«14 آذار» تؤكد التزامها المبادرة العربية وترشيح سليمان .. وتتهم المعارضة بأنها لا تريد إجراء انتخابات رئاسية

الحملات المتبادلة في لبنان تنحدر إلى مستوى الشتائم

وزير الاتصالات اللبناني، مروان حمادة، خلال استقباله امس في بيروت لمدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الايطالية، سيزاري ريغاليين والسفير الايطالي في بيروت غابريال كيكيا («الشرق الأوسط»)
TT

تواصل في بيروت السجال «الاعلامي ـ السياسي» بين اطراف المعارضة والموالاة، الذي وصل في بعض نواحيه الى «السباب والشتائم والتهجمات الشخصية»، خصوصا بين نواب كتلة «المستقبل» التي يرأسها النائب سعد الحريري ونواب كتلة «حزب الله»، وتحديدا النائب علي عمار الذي كان هدفا لحملة من نواب «المستقبل» على خلفية تصريحات «نابية» ادلى بها بعيد احداث الاحد الماضي التي اسفرت عن مقتل 7 متظاهرين في محلة مار مخايل في ضاحية بيروت الجنوبية.

واتهم وزير الشباب والرياضة احمد فتفت المعارضة بانها «لا تريد حلا». وامل بـ«حصول الانتخابات الرئاسية في جلسة 11 فبراير (شباط)»، مشددا على ان قوى الاكثرية «تجتهد لذلك وكذلك الحكومة التي يهمها تسليم الامانة الى الرئيس العتيد اليوم قبل الغد»، لافتا إلى ان «اصحاب العرقلة معروفون وسبق ان سمعنا تصريحات عن عمرو موسى قبل احداث الاحد، وهذه التصريحات تطورت قبل يوم الاحد وما بعده، وسبقها الكلام عن اسباب صحية (المت بالنائب ميشال عون) حالت دون عقد جلسة الحوار بعد عودة موسى من دمشق». وأكد ان «الطرف الآخر لا يبحث عن حل ولا يريد انتخابات رئاسية ويشعر بالارتياح لتراجع الوضع الامني والاقتصادي والاجتماعي، وهذا الطرف مغشوش لان الازمة ستطال الجميع ومن يزرع الريح يحصد العاصفة».

ورأى الرئيس السابق امين الجميل «ان انتقاد حزب الله للجيش هو بمثابة رسالة إلى قائد الجيش العماد ميشال سليمان برفض انتخابه رئيساً للجمهورية»، معتبرا ان الحزب انتقد الجيش «لسببين، اولهما الحفاظ على نوع من الفوضى في البلاد، فهو أعلن صراحةً أنه لن يترك حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ترتاح، والسبب الثاني هو ربما بعث رسالة إلى العماد سليمان برفض انتخابه رئيساً للجمهورية».

واكد وزير الاتصالات مروان حمادة تمسك قوى «14 اذار» بالمبادرة العربية وبالترشيح التوافقي لقائد الجيش العماد ميشال سليمان، آملا ان «نستطيع انتخابه في جلسة الحادي عشر من هذا الشهر (رئيسا)، وكذلك ان يتجاوز البلد هذه الازمة الاليمة التي حدثت في الضاحية الجنوبية الاحد الفائت».

ورأى النائب ايلي عون (عضو كتلة النائب وليد جنبلاط) ان «ربط الموقف من قيادة الجيش وتحديدا من العماد ميشال سليمان ومن مصير المبادرة العربية بنتائج التحقيق لم يعد الهدف منه كشف الحقيقة انما هو نوع من الاستثمار السياسي لما حدث اقرب الى الابتزاز الذي يوظف في تلبية المطالب التي تطرحها المعارضة». وقال: «ان الضغط الذي يمارس على قيادة الجيش يجعلنا نتساءل اذا ما كان النزول الى الشارع في ذلك اليوم المشؤوم بالفعل عفويا وصدفة وبريئا من اجل المطالبة بعودة التيار الكهربائي الذي لم يكن مقطوعا ام ان هناك قرارا بالتصدي للسلطة وقواها وهذه المرة الجيش تحديدا بدليل الهجوم المركز من قبل المحتجين على عناصر الجيش لنزع سلاحهم واذلالهم كما بدا واضحا على وسائل الاعلام».

ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب عمار الحوري ان «الفكرة التي تقوم عليها المعارضة هي هدم الدولة اللبنانية»، معتبرا انهم «يحاولون اليوم ضرب مؤسسة الجيش اللبناني»، مؤكدا «ان قوى 14 اذار لن تسمح باسقاط الدولة اللبنانية». وذكّر بان «الموالاة قدمت تنازلات كثيرة في سبيل المصلحة الوطنية»، ودعا المعارضة الى «الموافقة على انتخاب العماد ميشال سليمان اذا كانت فعلا ترى أن الموالاة تناور بترشيحه»، معتبرا من ناحية أخرى أن المعارضة لا تريد سليمان، و«الدليل أنها حتى الآن لم تقدم أي موافقة واضحة ورسمية عليه».

ودعا النائب عبد المجيد صالح (عضو كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري) ضرورة معاقبة الفاعلين (في قضية مقتل المظاهرين الاحد الماضي) ومعاقبة الجناة «لان عقاب البعض من ضباط الجيش وأفراده أفضل من عقاب وطن بكامله وان هيبة الجيش تبقى في مساره الصحيح الذي التزمه منذ اغتيال الرئيس الحريري حتى الأحد الأسود في مار مخايل». واكد ان «هيبة الجيش هي الدفاع عن الوطن مع المقاومة كما عهدناه وهو حاجة لكل اللبنانيين»، ودعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى «اطلاق تفسيرات واضحة وصريحة للمبادرة العربية وخصوصا الارقام اي تشكيل الحكومة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب».

وبالعودة الى السجال، وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب عزام دندشي كلام النائب عمار بانه «حقير وسفيه». وقال: «لا اريد ان انحدر الى هذا المستوى السفيه والعبارات الحقيرة التي استخدمها النائب علي عمار، الا انني اريد ان أؤكد ان قوى «14 آذار» تنتظر التحقيق مع الإشارة الى اننا لا نحبّذ استعمال القوة المفرطة مع المتظاهرين. فالأولوية في الوقت الراهن هي للحفاظ على السلم الاهلي ودرء مخططات اشعال الفتنة، في حين ان الفريق الآخر يهوى اللعب على حفّة الهاوية، وكل ما نشهده من حملة مسعورة يهدف الى جر لبنان الى الهاوية خدمة لمصالح اقليمية».

وقال النائب محمود المراد (المستقبل): «بعد البيانات واللقاءات والتصريحات المرئية والمسموعة الصادرة عن النائب علي عمار بما تحمله من ألفاظ نابية وكلام ساقط وتوصيفات أقل ما يقال فيها ان صاحبها قد تجرد من أخلاقه، فكرت مليا بالرد عليه، وعندها استوقفتني الآية الكريمة التي تصف هذا النوع من البشر بقول الله تعالى (إن مثله كالكلب إن تحمل عليه يلهث، وتتركه يلهث). فليلهث وحيدا وليدخل التاريخ من بابه العريض شتاما ولعانا وصخابا في الاسواق».

ولاحقا رد عمار بتصريح قال فيه: «عندما تعجز الغرفة السوداء في مربع قريطم عن الرد على الكلام السياسي حول موضوعات وطنية تبادر بسبب افلاسها السياسي الى كتابة مقطوعات من السباب وتوعز الى موظفين برتبة نواب لا يكاد يسمع بهم الرأي العام يعملون بالقطعة ويجهلون ما يقرأون الى حد ذكر الآية الكريمة خطأ»، معتبرا ان «الخطاب المبتذل الذي استخدمته جوقة قريطم للتحريض المذهبي والشحن الغرائزي بما في ذلك استخدام لغة الحيوانات في وصف لبنانيين آخرين انما يعكس واقع حالهم، فكل إناء بالذي فيه ينضح».