دراسة: أقراص منع الحمل تقي من سرطان الرحم

تفادت حدوث 200 ألف إصابة ومائة ألف وفاة

TT

كشفت دراسة علمية حديثة في بريطانيا، إن النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل، هن محميات من الإصابة بسرطان الرحم، حتى لو بعد عقود من توقفهن عن تناولها. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل لخمسة عشر عاما، ينخفض احتمال إصابتهن بسرطان المبيض للنصف، كما أن المخاطر بقيت منخفضة بعد أكثر من 30 عاما على توقفهن عن تناول هذه الأقراص، وإن ضعفت مقاومتهن للإصابة به مع مرور الوقت.

وافادت الدراسة، التي نشرتها مجلة «ذي لانسيت» البريطانية الطبية امس، بان حبوب منع الحمل سمحت بتجنب مائة الف وفاة نتيجة سرطان الرحم، وتجنب اصابة حوالى مائتي الف امرأة بهذا المرض، وذلك منذ بدء استخدامها قبل حوالي نصف قرن.

وقبل التوصل الى هذه الخلاصة، قامت البروفيسورة فاليري بيرال مديرة وحدة أبحاث السرطان في جامعة أوكسفورد وزملاؤها في المجموعة التي تجري ابحاثا حول السرطان، بتحليل 45 دراسة حول العلاقة بين سرطان الرحم والعوامل المؤثرة، صادرة في 21 بلدا (ابرزها في اوروبا والولايات المتحدة) وتتناول 23257 امرأة مصابة بهذا النوع من السرطان و87303 نساء غير مصابات.

وقالت الدراسة «خلال العقود المقبلة، سيتم على الارجح تجنب ثلاثين الف اصابة اضافية على الاقل بسرطان الرحم كل سنة، نتيجة استخدام حبوب منع الحمل».

وكانت حوالي 120 مليون امرأة في العالم يستخدمن حبوب منع الحمل في 2002، بينهن ثمانون مليونا في الدول النامية التي تعاني من مداخيل متوسطة ومتدنية». وقال واضعو الدراسة ان عدد اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل مرشح للارتفاع، وكذلك عدد النساء اللواتي سينجين من سرطان الرحم. وذكر خبراء كنديون في مجلة «ذي لانسيت» ان بعض الدراسات ربطت بين استخدام حبوب منع الحمل وبعض انواع السرطان (الثدي وعنق الرحم)، وتوقفت في الوقت نفسه عند التأثير المضاد لهذه الحبوب على انواع اخرى من المرض (الرحم والامعاء). وجاء في افتتاحية للمجلة ان الدراسة تؤكد تمتع حبوب منع الحمل بصفة الحماية ازاء سرطان الرحم بطريقة «لا تقبل الشك»، مشيرة الى ان هذه الحماية تستمر على مدى سنوات.

وذكرت الدراسة ان استهلاك حبوب منع الحمل في الدول الغنية على مدى عشر سنوات سيخفض، خلال فترة اقل من 75 عاما، حالات الاصابة بالسرطان من 12 بالالف الى ثمانية بالالف، والوفيات نتيجة هذا المرض من سبعة بالالف الى خمسة بالالف. وقالت المجلة ان «حسنات حبوب منع الحمل في مواجهة سرطان الرحم مستقلة عن مكوناتها»، مذكرة بالحالات التي يمنع فيها استهلاك حبوب منع الحمل، ومنها مشاكل عدم سيلان الدم والحصى وامراض القلب والتهاب الكبد. الا انها اشارت الى ان فوائد استخدام هذه الحبوب اكبر من المخاطر، داعية الى جعل «هذا العنصر الوقائي القوي من السرطان»، في متناول النساء من دون الحاجة الى وصفة طبية. وتم تمويل هذه الدراسة من جمعية «ريزرتش يو كيه» البريطانية الخيرية. ووجد الباحثون أن احتمالات تعرض النساء لسرطان الرحم اللواتي يتناولن هذه الأقراص منذ عقد، في الدول الصناعية قليلة. كما وجدوا أن عدم تناول هذه الأقراص، يعرض 12 امرأة بين كل 1000 امرأة للإصابة بسرطان المبيض، قبل بلوغهن سن الـ75، فيما انخفض الرقم إلى ثماني سيدات لكل ألف امرأة ممن يتناولن هذه الأقراص. ويقدر الخبراء أن تناول هذه الأقراص حتى الآن منع حدوث 200 ألف إصابة بسرطان الرحم ومائة ألف وفاة نتيجته. يُذكر أن سرطان الرحم في الغرب، يعتبر أحد أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء، كما أن كبيرات السن هن الأكثر عرضة للإصابة به، فيما معدلات النجاة منه ضعيفة جدا. وعلى الرغم من هذه النتائج فإن الأطباء لا يقترحون ضرورة تناول النساء لهذه الأقراص، إذ أن لها أعراضا جانبية كأي عقار آخر، منها احتمال التعرض للجلطات والصداع وضغط الدم المرتفع. وتزيد هذه الاحتمالات لدى النساء اللواتي هن في آخر الثلاثينات ولدى المدخنات.