الشرطة الألمانية تستخدم «كاميرات طائرة» لمراقبة المشبوهين

تفتح المجال أمام مصوري «البابارازي» لالتقاط صور فاضحة للمشاهير

العين الطائرة من شركة ميكرودرونز
TT

أصبح بوسع مصوري الفضائح «البابارازي» التقاط الصور الفاضحة للمشاهير دون الحاجة إلى التخفي والمجازفة واستخدام العدسات المقربة الضخمة. فالشرطة الألمانية جربت بنجاح «كاميرات طائرة» تعد بالتخلي عن طائرات التجسس الصغيرة خلال المستقبل القريب.

وتبدو الكاميرات الطائرة مثل مركبات فضائية مصغرة تستعرضها أفلام الخيال العلمي المنتجة في هوليود، فهي صغيرة، مزودة بمجسات، ذات كثافة نقطية عالية وتستطيع الرؤية في الظلام أيضا. فهي كاميرات إلكترونية صغيرة تعمل بمثابة عيون طائرة تتفوق على «العين الطائرة» في الفيلم الأميركي المعروف من تمثيل روي شايدر. وهي جاسوس صامت ذو مجسات سحرية يتسلل قرب النوافذ، خلف الأبواب، خلف المباني وفوق السيارات ويرسل الصور مباشرة إلى القاعدة التي ترسله. وأطلقت الشرطة الألمانية على العين الطائرة اسم «كوادري كوبتر» بالنظر للمروحات الأفقية المنمنمة الأربع التي ترفعها عن الأرض وتبقيها في الجو. وتستخدم الكاميرا الطائرة جهاز تحديد المواقع والمجسات المختلفة في الحركة وملاحقة الهدف والتقاط الصور. وتستطيع الكاميرا الاقتراب من الهدف إلى مسافة متر دون أن ينتبه لها أحد، فهي جهاز لا يصدر ضوضاء حتى عند التقاط الصور. ويمكن تطيير الكاميرات العادية أو كاميرات الفيديو بهذه الطريقة، وتستطيع التقاط الصور الواضحة، التي تعين في التعرف على وجه الشخص، من مسافة 100 متر. وتمت تجربة الجيل الأول من «العيون الطائرة» في ولاية سكسونيا السفلى التي يحكمها الحزب الديمقراطي المسيحي. وعبر وزير الداخلية المحلي البريشت بوتولو عن قناعته باستثمار المزيد من الأموال في إنتاج وتطوير الكاميرات الطائرة. وستتم تجربة الكاميرات الطائرة في مراقبة الأوضاع في ملاعب كرة القدم، وخصوصا في مراقبة المشاغبين والمحرضين على العنف في الملاعب. وقال بوتولو إن سعر 10 آلاف يورو للكاميرا الطائرة، في المرحلة الأولى من الإنتاج يعتبر بسيطا بالنسبة لكلفة إنزال الهيليكوبترات والطائرات الخفية. كما يمكن تزويد الكوادري كوبتر بكاميرات حرارية وأخرى عاملة بالليزر من أجل ملاحقة المشبوهين في الظلام والغابات.

ويمكن للجيل الأول من العيون الطائرة MD4-200، من إنتاج شركة «ميكرودرونز»، أن يبقى في الجو لمدة 20 دقيقة فقط، في حين أن أكثر الطائرات التجسسية غير المأهولة تطورا تستطيع البقاء لفترة 30 دقيقة فقط، تبتعد مسافة كيلومتر عن قاعدة التوجيه، وهي طائرة منمنمة من إنتاج شركة اير ـ روبوت. ويعمل علماء «ميكرودرونز» منذ الآن على تطوير الجيل الثاني من الكاميرا الطائرة «كوادري كوبتر» وتأهيله للبقاء أكثر من ساعة في الجو.

وتأمل شركة «ميكرودرونز» في الاستحواذ على اهتمام الولايات الألمانية، وخصوصا ولاية هيسن (وفرانكفورت هي كبرى مدنها)، ولاية هامبورغ التين تعانييان من مشكلة ارتفاع معدلات الجريمة. وتستخدم هيسن منذ سنتين طائرات التجسس غير المأهولة من انتاج اير ـ روبوت وتعول عليها في مكافحة كارتل تجارة المخدرات والسلاح. والفرق بين MD4-200 والاير ـ روبوت واضح حسب تقدير يولانته فيجريش المتحدثة الرسمية باسم شرطة هيسن. فالأولى أكثر فعالية في مراقبة الأفراد في حين أن الثانية أكثر فائدة في الرقابة على الحدود والمطارات ومحطات القطارات ... إلخ. وستعمل شرطة هيسن على اقتناء الكاميرات الطائرة في حالة استخدامها في الحرب على الإرهاب. والمشكلة بالنسبة إلى «دائرة حماية المعطيات الشخصية» هي عدم وجود قانون ينظم استخدام الكاميرات الطائرة. فاستخدام الطائرات غير المأهولة المصغرة يستوجب الحصول على إجازة من السلطات في حين أن انخفاض سعر الكاميرا الطائرة سينشر استخدامها بين الشركات والأفراد.