أوباما يحصد دعما واسعا قبل أيام من «الثلاثاء الكبير» ويقلص الفارق بينه وبين كلينتون

ماكين لا يزال في المقدمة.. وحفيدة آيزنهاور ترى في أوباما القائد الوحيد القادر على إنقاذ بلادها

اوباما خلال احدى حملاته الانتخابية أمس في تاكو بيل أرينا في بويز (أ.ف.ب)
TT

بعد الدعم الذي حصل عليه من آل كنيدي، أعلنت عائلة أميركية سياسية جديدة أمس دعمها للمرشح الديمقراطي باراك أوباما، الذي تزداد حظوظه أكثر كل يوم مع اقتراب «الثلاثاء الكبير». واذا كان دعم تيد كنيدي وكارولين كنيدي ابنة الرئيس السابق جون كنيدي طبيعيا، كونهما ينتميان الى الحزب الديمقراطي، فان دعم حفيدة الرئيس الاميركي السابق الجمهوري دوايت آيزنهاور لاوباما قد يبدو خارجا عن المألوف. فقد كتبت سوزان ايزنهاور مقالا في صحيفة «واشنطن بوست»، الاميركية قالت فيه إنها مقتنعة بأن اوباما هو المرشح الوحيد القادر على تضميد جروح الاميركيين وتوحيد الشعب. وقالت إنه في حال اختار الحزب الديمقراطي ترشيح اوباما للتنافس على الرئاسة الاميركية، فانها ستعمل معه على انتخابه. وختمت مقالها بالقول انه «من دون قيادة اوباما فان اولادنا واحفادنا معرضون لخطر ان يتربوا في بلد مهمّش ترك لغضبه وانقساماته، وهو إرث غير مقبول لوطن عظيم».

وحصد أوباما دعما آخر أمس من المنظمة اليسارية النافذة «موف اون» التي تقول ان لديها 3.2 مليون منتسب عبر الانترنت، وهي منظمة نافذة بين المصوتين الديمقراطيين، وكان لديها دور مهم في وصول الديمقراطيين الى الكونغرس في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وبناءً على تصويت اعضائها من خلال البريد الالكتروني، قررت المنظمة اعلان دعمها لاوباما بعد حصوله على 70 في المائة من اصوات الاعضاء. وبينما لدى المنظمة 3.2 مليون عضو في الولايات المتحدة، شارك 280 الف عضو في عملية التصويت، ليعلن 197 الفاً منهم دعمهم الى اوباما. ويذكر ان نصف اعضاء المنظمة يقيمون في الولايات الـ22 التي ستصوت في «الثلاثاء الكبير».

وتعتبر منظمة «موف اون» اكبر منظمة سياسية شعبية في الولايات المتحدة وعرفت بمعارضتها للحرب في العراق. وبعث اوباما برسالة الى المنظمة جاء فيها: «اعضاء موف اون برهنوا على ان التغيير الحقيقي يأتي من الشعب الى القمة، ومن معارضتهم المبدئية للحرب في العراق ـ الحرب التي عارضتها منذ البداية – الى دعمهم القوي لعدد من القضايا التقدمية، موف اون تثبت ما يمكن للاميركيين تحقيقه عندما نجتمع في مجموعة شعبية من اجل التغيير». كذلك قدمت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» القريبة من الديمقراطيين دعمها لاوباما، بعد أن كان قد حصل قبل يوم واحد على دعم صحيفة «نيويورك بوست»، التي يملكها امبراطور الاعلام الاسترالي روبرت مردوخ. وحثت «لوس أنجليس تايمز» الاميركيين على التصويت لاوباما، وقالت: «نحث الناخبين على صنع اللحظة التاريخية بالتصويت للمرشح الديمقراطي الذي يركز على حث الوطن باتجاه تغيير بناء. نحن ندعم بشدة باراك أوباما». وتحدثت الصحيفة عن خطط اوباما ومنافسته هيلاري كلينتون الشبيهة في الكثير من الاماكن، ولكنها قالت إنها اختارته على كلينتون لأنه يتمتع بنظرة مستقبلية أقوى منها ويستطيع تحليل القرارات وقراءة المخاطر بطريقة أفضل. واعتبر ان هيلاري التي حظيت بدعم صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أسبوع، فشلت في الامتحان عندما صوتت لصالح الحرب على العراق، في حين عارضها اوباما منذ البداية، وتبين انه كان محقا. ووصفت بأنه «قائد مثالي يتجنب الخلافات الداخلية التي تطغى عادة على الحملة الانتخابية، ويجذب الاميركيين الذي ملوا منذ فترة طويلة من سياسة الفرقة والتدمير».

وقدمت الصحيفة ايضا دعمها للمرشح الجمهوري جون ماكين، الذي كان قد حظي بدعم صحيفة «نيويورك تايمز» قبل أسبوع، وقالت إنها تفضله على منافسيه ميت رومني ومايك هاكابي ورون بول رغم اختلافها معه على «مواضيع كثيرة مثل حقوق مثليي الجنس والاجهاض». وتحدثت عن صدقه وقالت إنه «حتى لو أن الكثير من أفكاره لا تروق لنا ولكنه على الاقل صادق، فهو يعكس تفرده عن الاخرين ورفضه لحكومة مهيمنة ودعمه لاصلاح قانون الهجرة وموقفه المؤيد لسياسة خارجية اميركية سليمة». أما المرشح الديمقراطي المنسحب جون ادواردز، الذي لم يقدم دعمه لاحد لغاية الان، فيبدو أن تأثير انسحابه بدا أيضا لصالح اوباما أكثر منه لصالح كلينتون. فقد بينت آخر استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني، ان اوباما قلص الفارق بينه وبين كلينتون، وارتفعت أسهمه الى 41 في المائة مقابل 44 في المائة لمنافسته، بعد أن كانت النتيجة قبل انسحاب ادواردز 36 في المائة مقابل 42 في المائة.

وقالت مؤسسة غالوب، التي نظمت الاستطلاع في بيان لها ان «تحليل هذا الاستطلاع اليومي يثبت ان كلينتون واوباما قريبان من بعضهما البعض اكثر من اي وقت مضى منذ بدء هذه السلسلة من الاستطلاعات مطلع 2008». وفي الجانب الجمهوري لا يزال ماكين يتقدم بفارق 15 نقطة عن أقرب منافسيه رجل الاعمال ميت رومني. ويبدو أيضا من خلال الاستطلاع ان ماكين استفاد من غالبية أصوات المرشح المنسحب رودي جولياني الذي أعلن دعمه له. ويتقدم ماكين على الصعيد الوطني استطلاعات الرأي وحصل على 39 في المائة مقابل 24 في المائة لرومني و17 في المائة للقس السابق مايك هاكابي. أما بالنسبة الى الحملة الانتخابية، فقد بدأ المرشحون من الحزب الديمقراطي والجمهوري بانفاق ملايين الدولارات على الاعلانات قبل يومين من تصويت أكثر من 20 ولاية أميركية يوم الثلاثاء المقبل. ويبدو أن أوباما يعمل على اجتذاب اصوات النساء اللواتي يملن عموما الى كلينتون، من خلال اعتماده على ثلاثي قد يكون عاملا مساعدا لجذب النساء اليه. فبالاضافة الى زوجته ميشال التي تجوب الولايات للترويج لزوجها، انضمت كارولين كنيدي الى الحملة. وستعود اوبرا وينفري، ثاني أكثر النساء شعبية في الولايات المتحدة بعد هيلاري، للانضمام الى حملة اوباما واقناع النساء بالتصويت له. أما كلينتون التي تشير استطلاعات الرأي حتى الان الى فوزها بفارق كبير على اوباما في ولاية كاليفورنيا التي تعطي الفائز مئات المندوبين، وحيث يشكل الاميركيون من أصل اسباني حوالي ربع الناخبين الديمقراطيين، فهي تحظى بدعم عدد من المسؤولين المتحدرين من اميركا اللاتينية ومن ابرزهم عمدة لوس انجليس انطونيو فيلارايغوسا والناشطة التــاريخية في حركة المزارعين دولورس ويرتا. أما بالنسبة الى الجمهوريين، فيبدو ان ماكين هو الاوفر حظا لغاية الان بالحصول على ترشيح حزبه ولا يزال يتصدر استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني. ويبدو أن ماكين أصبح شبه واثق من حسم فوزه يوم «الثلاثاء الكبير» بعد حصوله على دعم من صحيفتي «لوس أنجليس تايمز» و«نيويورك تايمز» وحاكم ولاية كاليفورنيا الممثل ارنولد شوارزينغير، اضافة الى دعم منافسه السابق المنسحب جولياني. وقال ماكين في حفل عشاء للحزب الجمهوري أقيم في ضاحية في شيكاغو: «أعتقد أن بامكاننا بحق حسم الامر يوم الثلاثاء المقبل».

أما أبرز منافسيه رومني فقال انه لن يخاطر بتقديم أي توقعات اذ أنه أخطأ من قبل مضيفا: «اعتقدت بحق أن الامر سيحسم ببداية يناير (كانون الثاني)». ويعتزم رومني تنظيم حملة انتخابية في ولايات مينيسوتا وايلينوي وميزوري وتنيسي وجورجيا ووست فرجينيا في الايام التالية وسيتخطى نيويورك ونيوجيرزي.