«الحارة» تفتح بابها في بيروت في أجواء دمشقية عابقة بالتراث

الزائر ينتقل من الأجواء الشرقية إلى الأجواء الغربية عبر وقع الموسيقى الكلاسيكية

تفاصيل هندسية أنتجت مكانا يمنح الزائرفرصة للاستراحة والترفيه («الشرق الأوسط»)
TT

«باب الحارة» البيروتي، أعلن عن استعداده لاستقبال زائريه في أجواء دمشقية عابقة بالتراث. فقد شجع «باب الحارة»، المسلسل السوري الذي لاقى رواجا ملحوظا خلال شهر رمضان الماضي، أحمد دبوق أحد المستثمرين اللبنانيين على نقل حقبة المسلسل المتمثلة بطراز معماري من مطلع القرن الماضي، نابض بخصوصيات الحارات القديمة التي تترك وقعها على المكان وأجوائه العامة. «الحارة» فتحت أبوابها قبل عشرة أيام بأسلوب فلكلوري مميز في ضاحية بيروت الجنوبية. تولت الأمر فرقة دبكة شامية أخذ أعضاؤها على عاتقهم مهمة الإعلان عن الافتتاح بطريقة استثنائية على طول الشارع حيث المقهى، تجمع الناس على وقع الموسيقى، فكانت حفلة شعبية تراثية. لم يكتف صاحب المشروع احمد دبوق بالاستعانة بالاسم كي يجذب زبائنه، وانما حرص على نقل الحارة الشامية الى بيروت بكل تفاصيلها، مستعينا بمهندس الديكور حسن سليم والمعماري محمد سليم لتجسيد الصورة التي قدمتها الشاشة الصغيرة من «مقهى أبو حاتم»، حيث الاجتماع حول جلسة النرجيلة إلى «حمام أبو قاسم» وصولا إلى صالون الحلاقة الذي كان يملكه «أبو عصام وولده»، وما إلى ذلك من التفاصيل التي تنتج مجتمعة «باب الحارة». السلاح المعلق على جدران المقهى يعكس فروسية مجتمع «باب الحارة». أما «المهباج» فهو من مشاهد تلك المرحلة، كذلك الثريات والمصابيح المتدلية من السقف وعجلة المطحنة والنراجيل المصفوفة في إحدى الزوايا وغيرها من التحف القديمة التي تضفي بصمة تراثية على المكان، حيث يمكن التمتع بالأجواء الشرقية المتمثلة بالمقاعد ذات التصميم القديم بنقوش ملونة ومتناغمة. ومما لا شك فيه ان ميزة المكان تكمن في الهندسة الداخلية التي نفذت كي تأتي منسجمة مع الفكرة العامة، وتقوم بدورها العملي الذي لا يقل أهمية، بحسب المدير باسم خليفة، عن المظهر العام. ولأن الجلسة لا تكتمل من دون تناول الطعام الشرقي، حرص اصحاب المطعم على تقديم افضل الانواع وارضاء زبائنهم الذين دفعهم فضولهم لاكتشاف ما يحمله من جديد، ومن باب الولاء للمسلسل وشخصياته التي شكلت محطة يومية في برنامج أيامهم الرمضانية.

لكن حرص أصحاب المشروع على ارضاء كل الاذواق دفعهم إلى تخصيص الطابق العلوي لزبائن لا يحبون التراث. وهكذا يفصل درج صغير بين الشرق والغرب في «باب الحارة» البيروتي. بين لحظة وأخرى، ينتقل الزائر من الاجواء الشرقية إلى الأجواء الغربية. الانتقال بين القاعتين يتم بطريقة هندسية متدرجة، تبدأ بلون طلاء الجدران وتمرّ بالحديقة المزروعة بالنباتات الخضراء والورود وصولا إلى الاثاث والمقاعد ذات التصميم العصري والألوان المتنوعة بين الأحمر والأبيض والأسود.

واذا اتخذ الزبون قرار الاستحمام فما عليه الا التوجه نحو الطابق السفلي، حيث «الديوانية» ليمر تحت «باب الحارة الخشبي» المصمّم بطريقة مميزة، ويتذوق القهوة العربية الطازجة التي يقدمها القهوجي للزائرين.

والمحطة التالية تكون في الحمام الشامي حيث الساحة محضرة بتقنية دقيقة تجسد الهندسة المعمارية الشامية المتمثلة بـ«البحرة» التي تتوسط الساحة وتتوزع حولها المقاعد والمزروعات الخضراء. كل هذه التفاصيل الهندسية أنتجت مكانا يمنح الزائر، خصوصا الشباب الذين يتوافدون اليه، فرصة للاستراحة والترفيه تعيده الى أجواء تراثية شرقية على وقع الموسيقى الكلاسيكية التي تصدح في أرجاء المكان.

والمشروع لا ينتهي عند هذا الحد، فاحمد دبوق في صدد التحضير لافتتاح صالون نسائي يعتني بالزائرات اللواتي خصص لهن حماما مجهزا بكل ما يلزم يديره فريق عمل من الشاميات خبيرات في المهنة. كذلك يتم العمل حاليا على التحضير لافتتاح «سوق باب الحارة» لبيع كل أنواع الفاكهة والخضر واللحوم.