إدريس دبي ابن راعي ماشية وعسكري حكم تشاد 18 عاما

قاد مقاومة ضد نظام حبري من السودان

TT

الجنرال إدريس دبي، رئيس تشاد الذي تهاوت أمس سلطته بعد سيطرة مسلحي المعارضة على العاصمة التشادية انجامينا، عسكري نجح في الإمساك بزمام الأمور في المستعمرة الفرنسية السابقة لمدة تزيد على 18 سنة، وهذه فترة طويلة جداً في تاريخ التداول غير الديمقراطي للسلطة بالبلاد.

ولد إدريس دبي، وهو ابن راعي ماشية من فرع البديّات من قبيلة الزغاوة الكبيرة، عام 1952 في بلدة فادا. وهو متزوج غير مرة، وأب لعدد كبير من الأبناء والبنات، أما آخر زوجاته فاسمها هندة وتزوجها عام 2006. بعدما أنهى دراسته الابتدائية فالثانوية، دخل معهد الضباط في العاصمة انجامينا. ومن ثم أرسل في بعثة إلى فرنسا التي عاد منها عام 1976 بشهادة في الطيران.

إبان فترة الاضطرابات التي تلت سقوط الرئيس الاستقلالي فرنسوا تومبلباي، كان دبي في صف الرئيس العسكري الجنرال فيليكس مالوم، حتى انهيار حكم الأخير عام 1979. وعلى الأثر حوّل ولاءه إلى حسين حبري أحد قادة الأجنحة المتصارعة على حكم تشاد، ولا سيما في وجه غريمه اللدود غوكوني عويدي. ولما نجح حبري في إطاحة عويدي عام 1982 قدّر حبري إخلاص دبي وولاءه له فعينه قائداً للجيش.

وعام 1984، ارتفعت أسهم دبي أكثر بفضل نجاحه في ضرب القوات المدعومة من قبل ليبيا في شمال تشاد، غير أن حبري قرّر في العام التالي إعفاءه من منصبه، وإرساله إلى فرنسا ليلتحق بكلية الحرب بباريس. ولدى عودته من فرنسا عينه حبري مستشاراً رئاسياً للشؤون العسكرية.

ومجدداً خاض دبي مواجهات ضد القوات الليبية، والقوات التشادية الحليفة لطرابلس، خرج منها برصيد أكبر من الاحترام الداخلي. غير أن الخلاف سرعان ما ذر قرنه بينه وبين الرئيس حبري عام 1989، حول موضوع السلطات المتزايدة لقوات الحرس الرئاسي. يومذاك اتهم حبري دبي بالتحضير لانقلاب عسكري ضده، مما حدا بالأخير إلى الفرار إلى ليبيا، ومن هناك انتقل إلى السودان، حيث أسس «حركة الانقاذ الوطني» بدعم ليبي وسوداني، وباشر التحرك ضد نظام حبري في أكتوبر (تشرين الأول) 1989. وجاءت الضربة القاضية التي وجهها دبي لنظام حبري في الهجوم الكاسح الذي شنته قوات «الحركة» يوم 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990، والذي توّج يوم 2 ديسمبر (كانون الأول) 1990 بدخول هذه القوات العاصمة انجامينا من دون مقاومة وتسلم دبي الحكم. حكم دبي تشاد بموجب دستور جديد أقر بعد تولي حكومة مؤقتة السلطة لمدة ثلاثة أشهر. وقد ابرم الدستور في استفتاء شعبي عام 1996، تلته انتخابات رئاسية فاز بها دبي بعد الدورة الثانية. وأعيد انتخابه منذ الدورة الأولى رئيساً عام 2001.

ولكن عام 2005 جرى خلال استفتاء إلغاء حاجز الولايتين الرئاسيتين، مما سمح للرئيس بالترشح للمرة الثالثة، غير أن هذه الانتخابات التي أجريت عام 2006 قاطعتها قوى المعارضة.

منذ عام 2005 كان على دبي أن يتعايش مع التوتر الشديد مع السودان «جار» تشاد على حدودها الشرقية. وكان دبي قد اتهم الخرطوم غير مرة بدعم مناوئيه والمتمردين ضد حكمه. ومن ناحية ثانية كان موضوعا النفط والفساد جزءاً لا يتجزأ من السمات الغالبة على حكم دبي في السنوات الأخيرة.