توتر العلاقات بين واشنطن والخرطوم بسبب تصريحات سفيرها في السودان

اتهم فيها حكومة الخرطوم بعدم المصداقية.. ووصفته بأنه رجل مثير للفتنة

TT

من جديد، توترت العلاقات السودانية الاميركية، واستدعت وزارة الخارجية السودانية امس، القائم بالأعمال الأميركي بالخرطوم البرتو فرنانديز، وابلغته احتجاج الحكومة على ما ورد على لسانه من تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، اتهم فيها الحكومة السودانية بعدم المصداقية، فيما تقول، وان العالم قد فقد فيها الثقة لذلك السبب، ووصفته بأنه رجل مثير للفتنة، قبل ان تعتبر تصريحاته «غير مسؤولة وغير مؤسسة»، بينما دافع الدبلوماسي الاميركي عن تصريحاته بالقول «انها لم يخرج عن اطار سياستنا تجاه السودان».

وقال عبد الباسط السنوسي مدير الادارة الاميركية بوزارة الخارجية في تصريحات صحافية، عقب استدعائه القائم بالاعمال الاميركي، انه ابلاغ الأخير بأن مثل هذه التصريحات تعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي للسودان وتعوق سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وجهود التسوية الجارية لعملية السلام في دارفور، كما ان هذه التصريحات لا تساعد في استمرار الحوار بين البلدين. واضاف السنوسي انه تم التأكيد للقائم بالأعمال الاميركي، بأن سياسة بلاده تجاه السودان تنبني على مواقف لا تساعد على تحسين العلاقات بين البلدين، لاستمرارها في فرض العقوبات ضد السودان، وتعيين مبعوثين للسودان ذوي خلفيات ومواقف غير محايدة تجاه البلاد. وذكر انه ابلغ القائم بالأعمال الأميركي ان الرئاسة السودانية لها الحق السيادي الكامل في تعيين من تختاره لشغل أي موقع دستوري وفق مصلحة البلاد العليا، وان هذا امر يخص السودان، وليس من حق الولايات المتحدة او اي جهة أجنبية اخرى الاعتراض عليه، وذلك في اشارة الى تعيين موسى هلال المعروف بأنه قائد ميليشيات الجنجويد المرعبة في دارفور، مستشارا بديوان الحكم الاتحادي، وما ورد من اعتراض للمكتب الصحافي للخارجية الاميركية بتعيينه في منصب المستشار، وهو محظور في الولايات المتحدة الأميركية. وكانت وزارة الخارجية السودانية، قد ردت بعنف في بيان رسمي اصدرته اول من امس، على تصريحات فرنانديز التي قال فيها ان الجميع فقدوا الثقة بالحكومة، وقالت الخارجية ان التصريحات تدخل سافر في الشؤون الداخلية، وغير مؤسسة، وغير مسؤولة، وذكر البيان ان الدولة تعي مسؤولياتها، وليست بحاجة لأفكاره ورؤاه ونصائحه غير المستبصرة، ورفض خوض فرنانديز في قضايا سير اتفاقية السلام، وجهود التسوية الجارية في دارفور، وعملية حفظ السلام التي تقودها قوات يوناميد. واعتبر البيان، ان ما يقوم به الدبلوماسي الاميركي يتنافى ودوره الدبلوماسي المنوط به، تعزيز وتطوير العلاقات بين السودان والولايات المتحدة، قبل ان يستهجن التصريحات «الغريبة والمضللة، التي أدلى بها القائم بالأعمال الأميركي لوكالة رويترز وتناقلتها الصحف».

وحذر البيان، القائم بالأعمال الأميركي من الخوض في قضية النزاع بين الشمال والجنوب، حول منطقة ابيي الغنية بالنفط على النحو الذي أورده، والذي لا يخلو من غرض بتشكيكه في مؤسسة الرئاسة، قائلا «إن إحالة قضية ابيي للرئاسة هل سيعنى هذا حلا حقيقيا، أم ستدفن بالرئاسة مثلما حدث في فترة العامين ونصف الماضية».