باريس تكتفي بالإدانة ومقربون من دبي يتهمونها بالتخلي عن تشاد

لديها قوة من 1100 جندي في البلاد

TT

لم تهب فرنسا كما فعلت في شهر أبريل (نيسان) من عام 2006، الى إنقاذ الرئيس التشادي إدريس دبي ونظامه من المتمردين، الذين حاولوا عندها التخلص منه، قادمين من شرق تشاد ومن السودان. فقد اكتفت باريس ببيان صادر عن وزارة الخارجية «يدين بشدة محاولة السيطرة على السلطة بالقوة»، وذلك من «قبل مجموعات مسلحة قدمت من الخارج». وفي البيان عينه، أعربت فرنسا، التي تربطها بتشاد معاهدة دفاعية تعود لعام 1986 عن تمسكها بـ«وحدة واستقرار تشاد»، داعية في الوقت عينه الأطراف التشادية دون مزيد من التحديد، الى العمل من أجل «التهدئة والمصالحة» مع التأكيد على دعمها وتأييدها لوساطة الاتحاد الأفريقي. وبالنظر لما هو حاصل في تشاد على المنطقة بأكملها، فقد شددت باريس على «استئناف الحوار السياسي وتسريع الجهود بضمان الاستقرار الإقليمي التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة» في إشارة الى عملية نشر قوات أوروربية (أوروفور) شرق تشاد، التي كان من المفترض أن تحصل في هذه المرحلة.

ونقلت تقارير صحافية من العاصمة التشادية انجامينا، اتهامات لمقربين من الرئيس إدريس دبي لباريس بـ«التخلي عن تشاد» التي لم ترد عليها بعد. ويبدو أن باريس التي ترابط قوات لها في تشاد بصورة دائمة (1100 رجل) في إطار ما يسمى فرنسيا بـ«عملية أيبرفيه»، كانت قادرة على منع تقدم الحركات الثلاث المتمردة باتجاه العاصمة التشادية لو أرادت فعلا، وبالتالي حماية نظام الرئيس دبي. فقبيل عامين وفي ظروف مشابهة، أنقذت القوات الفرنسية نظام دبي، بوضع طائراتها تحت تصرفه لنقل الوحدات التشادية الى شرق العاصمة وتزويدها بالصور الجوية وبالمعلومات الضرورية عن تقدم المتمردين وأخيرا بتوجيه طلقات تحذيرية من طائرات الميراج المقاتلة الفرنسية باتجاهها. وكان ذلك كافيا لإيهام المتمردين، أن باريس لن تسمح بإسقاط نظام دبي. وأمس، تحادث الرئيس ساركوزي مطولا مع دبي، وعقدت منذ ليل الجمعة ـ السبت ثلاثة اجتماعات في قصر الاليزيه بحضور وزيري الخارجية والدفاع ورئيس أركان القوات الفرنسية، وكبار المستشارين لتحديد الموقف الفرنسي ولدراسة الإجراءات الكفيلة بحماية وإجلاء الرعايا الفرنسيين الذين يعيشون في تشاد وعددهم 1400 شخص يضاف اليهم الرعايا الأوروبيون. وتمثل المحافظة على سلامة الرعايا الفرنسيين أولى أولويات الحكومة. وفي هذا الإطار، عمدت باريس الى اتخاذ سلة تدابير، منها تعزيز قواتها في تشاد بنقل 150 رجلا من الغابون الى انجامينا، ووضع قواتها في حال تأهب قصوى، وتعيين ثلاثة مراكز لتجمع الرعايا الفرنسيين في العاصمة وتوفير حمايتهم، بحيث لا تقترب المعارك منهم ولا يتعرضون للأذى، مع التأكد من السيطرة على الطرق المفضية الى المطار في حال تقرر إجلاؤهم. وأفادت باريس ان طائرة نقل عسكرية ستكون في تشاد للقيام بعملية الترحيل لمن يرغب من الرعايا الفرنسيين والأوروبيين. وثمة 700 شخص يمكن إخلاؤهم سريعا إذا ما دعت الحاجة.

وتعتبر باريس أنها مستهدفة بشكل ما، بما هو حاصل في تشاد، إذ تقول مصادرها إن أحد أغراضها نسف عملية نشر القوات الأوروبية شرق تشاد. وبفعل التطورات، فستتأخر عملية الانتشار، التي كانت القوى الفرنسية ستشكل عمودها الفقري.