«عيون نسائية» تبدع لوحات فنية رغم قيود الواقع اليومي

في معرض فوتوغرافي شاركت فيه 85 امرأة خليجية

TT

لم تستسلم المرأة لعقبات المجتمع المتنوعة التي تمنعها من التعامل مع الكاميرا، أو أن تكون مصورة فوتوغرافية، فقد استطاعت أن تتحايل على هذه العقبات، بأفكار حديثة وذكية لالتقاط صور رائعة. كما في معرض «عيون نسائية» الذي اختتم الأربعاء الماضي، وأثبتت المرأة جدارتها في صناعة لوحة فوتوغرافية بأفكار جديدة، من أدوات البيت المتناثرة.

«عيون نسائية» الذي أقيم في بالتعاون مع برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب واللجنة النسائية التابعة لجمعية الثقافة والفنون بالدمام (شرقي السعودية) ولجنة «نساء فوتو» التابعة للمنتدى النسائي بمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، عرض 280 عملا فنيا، من تصوير 85 امرأة من السعودية وقطر والكويت، منها ما فيه التقاطات ذكية تتحايل على الواقع لعمل لوحة فنية، رغم كل ما يعترض المرأة من إحراج أو مضايقة أو سخرية عند حملها كاميرا لتلتقط صورة لمشهد في الشارع، لوحات فيها حيلة فنية للخروج بعمل فني يحمل المواصفات الفنية التي تتطلبها الصورة الفوتوغرافية، صورة فنية مصنوعة في البيت من أدوات مستهلكة أو مهملة أو مستعملة بشكل يومي، قد تكون في المطبخ أو الصالة أو على المكتب، ولكن اللوحة هنا تعيدها لتكون ذات أهمية. بالإضافة إلى هذه اللوحات الذكية في الفكرة والمعالجة هناك لوحات مشاركة ربما هي فقط للتشجيع والدعم المعنوي، رغبة في نتاج أفضل مستقبلا، وربما رأت القائمات على المعرض أن هذا الكم الكبير في عدد المصورات واللوحات كافٍ لتحقيق أمنية أو هاجس ظل لسنوات مجرد حلم في تكوين جماعة نسائية تهتم بالشأن الفوتوغرافي ـ حسب ما سطرته كلمات الفوتوغرافية نسرين الدار رئيسة لجنة «نساء فوتو» ـ في كتيب المعرض.

وإن كانت المرأة تغلبت على شروط اجتماعية تمنعها من ممارسة هواية التصوير بكل حرية وراحة، وتمنعها من استعراض كافة قدراتها أثناء التقاط الصورة، إلا أن تغلبها هذا كان محدودا إلى حد ما، فيتضح أن كثيرا من اللوحات التقطت بمساعدة الأب أو الزوج في سفرة خارج البلاد، أو التقاط صورة لمشهد خلف الشارع اليومي، في الصحراء أو البحر أو النخيل أو حيوانات ومناظر طبيعية، بعيدا عن عيون الرجال التي تربك المرأة وتضيّق عليها «العدسة».

وكثير من اللوحات كان تصوير العجائز من النساء وكبار السن من الرجال، وكبير السن ليس له إلا أن يستجيب بكل مودة ويستسلم ويسلم لتوجيهات فتاة أو امرأة تحمل كاميرا ترغب في تصويره، عدد من الصور المشاركة في المعرض لم تلتقط عجوزا في غفلة من أمره، بل كان في وضع المستعد كي تطبع العدسة ملامح وجهه الشاردة والبعيدة في السنين، وبالإضافة إلى كبار السن هناك الأطفال الذين هم زينة الحياة، وزينة الصورة الفوتوغرافية، الذين بملامحهم البريئة يمنحون الكاميرا متعة وحرية تامة في تأطير لحظتهم الجميلة في إطار يكون أكثر جمالا بفرحهم وألعابهم.