تجار غزة يحاولون جلب أكبر قدر من البضائع قبل الإغلاق

TT

بخلاف ما كانت عليه الأمور في الأيام الماضية، فقد اتفق سليم بني عودة، 37 عاما، وشريكه ابراهيم العبد، 28 عاما، صباح امس على أن ينطلق كل منهما بمفرده نحو القرى البدوية في محيط مدينتي رفح المصرية والشيخ زويد بحثا عن ماشية واغنام لشرائها.

وفي سيارة الأجرة التي اقلتهما برفقة مراسل «الشرق الأوسط»، ظل كل منهما يوصي الآخر بشراء أكبر عدد من رؤوس المواشي، انطلاقا من قناعتهما كما قناعة الكثير من تجار قطاع غزة، بأن سلطات الامن المصرية ستقوم بإغلاق الحدود بشكل مطلق مع القطاع اليوم. وعلى هذا الاساس فإن معظم التجار حاولوا امس ادخال اكبر كمية من البضائع والمواشي الى قطاع غزة، لكن محاولات أغلبهم باءت بالفشل لأن سلطات الأمن المصرية منعت وصول البضائع الى مدينة رفح، كما سدت المنافذ الترابية التي كان يتسلل عبرها التجار الغزاويون الذين كانوا يتوجهون بسياراتهم لجلب البضائع. ولا تتورع سلطات الأمن المصرية عن القيام بعمليات اعتقال ضد كل من يتم ضبطه خارج حدود رفح المصرية، في خطوة هدفت الى ردع المواطنين الفلسطينيين عن التوجه الى هناك. حالة القلق والتوتر كانت تبدو على جميع الذين انتقلوا صباح امس من القطاع الى مصر والعكس عبر بوابة صلاح الدين. محمد الاعوج، 18 عاما، الذي يعمل بنقل البضائع على عربة يجرها حمار من الشق المصري من رفح الى الشق الفلسطيني، منذ ساعات الفجر الاولى حتى الساعات المتأخرة من الليل، لا يكاد يستوعب أن هذه الحدود يمكن أن تغلق. فبالنسبة للأعوج الذي يعيل اسرة من ثمانية أفراد لم تمر عليه وعلى عائلته افضل من الأيام التي تلت فتح الحدود. ويدعو الأعوج الى عدم العودة الى الوضع السابق حتى لو أدى الأمر الى تدمير الحدود مجدداً.

الأنباء التي تحدثت عن فشل وفد الحكومة المقالة في غزة في التوصل لاتفاق مع الحكومة المصرية حول اعادة فتح معبر رفح، كانت مدار الحديث بين المواطنين الفلسطينيين في سيارات الأجرة التي كانت تنقلهم الى بوابة صلاح الدين، وبين الفلسطينيين الذين يتواجدون على هذه البوابة. الاعتبارات الحزبية لم تكن حاضرة في الجدل بين الناس هناك، حيث كان الاعتبار الوحيد للجميع هو وجوب بقاء الحدود مفتوحة وعدم العودة الى ايام الحصار. الناس هنا لا يريدون أن يصدقوا أن الحدود ستغلق مجدداً، أحد اصحاب شاحنات النقل الذي يعمل على نقل البضائع من بوابة صلاح الدين الى داخل القطاع قام بتوزيع الشاي على عشرة من عناصر الأمن المركزي المصري الذين كانوا يتواجدون على البوابة، وكان يتبادل معهم النكات. وعندما عاد الى زملائه من سائقي الشاحنات تساءل قائلاً «لا ادري كيف سيتعاملون معنا غداً عندما تصدر لهم الأوامر بإغلاق الحدود».

من ناحية ثانية قال الآلاف من العالقين الفلسطينيين في العريش الذين ينتظرون سماح السلطات المصرية لهم بالتوجه الى الدول التي قدموا منها سواء للعمل أو الدراسة والعلاج، إن الحكومة المصرية لم تسمح لهم بالمغادرة عبر مطار القاهرة حتى الآن، وذلك بخلاف ما يتردد من شائعات. واعرب العديد من العالقين أنهم فوجئوا اول من امس من حديث وسائل الاعلام العربية عن السلطات المصرية، سمحت لهم بالفعل بالانتقال الى مطار القاهرة. يذكر أن العالقين الفلسطينيين يتواجدون في اثنين من مساجد مدينة العريش في ظروف بالغة القسوة.