الحكومة الصينية تحذر مواطنيها: الأسوأ لم يأت بعد

العاصفة الثلجية تحاصر مئات الآلاف وتتسبب بخسائر اقتصادية بلغت 7.6 مليار دولار

ركاب ينتظرون وصول القطار في محطة للقطارات في غوانغو جنوب الصين (أ ب)
TT

حذرت الحكومة الصينية، التي تصارع للسيطرة على الازمة التي تسببت بها أسوأ عاصفة ثلجية تضرب الصين منذ 50 عاما، من تفاقم الوضع بسبب احتمال اشتداد العاصفة في الايام المقبلة، وقالت إن «الأسوأ لم يأت بعد».

وقالت في بيان بعد اجتماع طارئ عقدته لتنسيق جهود الاغاثة ان «الفترة الاصعب لم تنته بعد»، وأن ثلوجا وامطارا ثلجية ستسقط على معظم انحاء جنوب الصين لعدة ايام اخرى. وتعاني مدن وسط الصين من انقطاع الكهرباء والمياه منذ نحو أسبوع، وبدأت امدادات الطعام في بعض المدن تتضاءل. وارتفعت اسعار الخضراوات بشكل خاص ارتفاعا كبيرا بسبب تعطل وسائل النقل. ويخشى المسؤولون من وقوع اضطرابات مع اقتراب معدل التضخم بالفعل من اعلى مستوى له منذ 11 عاما. وتقدر الحكومة ان الثلوج والجليد هدمت 223 الف منزل، بالاضافة الى الحاق اضرار بنحو 862 الف منزل. وحذر المسؤولون السكان من إمكانية نقص إمدادات الغذاء مستقبلا، جراء تلف المحاصيل الشتوية. وأمرت الحكومة الصينية بزيادة إنتاج الفحم وفرض إجراءت طارئة تتيح التحكم في أسعار الفحم، في ظل الأنباء التي أفادت بأن ملايين الصينيين أصبحوا من دون ماء ولا كهرباء. وأثرت الأزمة على نحو 100 مليون شخص وتسببت في خسائر تقدر بـ54 مليار يان، أي ما يعادل 7.6 مليار دولار أميركي. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن الحكومة الصينية ضاعفت عدد الجنود المكلفين بمساعدة المناطق المنكوبة والمساهمة في جهود الإغاثة. ويُشار إلى أن الحكومة الصينية نشرت أكثر من 300 ألف جندي ونحو 1.1 مليون جندي احتياطي في إطار جهود الإغاثة. وزار رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو اقليم هونان أول أمس للمرة الثانية خلال اسبوع، وطلب من المسؤولين الاقليميين مضاعفة جهودهم لاعادة الخدمات الاساسية. وأبلغ وين مجلس الوزراء انه يتعين على المسؤولين على كافة المستويات القيام بمزيد من العمل الجاد «لضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي» في مواجهة الكارثة. ولا يزال مئات آلاف المسافرين عالقين في محطات القطارات في طريق عودتهم إلى بيوتهم للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة. وقضى مسافرون في مدينة جوانج زهو ليلتهم اول امس في العراء في ظل درجات حرارة دون الصفر، وهطول أمطار غزيرة، وهم ينتظرون وصول القطارات في محطة المسافرين الرئيسية بالمدينة. ووفرت الحكومة ملاجئ للمسافرين العالقين، لكنها لم تكن كافية لتسع مئات الآلاف منهم. ويُذكر أن العديد من العالقين هم عمال مهاجرون فقراء، وتشكل عطلة الأسبوع المقبل بالنسبة إليهم المناسبة الوحيدة طوال السنة لأخذ قسط من الراحة ولقاء عائلاتهم.