توقعات باحتلال السياحة الدخل الثاني للسعودية بعد النفط بإنفاق 26.6 مليار دولار خلال عقد

13.5 مليون سائح ينتقلون بين مناطق المملكة سنويا طوال 10 أعوام

TT

أكدت دراسة حديثة أجراها فريق متخصص من الهيئة العليا للسياحة في السعودية، عدم مناسبة بعض الفعاليات السياحية مع طبيعة الإجازات، وأن معظم هذه الفعاليات يأتي بصورة عشوائية غير متناسبة مع مواسم الإجازات الصيفية وإجازات الأعياد ونهاية الأسبوع، وتوصلت الدراسة إلى أن أعداداً كبيرة من السياح والمصطافين لا يفضلون حضور تلك الفعاليات ويفضلون السفر إلى الخارج.

ودفعت توصيات الدراسة إلى قيام الهيئة العليا للسياحة، بإعداد دراسة علمية شاملة على المستوى الوطني لنظام الإجازات الدراسية وتنمية السياحة الوطنية، وذلك بالتشاور والتنسيق مع اللجنة العليا لسياسة التعليم، كما تأتي هذه الدراسة تنفيذا لتوصيات «الاستراتيجية العامة لتنمية قطاع السياحة وتطويره بالمملكة»، المتضمنة ضرورة النظر في تنظيم الإجازات الدراسية ودراسة وقت الفراغ، الذي يشكل بدوره الوقود المحرك لنمو السياحة الوطنية.

وتضمنت توصيات الدراسة التي رفعت إلى الجهات العليا، إعادة هيكلة الإجازات الدراسية من خلال إدخال نظام الإجازات القصيرة مع استحداث عطلات نهاية الأسبوع الممتدة خلال العام الدراسي، وإعطاء صلاحية توزيع استخدامها للمناطق التعليمية، كذلك إعادة تنظيم مدة الإجازة الصيفية.

وفي ذات السياق، توقعت دراسة أخرى أجرتها الهيئة العليا للسياحة، أن يصل عدد السياح والزوار من خارج السعودية خلال السنوات العشر المقبلة، إلى أكثر من 4.5 مليون سائح سنويا. وحثت الدراسة القطاع الخاص على ضرورة التوسع في إنشاء المرافق السياحية مثل الفنادق وغيرها لمواجهة الزيادة المتوقعة في أعداد الزوار والسياح، إذ توقعت أن يتجاوز عدد السياح المحليين الذين يتنقلون بين مناطق السعودية سنويا، أكثر من 9 ملايين، مما يتطلب مضاعفة أعداد المنشآت السياحية لمواجهة الأعداد المتزايدة من السياح المحليين. وتركز الهيئة حاليا على تطوير مرافق السياحة الصحية مثل بعض عيون الماء الساخنة والمناطق الطبيعية، حيث رصدت 82 موقعا يجري تطويرها وتنميتها لتكون مشافي صحية طبيعية. وكانت دراسة أجرتها إدارة البحوث والدراسات الاقتصادية بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية، قد طالبت بضرورة دعم اقتصاد المناطق الريفية في السعودية وتشجيع السياحة البيئية لأنها تعد رافدا من روافد الاقتصاد الوطني. وتوقعت الدراسة أن تحتل السياحة في المملكة من ناحية الدخل المرتبة الثانية بعد النفط، في ظل وجود مقومات اجتماعية نابعة من بيئة المناطق يمكن استغلالها سياحيا كالفنون الشعبية، والأزياء التقليدية التراثية، وتقاليد الزواج، وسباقات الهجن، ومهرجان الجنادرية، والصناعات اليدوية، والقرى السياحية التراثية.

وكانت خطة التنمية الثامنة للسعودية، التي تنتهي العام الحالي، قد توقعت نمو الإنفاق السياحي في البلاد من 6.5 مليار ريال (1.7 مليارات دولار)، قبل خمسة أعوام، إلى 101.3 مليار ريال (27 مليار دولار) عام 2020، وتبعا لذلك من المتوقع أن يشهد الإنفاق السياحي في السعودية ارتفاعا كبيرا خلال السنوات المقبلة ليصل خلال الـ 12 عاما المقبلة إلى 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار)، في ظل ازدياد المشاريع والخدمات السياحية التي ستوفرها القطاعات الحكومية والخاصة في مختلف مناطق السعودية.

كما توقعت الخطة التي أعدتها وزارة التخطيط السعودية ارتفاع عدد رحلات السائحين (إجمالي السائحين من الداخل والخارج)، من 65.1 مليون رحلة قبل خمس سنوات، إلى 83 مليون رحلة لهذا العام، ثم إلى 141.1 مليون رحلة عام 2020، وسيبلغ عدد الرحلات الداخلية 128 مليون رحلة سياحية، في حين سيبلغ عدد الرحلات السياحية من خارج البلاد 13.1 مليون رحلة ومعظمها من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.