أفريقيا : الأغطية الواقية من لسعات البعوض وراء تدني الإصابات بالملاريا

عقار صيني جديد يبعث على الأمل في المعركة ضد المرض القاتل

TT

قال باحثون في منظمة الصحة العالمية ان التوزيع الواسع النطاق للأغطية الرقيقة الواقية من لسعات البعوض الناقل للمرض واستخدام أدوية جديدة ساعدا على خفض معدلات الوفاة بسبب مرض الملاريا في عدة دول افريقية. ويعتبر ما جاء في التقرير أقوى مؤشر يبعث على الأمل حتى الآن في المعركة ضد هذا المرض الذي يقدر عدد ضحاياه بحوالي مليون كل عام في الدول المدارية الفقيرة. وقال الدكتور آراتا كوشي، كبير مسؤولي قسم مكافحة الملاريا بمنظمة الصحة العالمية، ان هناك تراجعا كبيرا في الإصابات بمرض الملاريا، وأضاف ان الإجراءات التي ساعدت على الحد من انتشار المرض إذا طبقت في كل الأماكن التي ينتشر فيها هذه المرض، فإن نسبة الإصابة بالملاريا ستشهد تراجعا بنسبة تتراوح بين 80 و85 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة. وكانت تقارير قد أشارت في السابق إلى نجاح استخدام الأغطية الواقية من لسعات البعوض واستخدام عقار «آرتيميسينين»، وهو عقار صيني من نبات الآفسنتين، إلا ان غالبية هذه التقارير كانت قائمة على أساس عينات صغيرة نسبيا، ويعتبر التقرير الأخير الصادر عن منظمة الصحة العالمية أول دراسة تتناول برامج مكافحة المرض على مستوى البلدان. وقال الدكتور مايكل كازاتشكين، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا انه إذا بات بالإمكان تحقيق مثل هذا النجاح في كل مكان فإنه سيصبح من الممكن التخلص من مرض الملاريا الذي يعتبر من الأخطار الصحية الرئيسية في الكثير من الدول. وأعد التقرير المشار إليه فريق من منظمة الصحة العالمية للصندوق العالمي، وهو الممول الرئيسي لبرامج مكافحة الملاريا. وكان الصندوق قد اطلع على برامج مكافحة الملاريا في أربع دول وزعت الأغطية الواقية من لسعات البعوض في أربع دول لكل الأسر التي لديها أطفال تقل أعمارهم عن الخامسة وتوزيع أدوية تحتوي على «آرتيميسينين» على العيادات العامة.

وقد تراجعت وفيات الملاريا بين الأطفال بنسبة تزيد على 50 بالمائة، ففي رواندا انخفضت بنسبة تزيد على 60 بالمائة خلال فترة شهرين فقط. وقال كوشي ان نسبة تراجع الوفيات بسبب مرض الملاريا في زامبيا لم تتعد 33 بالمائة بسبب نقص الأغطية الواقية من لسعات البعوض ونفاد عقار علاج الملاريا في كثير من المقاطعات، إلا ان نسبة تراجع الوفيات في المناطق التي لم تواجه هذه المشاكل تراوحت بين 50 و60 بالمائة. أما غانا فقد حصلت على مساعدات مالية محدودة من الصندوق العالمي وانعكس ذلك على عدد الأغطية الواقية، كما اضطر المرضى لدفع ثمن الدواء، ولكن رغم ذلك تراجعت حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بمرض الملاريا بنسبة 42 بالمائة. التقرير عبارة عن محاولة أخرى للحصول على معلومات، وهذه ظلت مشكلة في مجال مكافحة الملاريا، خصوصا في مناطق الريف الإفريقي، حيث كل من يصاب بحمى يفترض انه مصاب بمرض الملاريا. وشملت الدراسة المشار إليها الأطفال الذين ادخلوا إلى المستشفيات للعلاج والذين أثبتت الفحوصات إصابتهم بالملاريا. ولوحظ ان حالات الوفاة الناتجة عن الملاريا الإصابة بالملاريا في رواندا، التي وزعت فيها ثلاثة ملايين من الأغطية الواقية من لسعات البعوض، قد شهدت تراجعا بنسبة 66 بالمائة عام 2007، فيما تراجعت حالات الوفاة وسط الأطفال في إثيوبيا بحوالي النصف تقريبا بعد توزيع 20 من الأغطية الواقية خلال فترة عامين. ويشكل مرض الملاريا في القارة الإفريقية واحدا من الأمراض القاتلة وسط الأطفال، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، التي تراجعت نسبة الإصابة بها اثر توسع برنامج التحصين والمناعة الدولي.

*خدمة «نيويورك تايمز»