ميزانية القاضي

علي المزيد

TT

كان حمد القاضي رئيسا لتحرير المجلة العربية الصادرة في السعودية، وفي سنة من السنوات كما يروي وبحكم أن المجلة شهرية أراد أن يسبق الجميع في الحديث عن الميزانية، وفعلا وجه القاضي طاقم العمل في المجلة لوضع عنوان على الغلاف ونصه صدور ميزانية الخير، وفي داخل العدد حديث عن الميزانية وصدورها. يواصل القاضي حديثة ويقول: كانت الميزانية تصدر في الأول من رجب سنويا ووفق التقويم الهجري، وبينما أنا اقلب عدد المجلة العربية مساءً وإذ أول خبر على نشرة التلفزيون السعودي يشير إلى تأجيل الميزانية ويبدو أنه أول تأجيل. يواصل القاضي حديثة ويقول: اسقط في يدي، هل أوزع العدد أم أمنع توزيعه؟ أو أعيد طباعته عبر استبدال مواد الميزانية بمواد أخرى؟ يتابع القاضي حديثه بالقول: اتصلت بالشيخ حسن آل الشيخ أستشيره، هل أوزع العدد أم أمنعه. يقول القاضي: صمت الشيخ حسن برهة وقال: أن تخطئ في التفاؤل خير من أن تصيب في التشاؤم.

يواصل القاضي حديثة ويقول: وزعنا العدد وكنت أتوجس خيفة من أن يتصل بي أحد المسؤولين ويسألني أسئلة لا أعرفها عن الميزانية التي أصدرتها ولكن الحمد لله لم يتصل أحد. ولكن زملائي الظرفاء من الصحفيين اتصلوا يهنئون بهذا السبق العظيم والبعض يسأل عن مخصص التعليم والأخر عن الصحة وصارت هذه القصة محل تندر صالونات السعودية مدة من الزمن حتى نسيت. تعمدت أن اخرج زاوية هذا الأسبوع عن الأحاديث الجادة، فمن حق القارئ أن يستريح من رفع ضغط الاقتصاد الذي لا يجيد الحديث سوى عن التضخم والكساد، بقي القول إن هذه الرواية سمعتها من الأستاذ والأديب حمد القاضي أثناء حفل تكريمه الأسبوع الماضي، بعد تركه رئاسة تحرير المجلة العربية، والذي نظمته وزارة الإعلام وحضرها معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ أياد مدني وقدم للقاضي درعا تذكاريا كشكر على جهوده التي قدمها لخدمة الصحافة والإعلام الطويلة. وبعد حفل تكريم القاضي الذي حضرته شاهدت تكريم لاعب كرة القدم السعودي ولاعب نادي الهلال سامي الجابر على شاشات التلفزيون وبعدها قررت أن يحترف ابنائي الكرة لا الأدب. وكل تكريم وانتم بخير.

* اقتصادي سعودي [email protected]