شراكة بين دبي ومايكروسوفت تدخل مليون طفل للعالم الرقمي

القرقاوي لـ «الشرق الأوسط» : إطلاق أول جامعة عربية على الإنترنت للنساء فقط

دبي ومايكروسوفت اتفقتا على مبادرات لنشر المعرفة في العالم العربي («الشرق الأوسط»)
TT

مليون طفل يدخلون العالم الرقمي لأول مرة.. إطلاق أول شبكة عربية للتعليم والبحث.. هكذا أثمرت زيارة بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية للإمارات العربية المتحدة، عبر شراكة بين مايكروسوفت ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وتهدف لصالح نشر المعرفة في أنحاء العالم العربي.

فقد تم أمس إطلاق الشبكة العربية للتعليم والبحث، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة العربية، حيث ستعمل خدمات «مايكروسوفت» كبوابة عالمية للمعرفة توفر منصة إلكترونية تساعد الباحثين والأكاديميين على المساهمة في النهضة المعرفية العربية، في اتفاق تعاون بين مايكروسوفت العالمية ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والتي أطلقت العام الماضي كمؤسسة خيرية بوقف بلغ 10 مليارات دولار اميركي.

وستقوم «مايكروسوفت» بدعم المؤسسة عن طريق تصميم وتنفيذ منصة إلكترونية متطورة لدعم المعرفة والبحث المشترك في الوطن العربي من خلال «بيئة مشتركة للإبداع البحثي والمعرفي».

وستعمل المنصة الجديدة على توفير وسائل اتصال متطورة تمكن من تبادل الأبحاث والأمور المتعلقة بالمعرفة، كما ستعمل على المساعدة في إنشاء بنك معلومات رقمي للأبحاث العربية حول العالم، يستخدم كمرجع لمبادرات المؤسسة.

وفي شأن آخر تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين حملة دبي للعطاء (التي أطلقتها دبي العام الماضي وحصدت مليار دولار اميركي)، ومايكروسوفت ضمن مبادرة تاريخية سيتم من خلالها تمكين مليون طفل في الدول النامية من التواصل والانتقال إلى عصر المعلومات وذلك من خلال إمدادهم بأحدث التقنيات المستخدمة في مجال التعليم التي ستعزز فرصهم في سوق عمل القرن الحادي والعشرين. ويتمحور الاتفاق حول تعاون حملة دبي للعطاء ومايكروسوفت في إرساء قواعد مجتمعات تعليمية تقنية في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، حيث ستقوم الشركة بتوفير الحلول البرمجية والتدريب وتطوير المناهج العلمية ذات الصلة من خلال تحالف تعليمي رقمي بمشاركة الحكومات والمدارس والمؤسسات الأهلية. وستقوم مايكروسوفت بإنشاء خدمات الاتصالات الأساسية التي تحتاجها المؤسسة لتوفير أنظمة تعلم وبحث مشترك، تتضمن أحدث حلول مشاركة المعلومات التي ستدعم تأسيس قاعدة أبحاث عربية، ومكتبة إلكترونية شاملة. وستعمل منصة التواصل الإلكتروني التي توفرها «مايكروسوفت» على توفير النقاشات الحية، وضمان حصول الأعضاء المسجلين في الموقع على رسائل إخبارية، كما يوفر هذا المشروع منتديات إلكترونية لتبادل الآراء والأفكار بين الأفراد المشاركين.

وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد بن عبد الله القرقاوي رئيس المكتب التنفيذي في دبي، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والذي وقع الاتفاقيتين مع بيل غيتس، إن الاتفاقيتين تطرحان الرغبة الأكيدة لتوسيع دائرة المعرفة في نطاق المنطقة العربية عبر الاستعانة بالتكنولوجيا والإنترنت.

وكشف القرقاوي أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ستطلق قريبا أول جامعة من نوعها في العالم العربي مخصصة للنساء فقط، ويتم التواصل فيها عن طريق الإنترنت، وقال إن الدراسات التي أجرتها المؤسسة أكدت أن الإنترنت منتشر في العالم العربي «في حين لا تزال كثير من النساء لا تستطيع الوصول إلى مقاعد التعليم الجامعي»، مضيفا «سنسعى لأن تقدم هذه الجامعة، والمعترف بها دوليا، شهادة البكالوريوس وفي مراحل لاحقة الدراسات العليا».

كما كشف المسؤول الإماراتي عن قرب إطلاق مشروع لتدريب المعلمين العرب عن طريق الانترنت، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيتم تنفيذه بطريقة تسمح بتطوير إمكانيات المعلمين العرب، بأسلوب يمنح الاستفادة الجمة لقطاع المعلمين.

من جهته، قال بيل جيتس «نحن نعيش في عصر توفر فيه تقنية المعلومات الكثير من الوسائل المساعدة التي تساهم في تأمين فرص اجتماعية واقتصادية جديدة، ونحن سعداء بهذه الفرصة للعمل مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لنساهم في تسريع عملية التنمية الاجتماعية القائمة على المعرفة في منطقة الخليج العربي عن طريق دعم الإبداع والتركيز على الأبحاث والتعليم العالي».

ولأن يوم أمس كان يوم المبادرات التقنية إنطلاقا من الاراضي الإماراتية، أعلنت «مايكروسوفت» اليوم عن استثمار جديد على مدى السنوات الخمس المقبلة بقيمة 235.5 مليون دولار، ويشمل التزام الشركة بدعم برنامج «الشركاء في التعليم»، ويقدم هذا البرنامج المصادر والتدريب اللازم لتطوير مهارات الطلبة على الوجه الأفضل. وتسعى «مايكروسوفت» من خلال هذا البرنامج إلى تعزيز قدرة البرامج الإلكترونية على توفير تجارب تعليمية تساهم في إزالة الحدود وصناعة الفرص والتقريب بين المعلمين والطلبة.