رمضان والحج يعيدان تشكيل معادلة السياحة في دول الخليج خلال الـ 10 سنوات المقبلة

الأماكن المقدسة والمصايف ومدن السواحل تستحوذ على النصيب الأكبر من كعكة السياحة السعودية.. ومصر تستقطبهم خارجيا

TT

تشهد السعودية ودول الخليج خلال السنوات العشر المقبلة بدءا من العام الحالي، تغييرات في مواعيد الاجازة الصيفية التي تعد الموسم السياحي الأهم والأطول لدى الخليجيين تحديدا، إذ سيحل شهر رمضان خلال أشهر الاجازة الدراسية لمدة عقد، كما سيحل موسم الحج خلال أشهر الصيف لمدة عامين، وذلك في السنتين الاخيرتين من التقويم الخاص بالاجازات خلال العقد المقبل، وهو ما يعني انقلابا في حياة غالبية السكان. إذ بعد حوالي عقود اعتاد فيها السعوديون ومعهم الخليجيون نمطا معينا في قضاء الاجازة واستثمارها داخليا وخارجيا، وهو ما دفع الكثير منهم الى وضع خطط وبرامج جديدة لاستثمار هذه الاجازة، واضعين في اعتبارهم خصوصية رمضان، والبحث عن محطات داخلية وخارجية للسياحة فيها هربا من حرارة الأجواء اللاهبة التي ستكون سمة الاجازة خلال هذه الفترة من دون الاخلال بالاجواء الروحانية لشهري الصوم والحج.

ويبدو أن صرف 27 مليار دولار كشف عنها تقرير للأمم المتحدة لقياس مؤشرات السياحة العالمية صدر العام قبل الماضي ستتغير وجهتها، إذ أشار التقرير إلى أن هذه المبالغ تتسرب خارج الخليج بحجة السياحة مما يطرح تساؤلات عن مبررات عدم قدرة دول مجلس التعاون ومن ضمنها السعودية على جذب هذه المليارات أو بعضها ليتم انفاقها وتدويرها داخل محيط المنطقة، خصوصا أن التجارب أثبتت أن السياحة الداخلية أكثر أمانا واطمئنانا، بل أقل تكلفة من الناحية المادية على عكس ما يروجه كثيرون من ارتفاع أسعار السياحة الداخلية.

ومع أن الدراسات التفصيلية التي أُجريت عن اوضاع السوق السياحي في السعودية، اشارت الى ان 74 في المائة من السعوديين يخططون للسفر سنويا الى الخارج مقابل 25 في المائة فقط يفضلون السياحة الداخلية، الا ان خبراء ومختصين في قطاع السفر والسياحة التقتهم «الشرق الأوسط» لاستطلاع آرائهم حول تأثير التغيرات التي ستطرأ على نظام الاجازات الدراسية الصيفية خلال عقد بدءا من العام الحالي يحل فيها شهرا رمضان والحج، أكدوا ان السياحة الداخلية ستشهد في ظل هذه التغيرات انتعاشا لافتا. في حين ستتراجع السياحة الخارجية، نظرا لخصوصية الموسمين الدينيين رمضان والحج لدى المسلمين ورغبة الخليجيين في قضاء ايامهما داخل أوطانهم، اضافة الى ارتفاع فاتورة السياحة الخارجية التي قدر الخبراء حجم الانفاق السياحي فيها العام الماضي للسعوديين بأكثر من 40 مليار ريال (10.6 مليار دولار)، مقارنة بـ 32 مليار ريال (8.5 مليار دولار) في العام الذي قبله. كما توقع المختصون ان يرتفع حجم الانفاق على السياحة الداخلية الى 100 مليار ريال ( 26.6 مليار دولار) خلال العقد المقبل وان يصل عدد السياح في الداخل الى 13.5 مليون سائح في الفترة ذاتها.

وطالب هؤلاء المختصون معالجة القصور الملحوظ في الخدمات في المواقع السياحية لا سيما على صعيد البنية التحتية الخدماتية والأسعار في أماكن النزل والترفيه وتطوير وسائل النقل، اضافة الى اهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، خصوصا ان السياحة ترتبط بحوالي 70 نشاطا آخر في قطاعات مختلفة، مع ضرورة تحفيز البيئة لجذب الاستثمارات السياحية، إذ عولوا في ذلك على الهيئة العليا للسياحة التي اطلقت برامج وأنشطة ساهمت في انتعاش القطاع السياحي المحلي ليحقق نموا وصل الى 9 في المائة العام الماضي، وبلغت مصروفاته في الربع الثالث من عام 2007 حوالي 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار).

ويرى الدكتور ناصر بن عقيل الطيار رئيس شركات مجموعة الطيار للسفر والسياحة أن صيف هذا العام 2008 سيكون صيفاً مختلفاً عن المواسم السابقة إذ يحل شهر رمضان الكريم ضمن الاجازة الصيفية ويستمر لمدة عشر سنوات أي إلى عام 2018 وهذا الواقع الجديد سيساهم في زيادة الإقبال على السياحة الداخلية.

وتوقع الطيار ان تحظى مدن الطائف وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة بالنصيب الأكبر من هذا الإقبال وبنسبة تصل إلى 70 في المائة من حجم السياحة الداخلية مذكرا بأن هذه المدن حظيت الموسم الماضي بحصة في هذا القطاع وصلت إلى اكثر من 40 في المائة. إلا أن الطيار أبدى أسفه لعدم استشعار القائمين على المنشآت والصناعة السياحية لهذا الحدث الذي سيستمر طيلة العقد المقبل اعتبارا من العام الجاري، وقال: من خلال قراءتي للتغييرات التي ستطرأ على خريطة السياحة في بلادنا بسبب نظام الإجازات الدراسية الجديد خلال السنوات العشر المقبلة لم أر في الأفق ما يوحي بقيام أية جهة لها علاقة بالسياحة وتنميتها في الوطن بالتحرك والاستعداد لهذه التغييرات التي ستطرأ على قطاع السياحة الداخلي بسبب وقوع شهر رمضان ضمن الإجازة الصيفية، بل يمكن القول إن القائمين على المنشآت السياحية والخدمات الأرضية ليس لديهم علم بما سيكون عليه الوضع، ولم يرتبوا أوضاعهم أو يضعوا خططاً لمواجهة هذه النقلة والاستعداد المبكر للتعامل معها.

وأوضح أن الموسم يتطلب من وزارة الحج أن تضع برنامجاً تراعي فيه الأعداد الكبيرة من المعتمرين الدوليين الذين يتوقع أن يتضاعفوا ولو جاء ذلك على حساب تخفيض أعدادهم، كما يتطلب الأمر من الهيئة العليا للسياحة أن تنظم لقاءات مع أصحاب المنشآت السياحية ومقدمي الخدمات من فنادق أو شقق أو شركات تأجير المركبات أو أصحاب المنتجعات السياحية والمهرجانات وغيرها إضافة إلى تنظيم لقاءات مع شركات الطيران الداخلية ووكالات السفر والسياحة لوضع تصور للتعامل مع هذا الحدث الجديد.

ويتطلب من الهيئة أيضا القيام بحملات تثقيف لكل من له صلة بالقطاع السياحي المحلي الذي يسجل نمواً سنويا يصل إلى 12 في المائة وتحقيق دخل يلامس الـ70 مليار ريال (18.6 مليار دولار)، كما أن عدد الرحلات الداخلية يصل إلى حوالي 70 مليون رحلة سنوية اكثرها رحلات العمرة والزيارة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بالاضافة إلى زيارة الأقارب بين مدن السعودية وتصل إلى أكثر من تسعة ملايين رحلة، وكل هذا يحتاج إلى عمل وجهد كبيرين لمواجهة هذا الحدث الذي يسجل لأول مرة في تاريخ القطاع السياحي.

وتوقع رئيس شركات مجموعة الطيار للسفر والسياحة ان يزداد عدد السياح المحليين في ظل هذا الوضع الجديد إلى 11.5 مليون سائح، كما توقع أن يؤثر ذلك على السياحة الخارجية لدى السعوديين حيث لا يفضل السائح المحلي السفر إلى الخارج في شهر (الصوم).

وزاد بالقول إن ارتفاع درجة الحرارة في كثير من المدن السعودية وعدم توفر الأماكن من فنادق وشقق وغيرها من الخدمات في المصايف والمناطق السياحية المحلية سيجبر البعض على السفر للخارج وستكون مصر محطة هامة وأولى للسعوديين.

وأضاف أن لبنان سيكون محطة أخرى للسائح السعودي وهو أمر مرهون باستقرار الأحوال فيها، كما ستجد كل من الأردن وسورية وتركيا إقبالا من السعوديين لقضاء الإجازة الصيفية فيها، في حين ستختفي دبي من خريطة السياحة التي ينشدها السعوديون لعوامل تتعلق بطقسها الحار والرطوبة العالية اضافة إلى الغلاء الفاحش في أسعار الإقامة، كما أن ماليزيا وهي محطة سياحية للسعوديين لن تجد ذات الإقبال عليها كما هو في السنوات الماضية بسبب رمضان وبعدها الجغرافي.

وشدد الطيار على أن الناس اعتادوا ان يكون موسم الصيف طويلاً ومعه يتوزع السائحون إلى محطات مختلفة، أما الوضع خلال العقد المقبل اعتباراً من هذا العام فإن الموسم سيكون خلال شهري يوليو وأغسطس (تموز وآب) في حين سيكون شهر سبتمبر (أيلول) موافقاً لشهر رمضان وستكون نهاية الإجازة الصيفية في اكتوبر (تشرين الأول) أي أن الإقبال على السفر للخارج سيكون محصوراً في شهري يوليو وأغسطس، وعلى السفر الداخلي خلال شهر سبتمبر، كما سيكون الأسبوعان اللذان يعقبان عيد الفطر فرصة للسفر إلى الخارج لمن لم يستطع السفر خلال الفترة التي تسبق رمضان. واستبعد الطيار أن يشهد الموسم الجديد اقبالا على السفر للخارج متوقعا عدم حدوث نمو في هذا القطاع، حيث سيبلغ اعداد المسافرين للخارج نفس اعدادهم العام الماضي. ورأى أن التعامل مع الواقع الجديد للسياحة يتطلب تخطيطاً يعتمد على دراسة السوق ووضع البرامج باسلوب عصري بعيدا عن الارتجالية والعشوائية داعيا في هذا الصدد جميع الجهات التي لها علاقة بالسياحة المحلية بسرعة التحرك ووضع البرامج والخطط اللازمة لمواجهة الواقع الجديد من أجل تنمية سياحية محلية جاذبة والقضاء على أي قصور في هذا الجانب.

واعتبر الطيار أن وجود جمعيات لمقدمي الخدمات وإقرار أنظمة وقوانين لقطاع السياحة سيساهم في انتعاش السياحة المحلية لافتا إلى أن الهيئة العليا للسياحة لديها خطط ومشاريع متعددة في قطاع السياحة وتحتاج إلى من يشاركها في تحمل مسؤولية النهوض بالقطاع السياحي المحلي والعمل وفق أساليب حديثة ومتطورة كما هو معمول به في الدول التي تملك صناعة سياحية ناجحة بوجود جهات رسمية تنظم هذه الصناعة وأنظمة تحكمها.

وشدد الطيار على أهمية أن تكون السياحة الداخلية حاضرة على مدار العام وليست خلال فترات قصيرة، موضحاً أن الراغب في الاستثمار في هذا القطاع لا يرضى بأن يضخ أموالاً طائلة في إقامة منشآت سياحية تستخدم خلال فترة قصيرة من العام وهذا هو السر في عزوف الكثيرين عن الاستثمار في القطاع السياحي الداخلي والذي يواجه منافسة شرسة من قبل مستثمرين في الدول المجاورة علماً بأن السعوديين ينفقون في السياحة الخارجية ما يقارب 60 مليار ريال (16 مليار دولار) سنوياً.

من جانبه شدد مهيدب بن علي المهيدب رئيس لجنة وكلاء السفر والسياحة، مدير عام الصرح للسياحة والسفر على ان الاجازة الصيفية في الأعوام المقبلة ستكون مختلفة عن العقود الماضية. وزاد المهيدب بالقول ان عطلة صيف هذا العام التي ستحل بعد اشهر ستشهد حلول شهر رمضان في نهايتها على وجه التقريب مما يعني ان السفر الى الخارج سيقتصر على الشهرين الاوليين من الاجازة الصيفية، أي من بدايتها حتى نهاية شهر شعبان، في حين سيحل شهر رمضان في الأعوام المقبلة وسط الاجازة او في بدايتها. ورأي المهيدب ان الاجازات الصيفية خلال عقد من الآن ستكون مختلفة كليا من حيث مدة الاجازة خارج السعودية او من حيث البرامج التي سيختارها المسافرون متوقعا ان يبدأ الموسم السياحي هذا العام مع بداية الاجازة الصيفية مباشرة وينتهي قبل نهاية شهر شعبان وهي مدة لا تزيد عن الشهرين، وقد يسافر البعض بعد عيد الفطر المبارك مباشرة لقضاء ايام محدودة خارج البلاد وقبل بدء الدراسة.

ويتفق المهيدب مع ما ذهب إليه الطيار حيال السياح الذين يحل عليهم شهر الصوم وهم خارج بلادهم، متوقعا أن يكون معظمهم في الدول العربية المجاورة وخاصة مصر التي ستكون محطة اولى ومهمة للسعوديين مرجعا ذلك الى ان الدول العربية وخاصة مصر تتمتع بالاجواء الروحانية المشابهة الى حد كبير اجواء السعودية خلال الشهر الفضيل.

واستبعد ان يكون هناك توجه سياحي كبير الى الدول الاوروبية في المواسم السياحية خلال العقد المقبل خاصة خلال اشهر الصوم، وعلل السبب في ذلك الى عدم توفر البيئات المناسبة للصيام واوجه العبادات المختلفة فضلا عن طول فترات النهار في هذه الدول خلال رمضان مقارنة بالدول العربية حيث ان النهار في بعض الدول الغربية يمتد لما يقرب من 15 ساعة واكثر. واعتبر المهيدب هذا التغيير في المفهوم السياحي فرصة لانتعاش السياحة الداخلية وتوقع في هذا الصدد ارتفاع اعداد السياح الى الداخل ابتداء من هذا العام بنسب كبيرة مع تصاعدها من سنة الى أخرى. ورجح ان تحظى مناطق جنوب السعودية والطائف والباحة بأعداد اكبر من السياح نظرا لاجوائها العليلة ووجود بنى سياحية تساعد على قيام صناعة سياحية مجدية وجاذبة، كما توقع ان تتصاعد اعداد السياح الراغبين قضاء اجازة الصيف في كل من جدة والمنطقة الشرقية رغم حرارة الاجواء وارتفاع نسبة الرطوبة فيهما بسبب احتواء المنطقتين مناطق جذب سياحي لوقوعهما على ساحلين ووجود برامج سياحية لافتة وقرب الاولى من الاماكن المقدسة.

وشدد المهيدب على أهمية ان ترتقي الخدمات السياحية في تلك المناطق للمستوى الذي يتطلع اليه السائح المحلي، وان تكون اسعار الخدمات معقولة كما هي الحال في الدول السياحية المجاورة لضمان استمرار الاقبال على السياحة الداخلية مستقبلا.

وفي ذات السياق أكد عبد الله بن سلمان الجهني نائب أمين عام الهيئة العليا للسياحة للتسويق والاعلام، ان دخول شهر رمضان المبارك في الاجازة الصيفية خلال السنوات المقبلة سيكون له دور كبير في دعم السياحة الداخلية، مشيرا الى ان الهيئة اولت هذا الجانب اهتماما في خططها المستقبلية للسنوات العشر المقبلة.

وقال: لا شك ان لدخول شهر رمضان في الاجازات الصيفية خلال السنوات المقبلة دورا كبيرا في دعم السياحة الوطنية على اعتبار ان معظم المواطنين يفضلون قضاء هذا الشهر داخل الوطن والتمتع بأجوائه الروحانية بين الأهل والأقرباء. وتابع: وهذا من شأنه زيادة الرحلات السياحية في هذا الشهر الكريم مما يسهم في دعم السياحة الأسرية التي توليها الهيئة العليا للسياحة اهتماما بالغا، كما ان لدخول شهر رمضان والحج آثارا وأبعادا أخرى سلبية، حيث سيكون هناك ضغط على قطاعات النقل والايواء، خاصة مع تداخل موسم الاجازات والرحلات السياحية مع مواسم العمرة والحج، وهذا له تأثيره على قطاعي النقل والفنادق وغيرهما.

وأضاف بأن الهيئة وبتوجيه ومتابعة مستمرة من أمينها العام الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وتأكيده الدائم على ان الهيئة تستهدف السائح المحلي في خططها واستراتيجياتها المختلفة تضع الفعاليات والمهرجانات الصيفية في مقدمة اولوياتها لما لها من تأثير كبير ومباشر في دعم السياحة الداخلية، حيث ستشهد السنوات المقبلة بإذن الله اعدادا متزايدة من الفعاليات والخدمات السياحية التي يتم تنفيذها بخطط مدروسة وبالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة في المناطق، حيث اكتسبت اللجان المشرفة على هذه المهرجانات خبرة جيدة من تجاربها السابقة أهلتها للنجاح والتفوق في تنظيم مهرجانات تجاوزت شهرتها المستوى المحلي ونالت اهتمام ومتابعة السياح ووسائل الاعلام.

وأشار الجهني الى ان الهيئة تحرص على ان تكون داعما ومكملا لجهود المناطق في احداث تنمية وحركة سياحية فيها، لأن القناعة التي ينطلق بها العمل وتقوم عليها استراتيجية التنمية السياحية المقرة من الدولة، تؤكد ان السياحة تنبع من المناطق وتنطلق منها، موضحا ان الدور الذي قامت به الهيئة وما زالت يركز على بذل الجهد لتهيئة التنظيمات وتوحيد الجهود مع الجهات ذات العلاقة. وتطرق الجهني إلى ما تقدمه الهيئة من حملات توعوية وتسويقية تستهدف الترويج للسياحة المحلية طوال العام وخلال المواسم وبشكل أكثر تركيزا، سواء من خلال رعايتها ودعمها لعدد من الفعاليات والمهرجانات الصيفية، أو من خلال حملتها الاعلانية والاعلامية الرامية الى دعم السياحة الداخلية والترويج لها والتعريف بأنشطتها وابراز مميزاتها، او من خلال مراكزها ومركز الاتصال السياحي، الى جانب روزنامة الفعاليات والأنشطة المتوفرة على موقع الهيئة الالكتروني لتساعد السكان والزوار على التعرف على الأنشطة والخدمات والمنشآت والمرافق السياحية.