الفلوجة ترفض رفع العلم الجديد وسط تهديدات بالتمرد عليه

العليان: التغيير تآمر على العراق > نائب كردي: المعارضون يعرقلون كل القوانين

TT

جوبه قرار البرلمان العراقي اعتماد علم مؤقت بإسقاط النجوم الثلاثة، التي ترمز للوحدة الثلاثية السابقة بين العراق ومصر وسورية، من العلم الحالي وكتابة عبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي بدلا من تلك التي خطها الرئيس السابق صدام حسين بيده، برفض الهيئات الدينية والسياسية المعارضة للائتلاف الشيعي ـ الكردي الحاكم، فيما أعلن قائممقام الفلوجة أنه لن يرفعه.

وقال النائب خلف العليان القيادي في جبهة التوافق العراقية في تصريح لـ«الشرق الاوسط» إن تغيير العلم هو استهداف لعروبة العراق وانتمائه لمحيطه العربي؛ فالنجوم الثلاث التي تمثل الدليل القاطع لعروبة العراق تم حذفها من قبل جهات تستهدف اخراج العراق من محيطه العربي. وأضاف رئيس جبهة الحوار الوطني أحد المكونات الرئيسة لجبهة التوافق، ثالث اكبر كتلة برلمانية في العراق «ان هذه النجوم لم يتم اقرارها في زمن صدام وانما تم اقرارها في زمن الوحدة العربية بين العراق ومصر وسورية، وكان الأجدر تغيير دلالات هذه النجوم فقط وليس رفعها من العلم».

وتابع العليان «أن مسألة تغيير العلم عملية مستنكرة من قبلنا، وهو تآمر على العراق والأمة العربية، وان مسألة العلم لا تخص طائفة معينة وانما يمثل القومية العربية في العراق التي تشكل نسبة (84%) من مجموع الشعب العراقي»، مشيرا الى ان «هناك جهات معروفة تحاول سلخ العراق عن محيطه العربي». كما أشار الى ما وصفه بـ«إغراءات وضغوطات كبيرة» مارسها الحزبان الكرديان الرئيسان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على جهات كثيرة لإقرار هذه الصيغة للعلم الجديد، تمهيدا لرفعه خلال مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب المقرر ان تستضيفه أربيل في العاشر من مارس (آذار). وتساءل العليان  «ألا يستطيع الاخوة الكرد رفع العلم العراقي ليوم واحد في مؤتمر البرلمانيين العرب وبعدها ينزلونه، من أجل عدم اثارة زوابع ومشاكل جديدة نحن في غنى عنها في الوقت الحاضر، لذا فأنا أرى أن لا يقام هذا المؤتمر في أربيل فاما ان يعقد في بغداد او يلغى من أصله». من جانبه، انتقد رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك في تصريح صحافي مجلس النواب لتخليه عن العلم العراقي الحالي، قائلا «ان العلم الجديد لا يكرس البعد الوطني، وإنه قد يؤدي إلى زيادة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، لأنه ينم عن عداء حقيقي لكل ما هو وطني وعروبي». واعتبر ان الاقدام على هذا الامر قد يلحق الضرر بالعراقيين والأميركيين على حد سواء، محذرا من تمرد عراقي يتمثل في رفع العلم الأصلي، في المناطق التي سبقت وان رفضت العلم الذي أريد إقراره في زمن مجلس الحكم. وفي هذا السياق، قالت قناة الحرة التلفزيونية المدعومة من الولايات المتحدة ان مجلسا محليا في محافظة الأنبار ومجلس الصحوة في المحافظة، رفضا رفع العلم المعدل. وفيما لم يتسن الاتصال بمسؤولين من مجلس المحافظة للتعقيب، فان مسؤولين في الفلوجة، وهي احدى المدن الرئيسة بالمحافظة، أعربوا عن معارضتهم للعلم الجديد. وقال قائممقام الفلوجة سعد رشيد لوكالة رويترز «انها كارثة»، مشيرا الى انه يستخدم العلم القديم في مكتبه وفي منزله، وأضاف انه لن يرفع العلم الجديد إلا اذا قرر مجلس الأنبار ذلك.

إلا ان النائب خالد شواني عن كتلة التحالف الكردستاني قلل من اهمية هذه الاعتراضات والتهديدات، قائلا «القوى التي رفضت تغيير العلم هي دائما ترفض وتعرقل مشاريع القوانين المطروحة في مجلس النواب والتي تهم وتخدم مصالح الشعب العراقي»، مؤكدا أن العلم المؤقت يحظى بقبول الاغلبية الساحقة من نواب الشعب في البرلمان. وأضاف عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب «الشعب العراقي سيقبل بهذا التغيير وفقا للنظام الديمقراطي، ومن حق المعترضين الذين يمثلون الأقلية من الشعب رفضه، وليس من العدل والإنصاف الرضوخ لمطالب الاقلية وتجاهل الاكثرية».

وأوضح النائب الكردي أن تغيير العلم تم بموجب قانون وعلى جميع الجهات والقوى السياسية الالتزام بسلطة القانون، مؤكدا أنه سيتم المصادقة من قبل رئاسة الجمهورية على هذا القانون خلال الايام القليلة القادمة ليتم رفعه فوق المؤسسات الدستورية في كافة أنحاء البلاد.