مؤشر الأسهم السعودية يستكين إلى «منطقة آمنة» مستبشرا برجوع تدريجي لـ«ثقة المتعاملين»

شركات مالية تتوقع استقرارا نسبيا في تعاملات الأسبوع الحالي

متداولون في احدى صالات الاسهم («الشرق الأوسط»)
TT

تعتمد سوق الأسهم السعودية خلال هذا الأسبوع، على استكانتها السابقة على منطقة آمنة فوق حاجز 9500 نقطة، بعد موجة الدعم التي تحركت وفقها قوى السوق تمكنت خلال اليومين الأخيرين من التداولات، من رفع مستوى المؤشر العام وخروجه رابحا بعد تراجعات أولى أيام تداولات الأسبوع.

وسيعزز من موقف سوق الأسهم خلال هذه الفترة بدء العودة التدريجية لثقة المتعاملين به خاصة من أصحاب المحافظ الكبرى وصناديق الشركات الاستثمارية، لا سيما بعد رضوخ الأسعار لمعدلات ومكررات ربحية منطقية، الأمر الذي يزيد من تفاؤل الفترة المقبلة.

يضاف لذلك، أن هناك عاملا إيجابيا يرشح تفاؤل استقرار السوق وتحركه قدما، وهو تراجع حدة الأنباء السلبية حول الاقتصاد العالمي وتحديدا إشكالية الركود المنتظر لبعض أكبر الاقتصاديات العالمية، وهو أحد العوامل التي ساهمت في تراجع سوق الأسهم المحلي خلال الفترة الماضية.

وتشير مجموعة بخيت الاستثمارية ـ شركة مالية مرخصة ـ إلى أن الهبوط الذي اعترى مؤشرات السوق كان له أثر إيجابي تمثلت في جاذبية الأسعار التي وصلت لها العديد من الأسهم القيادية بعد تراجعات الفترة الماضية بشكل عكس مكررات ربحية مغرية تراوحت بين 13 إلى 17 مكرر، بناء على أرباح عام 2007. وأوضحت المجموعة أن ذلك يعطي الأسهم فرصا للارتفاع خلال الأيام المقبلة، خاصة عند النظر إلى توقع الأرباح لعام 2008 مدعومة بمكررات ربحية تقل عن ذلك إلى ما دون 15 مكرر.

وترشّح «بخيت الاستثمارية» أن تذهب سوق الأسهم نحو الاستقرار خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يشهد السوق استقرارا نسبيا خلال تعاملات الأسبوع المقبل، مع عودة الثقة تدريجيا حيث يترقب المتعاملون أخبارا عن أية محفزات إيجابية بشأن الاقتصاد العالمي وبشكل خاص الاقتصاد الأميركي. وعلى الرغم أن المجموعة لا ترى وجود رابط قوي بين سوق الأسهم السعودية وأسواق المال العالمية، حيث أفادت بأن العوامل السلبية المؤثرة على أداء أسواق الأسهم العالمية لا ترتبط بشكل مباشر بالسوق المالية السعودية، إلا أن الملاحظ هو تؤثر سوق الأسهم المحلي بموجة التراجعات التي أصابت معظم الأسواق العالمية حينها. من ناحيته، يرى تقرير حديث صدر عن مجموعة كسب المالية ـ شركة وساطة مالية مرخصة ـ نهاية الأسبوع أن السوق ما زالت متأثرة بمفاجأة انخفاضات الأسبوع الماضي والتي تحتاج إلى بعض الوقت حتى يتمكن المتعاملون من إعادة ترتيب محافظهم وعودة البعض منهم بعد اتضاح الاتجاه المستقبلي للسوق. لافتة إلى أن ما حدث قد أثر على عامل الثقة لدى بعض المتعاملين في سوق الأسهم خصوصاً مع خروج بعض المضاربين وصغار المتعاملين من السوق بخسائر كبيرة خوفا من استمرار الانخفاضات. وتشير «كسب المالية» إلى أن الوضع العام في سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي كان مأطورا بدخول سهم «بترو رابغ» الذي أشغل المتعاملين خلال أسبوعه الأول في سوق الأسهم السعودية، بعد أن تم إدراجه مطلع الأسبوع، وعلى ذلك فإن الصورة الواضحة لن تتم معرفتها إلا خلال تداولات الأسبوع الجاري، الذي يبدأ أول أيامه اليوم.

وقالت «كسب المالية»: إن اتجاه السوق خلال المرحلة المقبلة سيتضح بشكل أكبر خلال هذا الأسبوع، حيث شكل زخم التعاملات على سهم «بترو رابغ» انشغالا مؤقتا عن حركة بقية الأسهم»، مشددة في الوقت ذاته على بقاء الثقة والتفاؤل هما العاملان الأكثر أهمية في الاتجاه المستقبلي للسوق.

وأفادت مجموعة كسب ضمن توقعها للوضع العام في سوق الأسهم خلال هذا الأسبوع، بأن مستويات الأسعار باتت تشكل فرصة جيدة للسيولة في ظل أسعار ضمن مستويات مغرية للمستثمر في أسهم الشركات القيادية والجيدة، موضحة أنه بالنسبة للمدى الطويل فإن استمرار تدني الشفافية لدى الشركات الكبرى قد يربك السوق مرة أخرى ويؤدي إلى تدني مستوى الثقة في النتائج المستقبلية.