مصدر فرنسي رسمي لـ«الشرق الأوسط»: رفضنا الخوض في لعبة أسماء بديلة للعماد سليمان في الرئاسة اللبنانية

قال إن باريس لن تكون رهينة في أيدي الباحثين عن التأجيل والتعطيل

العاصمة اللبنانية، بيروت، كما بدت امس محاصرة بالثلوج على مدخلها الغربي (أ.ف.ب)
TT

نأت باريس بنفسها عن الأخبار التى دارت في الأيام الأخيرة عن مساع لاقتراح مرشحين آخرين غير العماد ميشال سليمان كما نفت ما يقال عن «غموض» فرنسي إزاء الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان وعجز مجلس النواب عن انتخاب سليمان مرشح اجماع.

وحرصت هذه المصادر على التأكيد على ثلاثة أمور وصفتها بأنها «اساسية» هي: دعم فرنسا للمبادرة العربية بشأن لبنان «200 بالمائة»، نفي وجود خطة بديلة, وأخيرا تأكيد وقف الاتصالات السياسية المباشرة بين فرنسا وسورية بشأن لبنان منذ تصريحات الرئيس ساركوزي في القاهرة، في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت هذه المصادر: «لم نغير رأينا حتى الآن والشرط الذي وضعناه، أي التوقف عن الوعود والإنتقال الى الأعمال وانتخاب رئيس جديد للبنان قبل استئناف الحوار مع سورية، ما زال قائما».

واكد الجانب الفرنسي أن باريس «تعتبر أن العماد سليمان هو مرشح الإجماع وفق الخطة العربية وهي لن تغير رأيها بذلك، فضلا عن أنه هو المرشح الأفضل حتى ظهور العكس «ويناسب الجميع». و خلصت المصادر الفرنسية الى التأكيد أن فرنسا «تدعم الخطة العربية وتدعم سليمان». ونفت أن تكون باريس قبلت البحث في «أسماء بديلة» خصوصا أنها تعتبر أن ثمة «خطة وحيدة موجودة على الطاولة هي الخطة العربية وفرنسا لا تريد التشويش بل المساعدة». وتساءلت المصادر الفرنسية: «يقولون إن سليمان لم يعد مقبولا نحن نريد أن نعرف لماذا لم يعد مقبولا بعد أن كان مقبولا ونريد أن نعرف لماذا لا يمكن انتخاب سليمان رئيسا؟». واستطردت المصادر الفرنسية قائلة «نحن لا نريد بأي حال أن نكون رهائن لإستراتيجيات تسعى لتأخيرالانتخاب والإلتفاف (على الحل)».

وتعتبر باريس أن ثمة أفرقاء في لبنان وخارج لبنان تريد تأخير انتخاب رئيس جديد الى ما لا نهاية وهذا ما دفع باريس الى «رفض الخوض في لعبة الأسماء الجديدة». وتتخوف الدبلوماسية الفرنسية من أن يكون مثل هذا الإقتراح «مدخلا لمساومات جديدة لا تنتهي» خصوصا أن «لا ضمانات» من أن لا تقوم عقبات إضافية وجديدة الى ما لا نهاية «تؤخر أيضا وأيضا انتخاب رئيس جديد».

ونحت المصادر الفرنسية باللائمة على أحد المرشحين اللبنانيين الذي «أخذ يروج الى أنه يحظى بدعم باريس»، وقالت هذه المصادر «بشكل قطعي» إن «المرشح المذكور ارتكب خطأ ونسب لنفسه أمورا ليست موجودة لا بل إنه تلقى لوما من جهات أخرى» بسبب ذلك. ونبهت المصادر الفرنسية الى المخاطر المحدقة بالإستقرار والأمن اللبنانيين في حال استمر النسج على هذا المنوال، وحكم باريس على الطبقة السياسية اللبنانية قاس للغاية. فوفق المنظور الفرنسي، باريس «تعي الخطورة الفائقة للوضع الحالي واحتمال انفجاره وكلما طال الإنتظار والفراغ كلما تفاقمت مخاطر الانفجار». وتشدد فرنسا على «مسؤولية اللبنانيين أنفسهم» في إدامة الأزمة من غير أن تبرئ الأطراف الخارجية. وتقول المصادر المعنية إن ثمة «من له مصلحة في إدامة الأزمة وكل يحرك الخيوط التي بين يديه ويستغل الأطراف الخارجية في لعبته». وترى مصادر مطلعة في باريس أن «التعاطي» الإيراني مع الملف اللبناني «يفترق» عن التعاطي السوري إذ أن نقطة الإرتكاز «الإيرانية هي حزب الله» و«لا مصلحة لإيران في إحراق ورقة حزب الله» بل في استمرار ضعف الدولة المركزية ما «يمكن حزب الله من إبقاء سيطرته على قسم من الأراضي اللبنانية وعلى استمرار التحكم بجانب من اللعبة».