مديرعام بنك البوسنة الدولي: كنا أول مصرف في أوروبا يعمل وفقا لمبادئ الشريعة الاسلامية

عامر بوكفيتش لـ «الشرق الأوسط» : نحن أسرع البنوك نموا في البوسنة.. بشهادة الحكومة

عامر بوكفيتش
TT

أكد عامر بوكفيتش المدير العام لبنك البوسنة الدولي «بي.بي.آي»، الأهمية القصوى التي يمثلها البنك في عملية إعادة بناء البوسنة بعد الحرب، مشيرا الى مرور 7 سنوات على تأسيس البنك كأول مصرف في أوروبا يعمل وفقا المبادئ المصرفية الاسلامية.

وقال بوكفيتش في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» أن البنك بدأ برأس مال تأسيسي بلغ 47.52 مليون مارك بوسنوي، أو ما يعادل 31 مليون دولار أميركي، وذلك للمساهمة في إعادة بناء البوسنة وتقديم الخدمات المصرفية والاجتماعية في البوسنة من منظور اسلامي.

ويساهم في بنك البوسنة الدولي «بي.بي.آي» كل من البنك الاسلامي للتنمية ومصرف أبو ظبي الاسلامي ومصرف دبي الاسلامي. وعن الأنشطة التي يقوم بها البنك أفاد بوكفيتش بـ«أن بنك البوسنة الدولي يقوم بتمويل عملية الدراسة والتعليم، وايجاد سكن للأسر ولا سيما الشباب، إضافة لتمويل القطاع الزراعي، ومساعدة العائدين لديارهم بعد حرب إبادة كان من نتائجها أكثر من 200 ألف قتيل، ودمار لحق بـ90 في المائة من البنية التحتية.

ولم يخف بوكفيتش وجود بعض المتاعب في البوسنة، بسبب النظام الاشتراكي القديم الذي لا تزال بعض آثاره تؤثر على التحول الديناميكي للمصرفية الاسلامية، مشيرا الى ان بنك البوسنة الدولي يحتاج لبعض الوقت حتى نحقق النجاح المأمول، رغم كل الانجازات التي حققها.

وقال بوكفيتش إن «عام 2007 الماضي، شهد تحولا مهما على صعيد عمل بنك البوسنة الدولي، حيث ارتفع عدد بطاقات القروض، وعدد الشركات المتعاملة معنا، بشهادة وتقويم الدولة فنحن أسرع نموا من جميع البنوك الأخرى، بما فيها بنك رايفيزن الألماني في البوسنة، وأصبح لدينا الآن 10 فروع في البوسنة منها 4 في سراييفو، أما البقية فهي في موستار وزينتسا وبيهاتش وبريتشكو وفيسوكو وبوغوينو».

وعن الشركات الكبرى التي تتعامل مع بنك البوسنة الدولي أفاد بأن «هناك شركة «بوسنة ليك» لصناعة الأدوية، وهي شركة عملاقة تتعامل مع متعاملين في كثير من دول العالم، وشركة انرغو انفيست، للمقاولات، وهي شركة لها أعمال في دول عريقة، وكذلك شركة هيدروغرادينيا، وهي شركة مقاولات صناعية لها سمعتها الدولية بما في ذلك بعض الدول العربية، وشركة «ميس» لصناعة الأغذية وغيرها من الشركات». وحول سبب تحول الشركات للتعامل مع بنك البوسنة الدولي قال «لأن البنك يقدم أفضل العروض في مجال التأمين، كما يسهل عمل الشركات المعاملة مع الدول العربية والاسلامية الأعضاء في البنك الاسلامي للتنمية، بينما التعامل مع البنوك الأخرى، يجعل التحويلات المالية أكثر تكلفة وتستغرق وقتا أطول».

وفيما يخص المشروع العقاري الكبير الذي يقوم به بنك البوسنة الدولي في قلب سراييفو، ذكر بوكفيتش أن «المشروع يقوم به البنك الاسلامي للتنمية الذي يملك 47 في المائة من رأس مال بنك البوسنة الدولي، ويملك بنك دبي الاسلامي، الذي تملكه حكومة دبي، 27 في المائة، كما يملك بنك أبو ظبي الاسلامي 27 في المائة من رأس مال البنك».

وأضاف «أن إقامة المشروع العقاري الكبير، الذي يقع على مساحة 45 ألف متر مربع، وتقدر تكاليفه بنحو 100 مليون مارك (نحو 70 مليون دولار)، وسيتم الانتهاء منه نهاية هذا العام الحالي 2008، ويتكون المبنى من ثلاثة عناصر رئيسية هي المستودعات، وهي ثلاثة طوابق تحت الأرض ومركز تجاري كبير، ومكاتب عمل، وسيكون المبنى من 10 طوابق فوق الأرض، وسيكون المبنى أحد أهم المعالم في سراييفو، كما سيكون أول مركز من المراكز، التي نعتزم إقامتها في البوسنة مستقبلا».

وبالنسبة للنشاط الاجتماعي، الذي يقوم به البنك لمساعدة البوسنة، أفاد بوكفيتش بأن «النشاط الاجتماعي من بين النشاطات التي يقوم بها البنك، فهو ليس بنكا مصرفيا فحسب، ففي كل سنة نقدم منحا دراسية عديدة بالتعاون مع وزارة التعليم ومع المشيخة الاسلامية، وفي الأيام الأخيرة فقط تم تقديم 35 منحة دراسية، كما نقدم ما يعرف في المصرفية الاسلامية بالقرض الحسن، وهو القرض المالي بدون فوائد، وهو يختلف عن طريقة التعامل المصرفي للاغراض التجارية والربحية الاسلامية كشراء احتياجات الزبائن وبيعها لهم بأسعار تفوق سعر الشراء».

وعن المساعدات التي تم تقديمها لعودة المهاجرين عبر بنك البوسنة الدولي، ذكر مديره أن مؤسسة مكتوم قدمت مساعدات للمهاجرين في براتوناتس (شمل البوسنة) عبر البنك، بحيث يتسلم المنتفع مثلا 10 آلاف يورو يعيدها خلال 20 سنة بدون فوائد أو ضرائب، أو ما شابه ذلك. كما ذكر مشروع ستولاتس في الجنوب بتمويل البنك الاسلامي للتنمية، وتحت إشراف رئيس العلماء في البوسنة، وجملة ما قدمه البنك الاسلامي للتنمية لمشاريع العودة يزيد عن 25 مليون يورو. وأخيرا تطرق مدير بنك البوسنة الدولي إلى مشروع الحج، الذي يقوم به البنك، والذي يتمثل في استقبال مبالغ مالية شهرية أو سنوية أو غير ذلك من الراغبين في الذهاب للحج، حتى إذ اكتمل النصاب المالي، يتوجه المعني لأداء فريضة الحج، أو تضمنه المؤسسة، التي يعمل بها، ويقوم هو بتسديد المبلغ للبنك أو لمؤسسته مباشرة.