جرح 3 فرنسيين في هجوم مسلح على السفارة الإسرائيلية بنواكشوط

منفذوه لاذوا بالفرار وتركوا سلاحين وقنبلتين

صورة تظهر الأضرار التي لحقت بالمطعم المجاور للسفارة الإسرائيلية في نواكشوط إثر هجوم أمس (ا.ف.ب)
TT

أدى هجوم شنه 3 مسلحين فجر أمس على السفارة الإسرائيلية بنواكشوط إلى إصابة 3 فرنسيين. وذكر شهود عيان أن المهاجمين الذين كانوا يحملون أسلحة اوتوماتيكية تبادلوا إطلاق النار مع حرس السفارة لمدة نصف ساعة قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما نقل الجرحى إلى عيادات طبية وسط العاصمة ويعتقد الأطباء أن إصاباتهم غير حرجة.

وسمع دوي انفجار قوي، ولعلعة الرصاص في محيط السفارة الإسرائيلية خلال ساعات الفجر الأولى، مما خلق حالة من الهلع الشديد لدى سكان حي «تفرغ زينة» الراقي الذي يحتضن مبنى السفارة.

وأكد شهود عيان أن الشبان كانوا يرتدون أقمصة فضفاضة، وترجلوا من سيارتهم قبل أن يبدأوا بإطلاق النار على مبنى السفارة، وهم يرددون هتافات وأناشيد دينية لبعض الوقت. وأوضح حاكم نواكشوط محمد الامين ولد مولاي ان «المهاجمين ثلاثة ولا يزال البحث مستمرا عنهم»، مؤكدا فتح تحقيق. وكانت شهادات أولى تحدثت عن ستة مهاجمين. وتابع الحاكم أن المجموعة تركت في مكان الحادث السلاحين اللذين استخدمتهما اضافة الى قنبلتين يدويتين.

وتوافد العشرات من رجال الأمن الموريتاني إلى مكان الحادث، حيث وضعوا حواجز أمنية على امتداد الشوارع المؤدية لمبنى السفارة الإسرائيلية تجنبا لأي هجوم آخر محتمل.

وجرى حديث عن حدوث مواجهة عنيفة بين المهاجمين الشبان ورجال الأمن خلال عملية مطاردة وقعت في جنوب وشمال نواكشوط، لكن لم يتسن التأكد من صحة ذلك لدى جهات رسمية. ولا يعرف ما اذا كانت هناك اصابات في صفوف المهاجمين.

ونفى سفير اسرائيل في موريتانيا، بوز بيسموث، وجود أي إصابات في صفوف طاقم السفارة، وقال إنها كانت خالية من موظفيها ساعة الهجوم، الذي وقع عند الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي. وأدان السفير الاسرائيلي الهجوم بشدة واعتبره عملا إرهابيا. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية في القدس ارييه ميكيل قوله «انه عمل ارهابي واضح يندرج في اطار سلسلة طويلة من الاعتداءات التي استهدفت ممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج منذ عدة سنوات».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أيضاً عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن الحادث تسبب في جرح ثلاثة فرنسيين كانوا في جوار مطعم ومرقص «في آي بي» يبعد عشرات الأمتار عن السفارة. وأصيب صاحب المطعم برصاصة طائشة جراء الهجوم بحسب المصدر نفسه، فيما كسر شخص ثان ساقه وهو يحاول الهرب. وقال حاكم نواكشوط محمد الامين ولد مولاي زين «ثمة فرنسية كانت داخل سيارة مع صديقتها الفرنسية أيضا، قد أصيبت بالرصاص».

وأدانت الحكومة الموريتانية «بشدة» الهجوم، وأكدت أنها «ستبذل ما في وسعها» لتوقيف منفذيه ومحاكمتهم. وتعد موريتانيا من الدول العربية القليلة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، اضافة الى مصر والاردن.

وجاء هجوم أمس بعد اقل من شهرين على حادثتين مماثلتين أسفرت إحداهما عن مقتل أربعة سياح فرنسيين في آلاك (250 كيلومترا شرق العاصمة نواكشوط)، فيما أودى الثاني بحياة ثلاثة جنود موريتانيين بمنطقة القلاوية في الشمال الموريتاني. وتستعد موريتانيا حالياً لإحالة المتهمين بقتل السياح الفرنسيين إلى العدالة بعد مرور أكثر من شهر على احتجازهم، حيث تم القبض عليهم في غينا بيساو، ونقلوا إلى موريتانيا على متن طائرة عسكرية.

ووقع الهجوم في وقت ترتفع فيه اصوات في موريتانيا للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية التي اقيمت مع اسرائيل عام 1999 في عهد معاوية ولد طايع الذي اطاحه انقلاب عسكري عام 2005. ودعا رئيس الجمعية الوطنية في موريتانيا مسعود ولد بلخير في الآونة الأخيرة الحكومة إلى «اعادة النظر» في علاقاتها الدبلوماسية «المشينة» مع الدولة العبرية، مشددا بذلك الضغوط على السلطات في هذا الصدد. وهي المرة الاولى التي يطلب فيها رسميا مسؤول موريتاني بمستوى مسعود ولد بلخير، المسؤول الثالث في الدولة بعد الرئيس ورئيس مجلس الشيوخ، اعادة النظر بهذه العلاقات.