أبو علي شاهين لـ «الشرق الأوسط» : أتحمل مسؤولية كل حرف نطقت به.. وجاهز للمساءلة

انفجار خلاف جديد في فتح.. وبيان يصف وزير التموين الأسبق بصاحب «الخيال المريض»

شابة فلسطينية تشارك في مسيرة احتجاجية في مدينة بيرن السويسرية امس (رويترز)
TT

في انفجار ثان للخلافات داخل حركة فتح، جراء الهزيمة التي لحقت بها في قطاع غزة على يد حركة حماس، رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) على وصف ابو علي شاهين عضو المجلس الثوري لحركة فتح ووزير التموين الاسبق، له «بالفاشل»، واعتبر ان شاهين «صاحب خيال مريض». وجاء رد ابو مازن، في بيان اصدره حكم بلعاوي، امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، في الداخل، باسم «الرئيس القائد العام أبو مازن»، وباسم «اللجنة المركزية لحركة فتح»، تعقيبا على تصريحات صحافية سابقة لشاهين. وقال البلعاوي «ان مهنة ابو علي شاهين، اصبحت الصراخ في الوادي، وذلك لإشباع رغبته من خلال الحاسة السادسة له، التي تتصف بالتطاول والعقم والتجني على الحقيقة».

وتابع بيان بلعاوي متهما شاهين بانه «صاحب خيال مريض، أوصله إلى وصف الرئيس أبو مازن، بالقائد الفاشل». واعتبر البيان، ان شاهين «يغرق في الوهم والثرثرة عند إسناده الاتهام إلى مستشاري ابو مازن، ودورهم».

واتهم البيان بصورة واضحة قيادة الحركة في غزة اثناء الاقتتال الداخلي مع حماس، بالغرور والهرب، وقال بلعاوي «ان اتهامات شاهين للقيادة السياسية للسلطة وفتح بالتغيب عن الميدان، هو اقتحام المفلس، ويكفي أن يتم التوضيح أن القائد العام أبو مازن أعطى القرار والتعليمات والإمكانيات والدعم المعنوي لهذه الدائرة، وهو نفسه (ابو علي شاهين) احد منظريها، ولكنها أوصلت الحركة إلى الخذلان، سواء بالميدان أو بالتنظير والغرور والادعاء والهرب».

وكأول اعتراف من اللجنة المركزية بالمسؤولية والخطأ، عن هزيمة غزة، خاطب بلعاوي ابو علي شاهين، قائلا له «مع الأسف خيبت آمال القائد العام أبو مازن واللجنة المركزية لحركة فتح، التي يجب أن تعترف بأن ذلك كان الخطأ بعينه، لان القرار يجب ألا يعطى إلا لمن يحقق لحركته الانتصار، ولشعبه الأمل وليس لمن يدعي ويفاخر ويصرح بالقدرة التي لا يمكن أن تكون لديه، لأنه مشغول بالذات والمكاسب والمصالح الخاصة والأحلام العابثة وهي تطوف في خياله».

واعتبرت المركزية رغم كل هذه الاتهامات، ان شاهين لا يستحق الرد، وقالت «في الحقيقة ان (أبو علي شاهين) بتصريحاته الفجة والمغرورة، والمتطاولة لا تستحق التعليق، ولكنه يستحق المساءلة في الإطار الحركي، الذي يستند إلى شرعية، ولا يستطيع أن يصمد أمام الحقيقة والمسؤولية الحركية والوطنية». وتعتبر هذه المرة الثانية، التي تطالب فيها فتح بمساءلة مسؤولين كبار فيها، بعد تجريد هاني الحسن، وهو قيادي تاريخي في فتح من مسؤولياته في اللجنة المركزية، والمطالبة بمساءلته بعد تصريحات صحافية قال فيها ان انتصار حماس في غزة أفشل خطة دايتون ( الجنرال الاميركي كيث دايتون، الذي يشرف على تقوية الاجهزة الامنية).

وكان أبو علي شاهين، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قد وجه نقدا شديدا لابو مازن، حول قضية معالجته لما وصفه بــ«الانقلاب الحمساوي» متهما إياه بأنه لا يتخذ القرار المناسب، في اللحظة التاريخية المناسبة.

وقال ابو علي شاهين لـ«الشرق الاوسط» ردا على تصريحات بلعاوي، «انا مسؤول عن كل حرف نطقت به، وانا جاهز للمساءلة، ولكن لمساءلة الجميع في كل المستويات، وعن كل شيء». واضاف لقد صدق نابليون بونابرت عندما قال «لا يوجد جندي فاشل، بل هناك ضابط فاشل»، وأضيف «بل هناك قائد فاشل». وجدد شاهين قوله هذا لـ«الشرق الاوسط» قائلا «بالطبع لا يوجد جندي فاشل».

واعاد شاهين التأكيد على انه غير راض عن طريقة معالجة فتح، لهزيمة غزة، قائلا «أين هي المعالجة اصلا؟ وكيف يمكن محاسبة الجنود والضباط». وردا على سؤال حول من يتحمل المسؤولية المباشرة قال «لا يمكن ان أحملها لاعضاء الكادر، وهي تتناسب طرديا مع علو المرتبة». واضاف «كلما علت المرتبة يتحمل صاحبها المسؤولية». واستغرب ابو علي اصدار بيان باسم مركزية فتح، وقال انه يعرف ان المركزية لم تجتمع، ورغم ما قاله، من انه يعتبر ان من حق كل شخص في موقعه الانتقاد والرد، لكنه قال انه لن يستدرج الى «الردح» المتبادل. معقبا على بيان بلعاوي، انه يشكره (اي بلعاوي) لانه ذكر الكادر الفتحاوي بان هناك أمانة سر للجنة المركزية، «لان الفتحاويين نسوا ذلك».

وهاجم شاهين ما سماه الاعاقات التي يسببها البعض في اللجنة المركزية لعمل فتح، التي يريد ان يرى فيها قائدة للشعب الفلسطيني وليس اشخاصا يبحثون عن مناصب مثل امين سر مجلس الوزراء». وتساءل شاهين، أين هو صوت بلعاوي في نقد ممارسات حماس، المهم انه تحدث اخيرا. ويرى شاهين، في ما يحدث، حراكا ديمقراطيا متأخرا، وبالضرورة سيصحح الاخطاء في فتح. لكن هذا ليس رأي قادة فتح الاخرين، اذ قال احدهم وهو من غزة، لـ«الشرق الاوسط»، «ان ما تصنعه مركزية فتح، يدفع الحركة لانفجار، ليس بالضرورة ان ينقذ فتح».

ويوجه قياديون وشباب في فتح، النقد الشديد لاداء مركزية الحركة التي يصفونها بالعجوز. واتهم احد اعضاء المجلس الثوري لفتح، في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، المركزية بتعطيل التغيير، وقال انهم ليسوا جادين.