قوى الأكثرية البرلمانية تعتبر اغتيال ضابط قوى الأمن «استهدافا لمقومات الدولة»

استنكار لبناني واسع للجريمة وحزب الله يطالب بـ«تحقيقات جدية»

TT

تواصلت أمس في لبنان بيانات وخطابات الاستنكار للتفجير، الذي أودى بحياة أحد ضباط فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي النقيب وسام عيد ومرافقه أسامة مرعب وثلاثة مدنيين.

وقد شن نواب الأكثرية حملة عنيفة على المعارضة، وتحديدا على حزب الله، فقد رأى النائب انطوان اندراوس انه «لم يعد من الجائز السكوت والتغاضي عن السياسة الأمنية والاستخباراتية التي ينتهجها حزب الله». في المقابل، طالب أحد نواب حزب الله الدولة بـ«تحقيقات جدية» فيما اعتبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ان التفجير «يصب في مصلحة الانقسام الوطني».

وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد اتصل بأهالي الشهداء معزيا، وأكد «عزم الدولة اللبنانية على الاستمرار في ملاحقة المجرمين الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة التي تأتي كواحدة من سلسلة جرائم هدفها تدمير مؤسسات الدولة الأمنية، وإحباط آمال المواطنين».

وقال: «المجرمون الذين قرروا استهداف لبنان وتقويض مؤسساته وضرب استقلاله وخنق حرياته، وإفشال نظامه الديمقراطي وتحطيم معنويات شعبه، مستمرون في إجرامهم والشعب اللبناني لا يستطيع التراجع أو التخاذل، فقد أصبح بقاء لبنان على المحك». من جهته، اعتبر النائب رعد ان «ما يحصل من تفجيرات متنقلة هنا وهناك، انما بسبب الانكشاف السياسي الموجود في البلاد، والذي يفتح ثغرة من اجل ان يتسلل المغرضون او الحاقدون او اعداء هذا الوطن، ليؤكدوا الانقسام خصوصا اذا وجدوا ان التوظيفات السياسية التي تحصل بعد كل تفجير هي توظيفات في وادٍ آخر غير الوادي الذي حفر به من مارس التفجير. من يقوم بالتفجير يقصد اهدافا تصب في مصلحة مخططه الارهابي، وفي مصلحة تعزيز الانقسام الوطني في لبنان. للاسف ان بعض التوظيفات تتوافق مع اهداف المفجر والمخرب الذي يقوم بهذه الممارسات التخريبية».

كذلك، اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله «ان التفجيرات التي تستهدف الأجهزة الأمنية، انما تستهدف استقرار البلاد وامنها والسلم الاهلي فيها». وطالب بـ«إجراء تحقيقات جدية وسريعة حتى يطمئن اللبنانيون الى أمنهم». وأضاف: «يبدو ان البلاد باتت مكشوفة سياسيا عبر التدخلات الخارجية واقتصاديا من خلال الأزمة الاقتصادية المستعصية، التي تتعامل معها السلطة بآذان صمّاء.. وأيضا نحن امام انكشاف امني جراء التفجيرات الأمنية التي لا أحد من المعنيين يقول للناس من يقف وراءها».

في المقابل، رأى النائب اندراوس في بيان، انه «لم يعد من الجائز السكوت والتغاضي عن السياسة الأمنية والاستخباراتية التي ينتهجها حزب الله، الذي يعيش في كنف دويلته من دون رادع ووازع. وقد تمادى هذا الحزب الالهي حتى اصبح يملك ترسانة من الصواريخ، وكل انواع الأسلحة الى المال الحلال، فباتت مقومات دويلته متكاملة بدعم ايراني وسوري». وسأل: «الى متى سيبقى حزب الله يحتضن ادوات القتل والاجرام والاغتيالات التي تطال قيادات سياسية واعلامية وفكرية من قوى الرابع عشر من اذار، اضافة الى خيرة ضباطنا من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي؟ فهل المربعات الامنية للحزب اضحت ملجأ آمنا للقتلى والمجرمين؟ انما للاسف ومن خلال السياسة التي يمارسها حزب ولاية الفقيه، بتنا نشك بذلك». وأضاف: «انما قد خيب الحليف العوني آمال حزب الله وتطلعاته ان المواطن المسيحي لم ولن يشارك في احراق بلده كرمى لسورية وايران. ولن يكون اداة طيعة في يد (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله الذي يأخذ العماد ميشال عون متراسا وغطاء مسيحيا لتنفيذ سياساته».

وأعلن السفير الايراني في بيروت محمد رضا شيباني عقب لقائه رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص، إدانة بلاده الانفجار «الارهابي والدموي». ورأى النائب بطرس حرب أنه «لم يعد من خيمة فوق رأس أحد بعد الاغتيالات والاستهدافات التي نراها تضرب اللبنانيين». واعتبر أن «ذلك يهدف لضرب الدولة اللبنانية والنظام». وقال في حديث اذاعي: «الأكثرية في لبنان تمارس دورها بشكل ديمقراطي، تقابلها أداة قتل وتدمير وشّل البلاد. فالدعم الدولي السياسي للأكثرية، يقابله دعم عسكري ومالي تدميري. دعم تواكبه الاغتيالات التي تطال الأكثرية». واعتبر انه «لا يكفي أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية أنها تضغط على سورية عبر قرارات تتضمن عقوبات شبيهة بتجميد أموال بعض المسؤولين السوريين، إذ نسأل ما هي فعالية قرارات إعلامية كهذه؟».

ورأى النائب سمير فرنجية (قوى الاكثرية) أن «استهداف الشهيد وسام عيد، يندرج في إطار السياسة الرامية إلى تهديم مؤسسات الجمهورية اللبنانية بشتى الأساليب والوسائل..»، واعتبر «أن لا إمكان لوقف المسلسل الإجرامي، إلا من خلال تسمية الأمور بأسمائها وفي الاعتماد على أنفسنا في مواجهة هذا الإرهاب المتمادي، خصوصا أن إمكان التغلب على هذا الوضع محسوم والمسألة هي مسألة وقت لا أكثر».