلاع المقاومة الفلسطينية المسلحة وفصائلها الثورية بالمسؤولية المباشرة السياسية والعملية عن مصير الشعب وقضيته». واعتبر البيان رحيل حبش «خسارة لشعبنا وحركته الوطنية ولعموم حركة التحرر العربية والعالمية». ويعتبر جورج حبش الزعيم التاريخي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي ظلت تحتل مكانة التنظيم الفلسطيني الثاني بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بعد حركة فتح، طيلة سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وكان الفقيد الكبير، الذي يطلق عليه رفاقه «الحكيم»، او حكيم الثورة قد تزعم حركة القوميين العرب في خمسينات وستينات القرن الماضي والتي كانت لها امتدادات تنظيمية في عدد من البلدان العربية، وقد احتل لاحقا مكانة بارزة بين صفوف القادة الفلسطينيين الكبار.