رئيس مجموعة الطويرقي لـ«الشرق الأوسط» : استثماراتنا الخارجية تصل إلى 5 مليارات دولار

توقع ارتفاعاً جديداً لأسعار الحديد في السوق السعودي وأعلن طرح 30% من أسهم مجموعته للاكتتاب منتصف العام

هلال الطويرقي
TT

أكد الدكتور هلال الطويرقي رئيس مجلس إدارة مجموعة الطويرقي، أن المجموعة تستعد لطرح 30 بالمئة من اسهمها للاكتتاب العام في السوق السعودية بعد أن قطعت شوطاً طويلاً من المفاوضات مع هيئة سوق المال، وقال إن موعد طرح هذه الأسهم سيتم في النصف الأول من هذا العام.

واكد الطويرقي في حوار مع «الشرق الأوسط» في الدمام انسحاب مجموعته عن شراء حصة 75 في المائة من مصنع شركة مصانع الصلب المتكامل الباكستانية «باكستان ستيل» بعد إلغاء صفقة شراء المصنع الوحيد في البلاد الذي تمتلكه الحكومة الباكستانية بالكامل. وقال إن مجموعة الطويرقي تسلمت الدفعة المالية التي اودعتها في حساب الحكومة الباكستانية والتي تقدر بنحو 362 مليون دولار.. وإلى نص الحوار:

> لنبدأ بخططكم الاستراتيجية المستقبلية لتطوير أعمال وانشطة مجموعة الطويرقي؟

ـ لدينا في المجموعة خطط توسعية تتضمن انشاء عدد من المصانع، من بينها مصنع خاص بتصنيع الحديد الاسفنجي لإنتاج كتل من الحديد الصلب، بالإضافة إلى ان المجموعة الان بصدد الانتهاء من مجمع الطويرقي للطاقة، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 3 ملاين طن من الحديد بجميع أنواعه وقد بلغت تكاليف قيام هذه المجمع نحو 7 مليارات ريال، الى جانب حصول المجموعة على ترخيص مبدئي لإنشاء مجمع صناعي في الدمام بكلفة تصل 250 مليون دولار في المرحلة الأولى. أما في ما يتعلق بخططنا المستقبلية خارجيا فلدينا مصنع في باكستان في مراحله الأولى تصل تكلفته أكثر من 300 مليون دولار، قد تم وضع حجر أساسه من قبل الرئيس الباكستاني برويز مشرف، كما قمنا برفع إنتاجية مصنعنا في بريطانيا بعد ان وصلت تكلفة قيامه نحو 2 مليار دولار.

> هذا يعني أن لديكم استثمارات خارجية كثيرة تعولون عليها في المجموعة؟

ـ نعم ، فنحن لدينا استثمارات في مصر وباكستان واندونيسيا والإمارات وبريطانيا وهي تشكل رافدا إضافيا الى جانب استثماراتنا المحلية، حيث تصل وتقدر استثماراتنا خارجيا بنحو 5 مليارات دولار.

> وماذا عن الأسواق الآسيوية ؟

ـ إستراتيجية المجموعة تقوم على تعزيز وجودنا في أسواق شرق اسيا، حيث نمتلك مصانع للحديد في اندونيسيا ولدينا اتفاقيات موقعة مع اكبر شركات تصنيع الحديد في اندونيسيا لاستخراج خام الحديد من المناجم الموجودة هناك، وتصل استثماراتنا في اندونيسيا وحدها لنحو مليار ريال، كذلك نقوم بتصدير كميات من الحديد الى كل من ايران وباكستان، الا اننا لم نخطط بعد للاستثمار المباشر في ايران لعدم وجود رؤية واضحه.

> ما هي المعايير التي تحددونها لاستهداف اسواق جديدة ؟

ـ لدينا معايير من خلالها نتمكن من الدخول للاسواق الجديدة، رغم اننا نستهدف الأسواق الناشئة بطبيعة الحال في منطقة الشرق الاسط التي تعتبر منطقة استراتيجية مهمه حيث بإمكاننا التصدير لأوروبا وافريقا، الى جانب توفر كميات الغاز والكهرباء والايدي العاملة بأسعار مناسبة > كم يقدر إنتاجكم حاليا، وماذا عن احتياجات السوق المحلي مستقبلا ؟

ـ إنتاجنا يصل إلى قرابة 1.8 مليون طن من الحديد سنويا، ونتوقع أن يصل في عام 2009 إلى نحو 3 ملايين طن سنويا، وهناك مصانع أخرى قائمة تنتج نحو 600 الف طن سنويا. واعتقد أن هذه الكمية تلبي حاجة السوق السعودي هذا العام.

> هل ستظلون تستثمرون في قطاع الحديد فقط دون التفكير في دخول قطاعات اخرى ؟

ـ لا يوجد لدينا نية في الوقت الراهن للدخول في استثمارات جديدة غير قطاع الحديد ولكن هذا لا يعني اننا سنبقي على استثماراتنا في مجال الحديد فقط خلال المستقبل ومتى ما وجدنا أن هناك فرصة استثمارية جيدة ومناسبة للمجموعة لا نتأخر في الدخول فيها كمستثمرين، بشرط أن تتخلى وزارة العمل عن سياساتها الحالية وتفتح فرصة للتعاون مع المنتجين والمستثمرين.

> أعلنتم عن طرح 30 في المائة من أسهمكم للاكتتاب العام، ما هي آخر التطورات بهذا الشأن ؟

ـ توصلنا مع هيئة سوق المال لمراحل نهائية، بنسبة 80 في المائة حتى الآن، وسيتم الطرح منتصف العام الحالي.

> أبرمتم اتفاقية تفاهم مع شركة ويكسي لأنابيب الزيت غير الملحومة الصينية، لإنشاء شركة مشتركة في الدمام لإنتاج نحو 500 ألف طن سنويا، ما الذي تتوقعون ان تضيفه لكم هذه الاتفاقية ؟

ـ تمتلك شركة ويكسي لأنابيب الزيت غير الملحومة الصينية خبرة وتكنولوجيا متميزة في صناعة الحديد الملحوم، وتعتبر الشركة رائدة في تصنيع الحديد الملحوم في العالم ولديها احدث المعدات وهذه الحقائق تدعم موقف المجموعة وتحقق لها فوائد استثمارية كبيرة، خاصة ان اجمالي هذه المشروع المشترك 600 يتجاوز المليون دولار.

> استرجعت مجموعة الطويرقي الدفعة الأولى التي سلمت للحكومة الباكستانية لشراء حصة 75 في المائة من مصنع شركة «باكستان ستيل» بعد إلغاء الصفقة، برأيكم لماذا تمت عملية الإلغاء ؟.

ـ قدمت المجموعة بالتضامن مع شركة mmk الروسية وشركة باكستانية «عارف حبيب» تكتلا آخر يضم شركة كويتية وإمارتية وباكستانية وفزنا بالمزاد، الا ان المعارضة الباكستانية تقدمت بشكوى تطعن في مجريات المزاد وأقرت بعدها المحكمة بان هناك خروقات غير قانونيه في عملية البيع كانت بين المعارضة والحكومة، وبعد صدور هذا القرار استرجعنا أموالنا وبعد ثلاثة اشهر من صدور القرار اتضح للمحكمة العليا الباكستانية أن ما قامت به الحكومة كان صحيحا وبإمكان الحكومة بيع «باكستان ستيل»، لكننا رفضنا شراء مصانع الصلب المتكامل الباكستانية «باكستان ستيل».

> قدمت مجموعة الطويرقي عطاءاتها إلى هيئة الاستثمار الباكستانية لتنفيذ مشاريع في مجالات الطاقة، الكهرباء، الصناعة، الصحة، والسياحة بتكلفة تفوق 20 مليون دولار، ضمن مجموعة شركات سعودية أخرى تقدمت بعطاءات أخرى، إلى أي مدى وصلتم في هذا الشأن؟

ـ بعد إلغاء صفقة شراء مصنع شركة مصانع الصلب المتكامل الباكستانية «باكستان ستيل» صرفنا النظر عن تنفيذ مشاريع مستقبلية في باكستان في الوقت الراهن.

> ما هي الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار الحديد بنسبة 30 في المائة؟

ـ يرجع ارتفاع أسعار الحديد الى موجة الغلاء العالمي التي نشهدها حاليا في، ونحن كمنتجين متضررين أيضا من الارتفاع، والدليل على ذلك ان الدولة رفعت الـ5 بالمائة للجمارك، الا ان المنتجين او التجار لم يتمكنوا من استيراد الحديد بسبب ارتفاع أسعاره عالميا.

> هل تتوقعون أن تتواصل موجة ارتفاع أسعار الحديد محليا وعالميا؟

ـ نتوقع أن يصل سعر طن الحديد إلى 400 ريال أي بزيادة 50 بالمائة بنهاية 2008 بسبب الطلب المتزايد وارتفاع تكاليف الشحن، وعدم وجود خردة حديد بكميات كبيرة في السوق بالإضافة لعدم وجود مناجم كافية او طاقة كهربائية لقيام مصانع لصهر الحديد. > كيف تنظرون لقطاع الصناعة في المملكة؟

ـ قطاع الصناعة في المملكة يشهد طفرة نوعية متطورة، ويجب التعامل معها بذكاء، على وزارة الصناعة أن تضع خطط صناعية تلبي تطلعات الصناعيين من خلال منح فرص اكبر وتسهيلات مجزية عند إنشاء وتأسيس مصانع بمختلف أنواعها. > وماذا عن نسبة السعودة في مجموعتكم؟

ـ تمتلك المجموعة مركزين للتدريب تخرج نحو 800 طالب سنويا، لكن المشكلة تكمن في أن معظم متقدمي العمل لا يملكون أي مؤهلات مهنيه ونحن نقوم باستمرار بتدريبهم لفترات طويلة، واعتقد ان هذا الأمر يعود أصلا إلى ان مخرجات التعليم لا تتلاءم مع متطلباتنا.