قيادي سابق من الجماعة «المقاتلة»: شخص غير ليبي سيخلف أبو الليث في «القاعدة»

نعمان بن عثمان لـ «الشرق الأوسط» : القيادات التاريخية لم توافق على الانضمام لابن لادن

TT

كشف قيادي سابق في «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة»، ان شخصا غير ليبي سيخلف ابو الليث في قيادة المجموعة الليبية في تنظيم بن لادن. وقال نعمان بن عثمان العضو السابق لمجلس شورى «المقاتلة» واللاجئ السياسي في بريطانيا، انه لا يوجد احد ضمن المجموعة الليبية في مستوى قيادة وفقه ابو الليث الليبي، الذي قتل الثلاثاء بصاروخ اميركي في المناطق القبلية شمال غرب باكستان مع 12 اسلاميا اخرين. واوضح بن عثمان، ان المجموعة الليبية لا يتجاوز عددها الـ30 شخصا، وتحظى برعاية شخصية من ايمن الظواهري نائب بن لادن، وقال على الارجح ان يقود الظواهري المجموعة الليبية. مشيرا الى ان المجموعة الليبية التي انضوت تحت راية «القاعدة» ليس من حقها ان تفرض الان قائدا بعينه لادارة شؤونها. وأشار الاسلامي الليبي، الذي زار افغانستان عدة مرات وتعرف عن قرب على بن لادن والظواهري حليفه الاول، ومحمد عاطف «ابو حفص الكومندان» المسؤول العسكري السابق لـ«القاعدة»، الذي قتل في الغارات الاميركية على قندهار، ان المتابعين يعرفون ان المجموعة الليبية في افغانستان يدير شؤونها على اعلى مستوى منذ فترة الظواهري. الا ان بن عثمان، الذي تعتبره المصادر البريطانية خبيرا في تاريخ الحركات الاصولية، اكد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، ان القيادات التاريخية لـ«الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة»، الموجودة في سجن ابي سليم في طرابلس، لم توافق على الانضمام تحت راية «القاعدة»، وقال ان الأمير الشرعي عبد الله الصادق، وابو المنذر الساعدي المسؤول الشرعي، وابو حازم واسمه خالد الشريف، وهو نائب الأمير، جميعهم لا يوافق على الانضواء تحت راية بن لادن. وحول ما يتردد عن وجود خلافات بين «الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة» والجماعة الجزائرية في «القاعدة»، اعترف بوجود خلافات في النهج بين «المقاتلة» والجماعة التي كانت تعرف باسم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، والتي تحولت الى «القاعدة في المغرب العربي»، قال ابن عثمان، حتى هذه اللحظة هناك خلافات في الرأي تمنع التكامل بين الجماعتين لاسباب منهجية وتاريخية. يذكر أن ابو الليث الليبي يتحدر من ليبيا، وقد برز في الآونة الأخيرة على صعيد الدور الدولي، الذي تم منحه إياه، خاصة في أفغانستان. وكان الظواهري قد ظهر في تسجيل مرئي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن فيه انضمام جماعة إسلامية ليبية إلى شبكة تنظيم «القاعدة»، معلنا الحرب على أنظمة الحكم في دول المغرب العربي. ونقلت أسوشيتد برس عن الظواهري قوله، في تسجيل صوتي تمّ بثه على مواقع معروفة ببثها مثل هذه الرسائل، إنّ «قادة الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا أعلنوا انضمامهم إلى القاعدة». وفي نفس الشريط الصوتي، قال متحدث آخر قدّم نفسه على أنه أبو الليث الليبي، وأنه زعيم الجماعة الليبية «إننا نعلن انضمامنا إلى شبكة القاعدة، حتى نكون جنودا مخلصين لابن لادن». وظهر الليبي في عدد من أشرطة الفيديو التي بثها تنظيم «القاعدة». وكذلك، عمل الليبي ناطقا باسم تنظيم «القاعدة» عام 2002 عندما أعلن أن بن لادن وزعيم طالبان الملا عمر نجيا من محاولات القوات الأميركية استهدافهما في أفغانستان. ورغم ان مقتل الليبي يمثل ضربة لـ«القاعدة» من الناحية العسكرية والمعنوية، لكنها نجحت حتى الان في تجاوز مثل هذه الاخفاقات والضربات، ولا يرجح ان تؤدي هذه الضربة الى تراجع الهجمات التي تشنها «القاعدة» في باكستان او افغانستان. من جهة اخرى قلل خبراء غربيون من اهمية التخلص من ابو الليث الليبي، وقالوا الضربات العسكرية تسمح احيانا بتحقيق اختراق كبير مثلما حصل الثلاثاء في القصف الصاروخي الذي استهدف منزلا في المنطقة القبلية الباكستانية، وادى الى مقتل ابو الليث الليبي احد قادة تنظيم «القاعدة»، الا انها غالبا ما توقع العديد من الضحايا المدنيين فتدفع قرى بل ولايات برمتها في احضان الطرف المناهض للغرب. واعتبر الفرنسي جان بيار فيليو، الاستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس ومؤلف كتاب بعنوان «حدود الجهاد»، ان «اعتماد تعداد الجثث معيارا للفاعلية اشبه بغوانتانامو، حيث نراهن على العدد فنمزج ما بين عناصر او حتى قياديين في «القاعدة» واشخاص يمتون بصلة ما الى «القاعدة» او حتى لا يمتون بأي صلة اليها او مجرد مدنيين». وتابع «عندها لا تكون الضربات الجوية وعمليات التصفية الجسدية غير مجدية فحسب، بل انها تؤدي الى نتيجة عكسية. فهي تكثف التجنيد بدل ان تضعف التنظيم». وقال فواز جرجس الباحث الاميركي من اصل لبناني في معهد ساره لورنس كوليدج في نيويورك، ان «تعداد الجثث فخ نصبته القاعدة ووقعت فيه الولايات المتحدة». وتابع «لا يمكن الانتصار في هذه الحرب في ساحة المعركة، لانها غير موجودة. وكلما استخدمنا القوة العسكرية، خسرنا في حرب الافكار والدعاية ضد «القاعدة».