حمدان ولي عهد دبي يرأس المجلس التنفيذي للإمارة

سيكون ترتيبه الحادي عشر في سلسلة الحكم في تاريخ الإمارة

الشيخ حمدان بن محمد
TT

عندما كان الشيخ حمدان بن محمد بن راشد تتم دعوته (في طفولته) لمجالسة الكبار، كان الطفل يتبرم لكنه في الوقت ذاته يذعن لرغبة والده، بالتأكيد فإن الشيخ حمدان، أو فزاع وهو لقبه في ساحة الشعر، أدرك جيدا، بعد حين، أن والده كان ينظر لمستقبل ربما يحين في وقت ما، وهاهو المستقبل جاء، وتم تعيين الشيخ حمدان وليا للعهد في دبي.

وفي زيارة صحافية سابقة لي للشيخ حمدان(قبل توليه ولاية العهد) سألته عن تلك اللحظات التي كان يدعى وهو طفل لمجلس والده ومرافقته في جولاته وزياراته، فرد قائلا «كنت وأنا طفلا أمتعض من ذلك لأننا، أنا وأخوتي، نفضل اللعب على القيام بهذه الرسميات، غير أنني أشعر اليوم بأن تلك السنوات كانت حافلة بالتجارب والخبرات والمعارف الحيوية التي لم تكن ستتاح لي فرصة لتعلمها»، ويضيف «انا فخور اليوم بكوني خريج مدرسة سموه فقد تعلمت منه قيما شخصية وعملية لا تحصى بدءا من الطموح والالتزام والمسؤولية انتهاء بالشجاعة باتخاذ القرارات الاستراتيجية بعد دراستها بشكل متأن والعمل الدؤوب لمصلحة الوطن والمواطن».

الشيخ حمدان سيكون ترتيبه الحادي عشر من بين حكام إمارة دبي، والذين كان أولهم مكتوم بن بطي الذي تولى حكم الإمارة في عام 1833، التي كانت قرية صغيرة على بحر الخليج العربي، قبل أن يؤسس فيها آل مكتوم مدينة هامة لقوافل التجارة في الخليج.

ولكن ماذا عن علاقة ولي العهد الجديد بوالده حاكم الإمارة ونائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، والأثنان خريجان لكليات عسكرية، وكيف يتم الفصل بين مشاعر الأبوة ومهام الحكم في الإمارة؟ يرد الشيخ حمدان بأن هناك فرزا واضحا بين العلاقة العائلية والالتزام بالمسؤوليات، ويضيف «فكوني ابن الشيخ محمد بن راشد لا يعفيني من مسؤولياتي بل على العكس أشعر أحيانا انه يحاسبني وأخوتي بشكل أكبر من سوانا تأكيدا لالتزامه المطلق بضرورة اداء أي عمل على الوجه الأمثل».

وخلال تجربة الشيخ حمدان بن محمد كرئيس للمجلس التنفيذي في دبي (عين في سبتمبر 2006)، أشرف على الخطة الاستراتيجية المحلية التي أطلقها والده التي تم إعلان ملامحها في فبراير 2007، لتضع أساساً علميا دقيقا لنهج التطوير والتحديث في دبي حتى عام 2015. ومع أن ولي العهد الجديد ظهر بشكل أكثر قوة بجانب والده منذ تولي الشيخ محمد بن راشد مقاليد الحكم في دبي في يناير 2006، غير أنه تمكن خلال عامين من ترسيخ شخصيته وأن يتواصل مع مواطني دبي بصورة غير مسبوقة، ويمكن القول إن تفوق الشيخ حمدان رياضيا ومواهبه الشعرية، بالإضافة إلى شخصيته المتواضعة وطريقة إدارته للمجلس التنفيذي في الإمارة، اختصر الطريق كثيرا على الشيخ حمدان، ولم يعد غريبا أن تشاهد صور الشيخ حمدان تنتشر على سيارات الشباب في دبي.

تتلمذ الشيخ حمدان على يدي والده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شعراً وفروسية وأدباً وحضوراً، حيث يصطحبه والده في معظم جولاته وزياراته ولقاءاته الخاصة والرسمية على المستويين المحلي والخارجي، كما عرف الشيخ حمدان بن محمد بمشاركته الفاعلة في المناسبات الوطنية والاجتماعية، ويحظى بشعبية واسعة في أوساط شباب الإمارات.

ويسير الشيخ حمدان على نهج والده في زياراته المفاجئة للدوائر الحكومية في دبي، ويقول «الزيارات المفاجئة للمؤسسات والدوائر الحكومية تعد احدى وسائل عديدة للتعرف إلى أداء هذه المؤسسات على أرض الواقع من دون أية رتوش أو محاولات تجميل، خاصة ان الزيارات الرسمية تسبقها استعدادات كثيرة تعطي الانطباع بأن كل شيء على ما يرام وقد تخفي سلبيات كثيرة».

الشيخ حمدان بن محمد من مواليد الرابع عشر من نوفمبر من عام 1982، وقد تلقى دراسته الثانوية في مدرسة راشد الخاصة، قبل التوجه إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، حيث تخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وهي إحدى أعرق الكليات العسكرية في العالم، إضافة إلى دراسته العسكرية حصل على عدد من الدورات التدريبية الاقتصادية المتخصصة في كلية لندن للاقتصاد، وكلية دبي للإدارة الحكومية. والشيخ حمدان فارس وله العديد من الإنجازات الرياضية، حيث حصد الميدالية الذهبية في البطولة الأولمبية للألعاب الآسيوية، ومن هواياته الآداب والشعر.